البث المباشر

تفسير موجز للآيات 44 الى 47 من سورة الشورى

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:40 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 906

 

بسم الله الرحمن الرحيم..

الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، إخوتنا المستمعين الأفاضل سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء الجديد من برنامجكم (نهج الحياة) وتفسير آيات أخرى من سورة الشورى المباركة، نبدأها بالإستماع الى تلاوة الآية الرابعة والأربعين فتابعونا على بركة الله..

وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ{44}

أحبتنا الأكارم، نسبت بعض الآيات، الإضلال الى الله سبحانه ولكن ورد في آيات أخرى ما يفسر ذلك كالآية الـ 34 من سورة غافر حيث يقول عز من قائل "يضل الله من هو مسرف مرتاب" وغيرها من الآيات الشريفة.

وبعبارة أخرى، لا وجود للإضلال الإبتدائي، ولكن ههنا إضلال العقوبة، فالله يضل من يكون مسرفاً، كافراً وفاسقاً.

وما تعلمنا هذه الآية المباركة أولاً: التعدي على حقوق الناس سبب للحرمان من الهداية وموجب للسقوط في وادي الضلال والخسران والحسرة.

ثانياً: على الظالمين والمنحرفين أن يعلموا بأنه ليس لأي أحد ولا لأي قدرة أن تنقذهم من العذاب.

وثالثاً: على خلاف أهل الجنة الذين ينالون كل ما تشتهيه أنفسهم؛ فإن أهل جهنم لا ينالون آمالهم.

أما الآن، أيها الأفاضل، نستمع وإياكم الى تلاوة الآيتين الخامسة والأربعين والسادسة والأربعين من سورة الشورى المباركة..

وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ{45} وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاء يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ{46}

تعرضت الآيتان السابقتان، أيها الأطائب، لإضلال الله عزوجل للظالمين، وفي هذه الآية مزيد من التهديد والوعيد، من ذلك أن الله تعالى بعد أن قال "فما له من ولي" يقول في هذه الآية "وما كان لهم من أولياء" فلا جماعة له ينصرونه.

ومما تعلمنا هاتان الآيتان هو أولاً: مستكبرو اليوم هم أذلاء الغد.

ثانياً: وحشة القيامة تسلب من المذنبين القدرة على الرؤية.

ثالثاً: الخاسر الحقيقي هو الذي خسر نفسه وعمره، ولا يمكنه العودة ولا جبران.

ورابعاً: سرد أحداث يوم القيامة ينبه الناس من غفلتهم، فكلمة (ألا) في قوله تعالى (ألا إن الظالمين) هي للتنبيه والتحذير.

والآن، حضرات المستمعين الأكارم، نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآية السابعة والأربعين من سورة الشورى المباركة..

اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ{47}

أيها الأكارم، في المراد من قوله تعالى (يوم لا مرد له من الله) إحتمالان: الأول: لا عودة للظالمين الى هذه الدنيا. والثاني: ذلك اليوم حتمي لا تراجع فيه.

وما تعلمنا هذه الآية الشريفة أولاً: ما يحفظ الإنسان من الخسران هو اتباع الأنبياء.

ثانياً: الإستجابة للأوامر الإلهية سبب لتربية نفوسنا فلابد من أن نستمع لكلام المربي.

ثالثاً: ربوبية الله عزوجل لهذا الإنسان هي الداعي للإستجابة لدعوته.

ورابعاً: لابد من علاج المشكلة قبل وقوعها، فلا ينبغي أن نضيع الفرصة.

بهذا، إخوتنا الأفاضل، وصلنا الى ختام هذه الحلقة من برنامج (نهج الحياة) فحتى الملتقى في الحلقة القادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة