البث المباشر

تفسير موجز للآيات 40 الى 43 من سورة الشورى

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:40 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 905

 

بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين..

حضرات المستمعين الأفاضل.. سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات.. تحية لكم وأهلاً بكم أينما كنتم وأنتم تستمعون الى حلقة أخرى من برنامجكم (نهج الحياة) وتفسير آي أخر من آيات سورة الشورى المباركة بداية من الآية الأربعين بعد الإستماع الى تلاوتها المرتلة، فكونوا معنا على بركة الله..

وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ{40}

أيها الأكارم، وردت عبارة (فأجره على الله) في القرآن مرتين، مرة في الآية الـ 100 من سورة النساء، في شأن المهاجرين المخلصين، والمرة الثانية في هذه الآية في شأن العفو عن إساءات الناس، وبهذا يُعلم بأن العفو والإصلاح مواز لأجر الهجرة في سبيل الله.

ومما تعلمنا هذه الآية هو أولاً: الإنتقام العادل مقابل العنف أمر جائز، ثانياً: العفو والإصلاح ممن يملك القدرة على الإنتقام يترتب عليه ثواب جزيل.

وثالثاً: القصاص والمجازاة لابد من أن يكونا مساويان للجناية (حذراً من الإفراط أو التفريط) لقوله عز من قائل (وجزاء سيئة سيئة مثلها)

وأما الآن، مستمعينا الأفاضل، ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة الآيتين الحادية والأربعين والثانية والأربعين من سورة الشورى المباركة..

وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ{41} إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ{42}

أيها الأفاضل، إن كلمة الظلم في الآية الثانية والأربعين، ترتبط بالأشرار سواء كانوا عاديين أو كانوا فقراء، وأما كلمة البغي فتتعلق بالمتآمرين والمستعمرين.

مما تعلمنا إيانا هاتان الآيتان المباركتان، أيها الأفاضل، هو أولاً: الإنتقام هو لمن يملك القدرة على ذلك، ومن لا يملك القدرة فله أن يستمد العون من غيره حسب قوله تعالى "ولمن انتصر بعد ظلمه".

ثانياً: ليس من العدل القصاص قبل الجناية.

ثالثاً: الإنتقام من الظالم حق إنساني مشروع فلا عقاب عليه في الدنيا ولا في الآخرة.

رابعاً: التعدي على حقوق الناس منهي عنه (حتى لغير المسلمين وبأي نحو كان) وفاعله محاسب وعليه عقاب لقوله عز من قائل (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس)

وخامساً: إن وظيفة الناس في هذه الدنيا وإن كانت التشهير بالظلم والإنتصار عليه ولكن الله عزوجل أيضاً سيجازي الظالمين.

والآن إخوتنا الأفاضل، نستنمع وإياكم الى تلاوة الآية الثالثة والأربعين من سورة الشورى المباركة قبل الإشارة الى بياناتها فكونوا معنا مشكورين..

وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ{43}

مما تعلمنا هذه الآية إخوتنا الأكارم هو أولاً: العفو عن الظالم ليس أمراً سهلاً ويسيراً، بل لابد فيه من العزم والتصميم وقوة الإرادة.

ثانياً: الصبر والعفو هو من صفات الحسنة في الإنسان.

وثالثاً: الإسلام دين جامع فهو يقر حق المظلوم، ويفتح طريق العفو والصفح أيضاً.

ختاماً إخوة الإيمان، نشكركم لحسن إصغائكم وطيب استماعكم لهذه الحلقة من برنامجكم القرآني (نهج الحياة) فحتى لقاء آخر تقبلوا تحيات إخوتكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة