البث المباشر

تفسير موجز للآيات 36 الى 39 من سورة الشورى

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:40 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 904

 

بسم الله الرحمن الرحيم..

والحمد لله الذي هدانا لصراطه المستقيم ثم الصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المنتجبين,,,.

مستمعينا الأفاضل تحية لكم أينما كنتم وأهلاً ومرحباً بكم وأنتم تستمعون الى حلقة أخرى من برنامجكم القرآني (نهج الحياة) وتفسير ميسر آخر من آي الذكر الحكيم نستهله من الآية السادسة والثلاثين من سورة الشورى المباركة بعد الإستماع الى تلاوتها فكونوا معنا على بركة الله..

فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ{36}

أيها الأحبة، كان الحديث في الآية السابقة من الحلقة السابقة، عن الجدال وكأن هذه الآية أرادت أن تبين أن سبب الجدال هو التعلق بالدنيا التي هي متاع قليل.

ومما تعلمنا إياه هذه الآية المباركة أولاً: إن ما لدينا ليس من عندنا؛ بل هو من لطف الله تعالى بنا.

ثانياً: مع أن الله سبحانه هو الواهب للدينا وللآخرة، ولكنه يصف الآخرة فقط بأنها من عنده.

وثالثاً: التوكل صفة دائمة في المؤمن.

والآن، أيها الأكارم، ننصت وإياكم خاشعين لتلاوة الآية السابعة والثلاثين من سورة الشورى المباركة..

وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ{37}

أيها الأفاضل.. تعرضت الآية السابقة للحديث عن الإيمان والتوكل وهما فعلان من أفعال القلب، وفي هذه الآية الحديث عن أفعال الجوارح.

وكما قيل إن الكبائر هي كل معصية ورد التوعيد عليها بالنار أو بالعقاب، أو شدد عليها تشديداً عظيماً وهي كثيرة منها: اليأس من روح الله، والأمن من مكره والكذب عليه أو على رسوله وأوصيائه عليهم جميعاً سلام الله.

ومما تعلمنا هذه الآية هو أولاً: شرط نزول النعم العظيمة مضافاً الى الإيمان والتوكل، هو الإبتعاد عن الذنوب والتحكم بالشهوات والغضب.

ثانياً: تطهير الذات أول خطوة في الإصلاح، بعد ذلك يبدأ بناء الذات وبناء المجتمع.

وثالثاً: الغضب غريزة ولكن التحكم بها ضروري.

أما الآن، إخوتنا الأكارم، نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآيتين الثامنة والثلاثين والتاسعة والثلاثين من سورة الشورى المباركة..

وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{38} وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ{39}

أيها الأكارم، تؤكد الآية الـ 38 على الشورى في إدارة أمور المجتمع، ولذا أطلق على هذه السورة (سورة الشورى) ففي المشورة نوع من الإحترام للناس، فالمشورة وإن لم تقدم شيئاً جديداً للإنسان ولكنها تدل على احترام الناس. كما أن المشورة وسيلة لمعرفة الآخرين، فلا يعرف الرجل حتى يتحدث لأن المرء مخبوء تحت لسانه، حسب تعبير أمير المؤمنين عليه السلام.

و المشورة لا تكون إلا في المسائل التي تتعلق بالناس، فلا تصح المشورة في الأمور التي تتعلق بالله عزوجل، كالبعثة والإمامة والعبادة.

أما ما تعلمناه من هاتين الآيتين الكريمتين أولاً: كتب لأهل الصلاة والإنفاق نِعَمٌ خير وأبقى في يوم القيامة.

ثانياً: إجابة دعوة الله عزوجل تكون بالعمل لا بالإدعاء.

ثالثاً: المؤمن غير مستبد، وليس انعزالياً، بل يتعامل باحترام مع رأي الآخرين.

رابعاً: على المنفق أن يعلم بأن ما ينفقه هو من عند الله عزوجل لا من عند نفسه.

وخامساً: الدفاع واجب، ولو بالإستعانة بالمؤمنين، والسكوت والرضا بالظلم ممنوع.

ختاماً إخوتنا الأطائب، نشكركم على حسن استماعكم وطيب متابعتكم لهذه الحلقة من برنامجكم (نهج الحياة) فحتى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة