البث المباشر

تفسير موجز للآيات 15 الى 18 من سورة الشورى

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:39 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 900

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمد الشاكرين على نعمه سيما نعمة الهداية ثم الصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..

حضرات المستمعين الأفاضل سلام من الله عليكم ورحمة منه تعالى وبركات.. ها أنتم وحلقة أخرى من برنامجكم القرآني (نهج الحياة) وتفسير ميسر من آي الذكر الحكيم حيث سنواصل فيها تفسير آيات سورة الشورى المباركة بداية بالإستماع الى تلاوة الآيتين الخامس عشرة والسادس عشرة منها فكونوا معنا وتابعونا على بركة الله..

فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ{15} وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ{16}

أيها الأكارم، تشير الآية الـ 15 المباركة الى أن العدالة تتحقق من خلال توافر مجموعة من التصديقات والإعتقادات، منها؛ معرفة طريق الحق وترك الهوى والإيمان بالبعث والنشور في محكمة العدل الإلهي، فقد ورد الأمر بالعدل في هذه الآية الى جانب التعرض لهذه المعتقدات.

وأما المحاجة في الآية الـ 16 فهو من الحج بمعنى القصد، وتطلق على الحوار الذي يدور ويكون مراد المتكلم فيه إثبات صحة شيء أو بطلانه.

وما تعلمنا هاتان الآيتان فهو أولاً: تبليغ الدين يترافق مع بعض المشاكل التي لابد من تحملها.

ثانياً: آفة الدعوة الى طريق الحق إتباع أهواء الناس.

ثالثا: بعد معرفة الله سبحانه وتعالى عن طريق الفطرة والعقل لا داعي للمحاجة والمجادلة.

ورابعاً: السعي لإثارة الشك في نفوس المؤمنين موجب للغضب والعذاب من الله تعالى.

أما الآن أيها الأطائب ننصت واياكم للإستماع الى تلاوة الآيتين السابع عشرة والثامن عشرة من سورة الشورى المباركة..

اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ{17} يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ{18}

أيها الأفاضل، كلمة (الساعة) في الآية الـ 17 هو أحد أسماء يوم القيامة لأنها تقع فجأة وبشكل غير متوقع.

أما ما تبين لنا الآية الـ 18 فهو إذا كان الضالون في مكان قريب أمكن تعلق الأمل بنجاتهم وإنقاذهم، ولكن عندما يكونون في مكان بعيد، فإن ذلك يكون صعباً ولربما يكون مستحيلاً حسب قوله تعالى (.. لفي ضلال بعيد).

وأما سنة الكفار والمشركين في مواجهة تحذير الأنبياء إياهم من يوم القيامة هو استعجال ذلك اليوم، فكانوا يقولون (متى هذا الوعد) أي لمَ لا يتحقق؟

وأما ما تعلمناه من هاتين الآيتين الآيتين هو أولاً: القرآن الكريم ميزان ووسيلة للتمييز بين الحق والباطل.

ثانياً: لا علم للنبي (ص) أيضاً بزمان وساعة القيامة.

ثالثاً: لابد من أن يكون الإيمان على أساس العلم.

رابعاً: الإيمان بالمعاد سبب لإيجاد الخوف لدى المؤمنين.

وخامساً: الإستمرار في المراء والجدال أمر مذموم.

إخوة الإيمان، بهذا وصلنا الى ختام هذه الحلقة من برنامج (نهج الحياة) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. فشكراً لحسن استماعكم وطيب متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة