البث المباشر

تفسير موجز للآيات 11 الى 14 من سورة الشورى

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:39 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 899

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا رسول الله محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المنتجبين..

أحبتنا المستمعين الأفاضل سلام من الله عليكم وأهلاً ومرحباً بكم وأنتم تستمعون الى حلقة أخرى من برنامجكم (نهج الحياة) وتفسير آخر ميسر من آيات الذكر الحكيم حيث سنواصل فيها تفسير آيات سورة الشورى المباركة نستهله بالإستماع الى تلاوة الآيتين الحادية عشرة والثانية عشرة منها فكونوا معنا على بركة الله...

فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{11} لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{12}

كلمة (الفطر) في الآية الحادية عشرة، عزيزي المستمع، تعني خلق الشيء لا عن سابق، رغم أن كلمة (فَطَرَ) في اللغة بمعنى شق وفصل، وهذا التعبير لعله إشارة إلى أن السماء والأرض كانتا مادة واحدة متراكمة وبسبب الإنفجار انفصلت وتفككت إلى كرات.

كما أنه لا يمكن تشبيه الله عزوجل بأي شيء، فهو حي ولكن حياته لا تشبه حياة شيء من الموجودات.

أما كلمة (مقاليد) في الآية الثانية عشرة، هي جمع مقليد وهو المفتاح، ومن له مقاليد السموات والأرض هو الذي يمكنه أن يفتح باب الرزق للعباد أو يغلقه عليهم.

أما ما تعلمنا إيانا هاتان الآيتان هو أولاً: خلق السموات والأرض كان إبداعاً وابتكاراً بتمامه.

ثانياً: مع أنه ليس كمثله، عزوجل، شيء ولكنه مرتبط بالكل، فهو سميع وبصير بكل الخلق.

ثالثاً: الأسباب المؤثرة في عالم الوجود هي بيد الله عزوجل فقط.

ورابعاً: سعة الرزق لا ترتبط بقدرة الإنسان بل بيد الله تعالى.

والآن أيها الأفاضل، ننصت وإياكم الى تلاوة الآية الثالث عشرة من سورة الشورى..

شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ{13}

تعرضت هذه الآية، أيها الأفاضل، لأسماء أنبياء أولي العزم، صلوات الله عليهم أجمعين.

فمحور دعوة الأنبياء كافة كان واحداً، فقد دعوا جميعاً إلى التوحيد والمعاد، التقوى والعدالة، الصلاة والصوم، الإحسان الى الوالدين ومساعدة المحتاج.

أما كلمة (شرع) فهي من الشريعة بمعنى الطريق الذي يوصل الناس الى الساحل، وشطوط الأنهار الكبرى، كشريعة العلقمي للوصول الى ماء الفرات.

أما ما تعلمنا هذه الآية فهو أولاً: جعل الله شريعته للناس على أساس علمه اللامتناهي.

ثانياً: الدين والشريعة هما في سبيل مصلحة الإنسان.

ثالثاً: الإسلام دين جامع ويحوي على تعاليم الأنبياء كافة.

ورابعاً: الإنسان بعمله يتمكن من توفير أرضية تلقي الألطاف الإلهي.

وأما الآن إخوتنا الأكارم، نستمع وإياكم الى تلاوة الآية الرابع عشرة من سورة الشورى المباركة..

وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ{14}

أيها الأكارم.. ورد في هذه الآية تارة (جآءهم العلم) وأخرى (أورثوا الكتاب) أي إنهم مع علمهم بالحق ووراثتهم الكتاب السماوي، ولكنهم تفرقوا مع ذلك.

والشك إذا كان معبراً وطريقاً كان جيداً، ولكنه لا يصلح محطة وموقفاً. فالشك الذي يحصل لدى الإنسان بشكل طبيعي ويكون دافعاً للبحث والتعلم أمر إيجابي ومهم، ولكن إذا كان الشك عن عناد وسوء ظن كان سبباً للركود واللامبالاة وهو أمر سلبي ومذموم.

الى هنا مستمعينا الأطائب وصلنا واياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامجكم (نهج الحياة) فشكراً لحسن استماعكم وطيب متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة