البث المباشر

تفسير موجز للآيات 7 الى 10 من سورة الشورى

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:39 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 898

 

بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين..

حضرات المستمعين الأكارم في كل مكان سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه وبركات.. تحية طيبة وأهلاً بكم وأنتم على مائدة القرآن الكريم وتفسير آي أخر منه في برنامجكم (نهج الحياة) حيث سنواصل في هذه الحلقة تفسير آيات سورة الشورى المباركة نستهلها بتلاوة الآية السابعة فكونوا معنا مشكورين..

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ{7}

المراد من أم القرى في هذه الآية، عزيزي المستمع، وبحسب ما ورد في الروايات هي مكة المكرمة، وورد في بعض الروايات أن منطقة الكعبة كانت أول منطقة ظهرت من تحت الماء، ولذا تمسى أم القرى.

ومن أسماء يوم القيامة (يوم الجمع)، فهو الذي يجمع فيه الناس جميعاً، وتجمع فيه الروح الى الجسم، ويجمع فيه العمل مع الإنسان، والظالم مع المظلوم، والثواب والعقاب مع مستحقهما.

فما تعلمناه من هذه الآية أولاً: كما كانت بعثة الرسل السابقين بلغة قومهم فكذلك كان نزول القرآن بلغة العرب.

ثانياً: الغرض الأساس من الوحي الإلهي إنذار الناس.

وثالثاً: يوم القيامة مع كونه يوم الجمع هو يوم الفصل والتفريق أيضاً لقوله تعالى (فريق في الجنة وفريق في السعير)

أما الآن إخوتنا الإفاضل ننصت وإياكم الى تلاوة الآيتين الثامنة والتاسعة من سورة الشورى المباركة...

وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ{8} أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{9}

تبين لنا هاتان الآيتان، أيها الأكارم، بما أن الله تعالى حكيم فكل فعل يصدر منه يصدر عن حكمة، وإن لم يتمكن الإنسان من معرفة وجه الحكمة فيه. وعليه، فمتى ما ورد في القرآن الكريم (يعز من يشاء ويذل من يشاء) فالمراد منه أن الله يعز قوماً عن طريق الإيمان والعمل الصالح، حيث يجعلهم في مسير رحمته وهدايته، ومتى ما أراد أن يذل قوماً أبعدهم عن طريق السعادة بسبب كفرهم وضلالهم وعنادهم ونفاقهم.

ما نتعلمه من هاتين الآيتين هو أولاً: جرت سنة الله على أن يكون الإنسان حراً لكي يختار بنفسه السبيل الذي يريده، وإلا فإن الله تعالى قادر على إجبار الناس على الهدى والحق.

ثانياً: المنحرفون عن طريق الحق، يظلمون أنفسهم في الحقيقة.

ثالثاً: الإيمان بغير الله عزوجل أمر يوبخ عليه الإنسان ويؤنب.

ورابعاً: كل ولاية لا تكون في ظل ولاية الله تعالى فهي باطلة وغير مشروعة.

أما الآن إخوتنا الأكارم نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآية العاشرة من سورة الشورى المباركة فتابعونا مشكورين...

وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ{10}

تبين لنا هذه الآية الكريمة، إخوتنا الأفاضل، بأنه حيثما وجد الإنسان فلابد من الإختلاف، وما دام الإختلاف موجوداً فلابد من الإحتكام للقانون الإلهي وللدين، إذاً لا يمكن أن ندعي الإستغناء عن الدين.

وأما كلمة (توكلت) في هذه الآية فوردت بصيغة الماضي، وكلمة (أنيب) بصيغة المضارع، ولعل بالإمكان القول إن التوكل يقوم على الإيمان الثابت، ولكن الإنابة لازمة في كل يوم وفي كل لحظة.

وأما كلمتا (عليه) و(إليه) تقدمتا على (توكلت) و(أنيب) أي لا تتوكل على غيره ولا ترجع الى غيره سبحانه وتعالى شأنه.

وبهذا أحبتنا المستمعين الأفاضل وصلنا الى ختام حلقة أخرى من حلقات برنامجكم (نهج الحياة) فحتى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة