البث المباشر

تفسير موجز للآيات 1 الى 6 من سورة الشورى

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:39 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 897

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. حضرات المستمعين الأفاضل سلام من الله عليكم وتحية لكم أينما كنتم وأنتم تستمعون الى برنامجكم القرآني (نهج الحياة) وتفسير ميسر آخر من آي الذكر الحكيم فبدءً من هذه الحلقة سنكون في رحاب سورة الشورى المباركة وهي مكية وتشتمل على ثلاث وخمسين آية، حيث نبتدئ بالإستماع الى تلاوة الآيات الأربع الأولى من هذه السورة المباركة فكونوا معنا على بركة الله...

بسم الله الرحمن الرحيم

حم{1} عسق{2} كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{3} لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ{4}

أحبتنا الأكارم.. ورد في مواطن متعددة من القرآن الكريم خطاب النبي (ص) بقوله (قبلك) أي من قبلك أرسل الله تعالى أنبياء، ولكن لم يرد في القرآن الكريم إطلاقاً كلمة (بعدك) وهذا دليل على ختم النبوة بمحمد (ص)! وعلى الرغم من كون النبي محمد (ص) خاتم النبيين، فإن اسمه سبق إسم غيره من الأنبياء، وهذا دليل على ما له من المكانة العظيمة.

وتبين هذه الآيات، عزيزي المستمع، أن العزة والقدرة والحكمة والعظمة الإلهية قد تجلت في الوحي الإلهي، ولذا لا ينبغي النظر الى الوحي والكلام الإلهي على أنه بسيط.

كما تشير هذه الآيات المباركات الى أن الملكية المطلقة لله عزوجل على عالم الوجود وهي تقوم على عزته وحكمته.

أما الآن، إخوتنا الأكارم، نستمع وإياكم الى تلاوة الآيتين الخامسة والسادسة من سورة شورى المباركة..

تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{5} وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاء اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ{6}

مما تشير اليه هاتان الآيتان هو أن عظمة الوحي تصل حداً حيث تنشق لها السماء، فالسماء التي بنيت سبع طبقات، وقد أحكمت، وهي في إحكامها يضرب لها المثل لقوله تعالى في سورة النازعات (ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها)، مضافا الى قيام الملائكة بتدبير نظام الوجود، فهي أيضاً تتكفل بالدعاء لهذا الإنسان، فالملائكة الذين لا يرتكبون المعاصي، يستغفرون للمذنبين من العباد.

كما تبين هاتان الآيتان بأن الله عزوجل قد أتم الحجة على العباد، فجعل من الوحي سنة إلهية، ومن النبي واسطة الوحي ولياً للناس، ولكن الناس يذهبون في اتجاهات أخرى.

ومما تعلمناه من هاتين الآيتين الشريفتين أولاً: إذا كانت السموات تتأثر بالوحي، فلماذا لا يتأثر بعض الناس بالوحي؟

ثانياً: من آداب الدعاء والإستغفار أن يبدأ الإنسان بالحمد والثناء والتسبيح.

ثالثاً: يترتب على الإستغفار لطفان حتميان: المغفرة والرحمة.

رابعاً: على المشركين أن يعلموا أن ما يعتقدون به وما يعملونه قد حفظه الله عزوجل لهم ليحاسبهم.

وخامساً: مهمة النبي إرشاد الناس، وليس إجبارهم على قبول الحق.

وبهذا أحبتنا المستمعين الأفاضل، وصلنا الى ختام هذه الحلقة من برنامج (نهج الحياة) فتقبلوا تحيات إخوتكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة