ولدى استقباله نظيره العماني بدر البوسعيدي، في طهران أمس السبت، أعرب امير عبداللهيان عن شكره وتقديره لمواقف سلطنة عمان البناءة وجهودها الاقليمية والدولية بما فيها في سياق التوصل الى الخطوات النهائية للاتفاق النووي وإلغاء الحظر الجائر عن الشعب الايراني، واصفا العلاقات بين البلدين بأنها نموذج ممتاز للعلاقات بين الجيران بناء على الصداقة والاخوة وحتى الصدق على الصعيد الدبلوماسي، مؤكدا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لا ترى أي قيود لتنمية علاقاتها مع سلطنة عمان في مختلف المجالات.
ولفت امير عبداللهيان الى ان دول المنطقة قادرة على صيانة السلام والأمن في المنطقة، قائلا: اننا نعتبر تواجد القوات الاجنبية المسلحة في المنطقة تهديدا لسلام واستقرار المنطقة ، ونعتقد ان القوات الاجنبية المسلحة تحولت اليوم الى تهديد في منطقة الخليج الفارسي وبحر عمان بما في ذلك تهديدا لأمن الطاقة.
وفي جانب آخر من حديثه، قال وزير الخارجية الايراني: خلال الايام والاسابيع الماضية، استغل اعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية المشاعر الطيبة لدى الشعب الايراني، وسعوا من خلال التدخلات المتكررة، للتأثير على الوضع الداخلي في ايران، ووصل بهم الحد الى تنفيذ اعتداءات ارهابية في بعض المدن ادت الى استشهاد عدد من مواطنينا واصابة آخرين.
وضمن تقديمه التعازي الى الشعب الايراني وعوائل هؤلاء الشهداء، استنكر امير عبداللهيان هذه الاحداث بشدة، واعتبرها بأنها تأتي في إطار استمرار الضغوط القصوى من قبل اميركا والدول الاوروبية الثلاث، المانيا وفرنسا وبريطانيا، ضد الشعب الايراني.
وانتقد وزير الخارجية الايراني الاجراء غير البناء لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المصادقة على قرار ضد ايران، وقال: بينما توجه قبل أسبوعين وفد من مسؤولي الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الايرانية الى فيينا، وجرى لقاء بناء مع رافائيل غروسي وتم الاتفاق بشأن تعاون أقوى بين ايران والوكالة الدولية، نجد انه استمرارا لسياسة النفاق الاميركي هذه الايام، يتم وضع قرار ضد ايران على الطاولة، من خلال الاستغلال السياسي للوكالة.
وصرح امير عبداللهيان أن الجمهورية الاسلامية الايرانية وضمن التزامها بالقوانين الدولية وتعهداتها الدولية، فإنها ستتخذ الإجراء المضاد والمؤثر في هذا المجال.
*بدر البوسعيدي: العلاقات بين ايران وعمان يمكن ان تكون انموذجا للدول الأخرى
من جانبه اعتبر وزير خارجية عمان العلاقات بين إيران وسلطنة عمان أنها مبنية على أساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار والمصالح المشتركة، والتي يمكن أن تكون انموذجًا للدول الأخرى بكل معنى الكلمة.
واشار بدر البوسعيدي إلى عزم البلدين على الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، معربا عن أمله في أن تتمكن إيران وعمان من لعب دور إيجابي وبناء في حل التحديات الإقليمية والعالمية.
واعتبر أن سياسة سلطنة عمان الثابتة هي حسن الجوار ودعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، واشار إلى بعض القضايا الداخلية التي أثيرت في إيران ، وقال: أن المسؤولين في جمهورية إيران الإسلامية لديهم القدرة على تجاوز التحديات الحاصلة بحكمة.
وأكد البوسعيدي، في معرض رفضه لأي أعمال عنف وإرهاب، أن السبيل الوحيد للتغلب على التحديات والمشاكل في المنطقة والعالم هو من خلال الحوار والتفاهم واعتماد الطرق السلمية.
وجدد وزير الخارجية العماني دعوته لوزير الخارجية الايراني لزيارة مسقط.
وخلال اللقاء تابع الجانبان الاتفاقات المبرمة خلال زيارة الرئيس الايراني الى سلطنة عمان، وأكدا على تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وخاصة في المجالات الاقتصادية واستمرار التعاون المباشر والوثيق بين البلدين.