البث المباشر

تفسير موجز للآيات 24 الى 28 من سورة فصلت

الأربعاء 3 يوليو 2024 - 15:59 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 890

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين..

مستمعينا الأفاضل، سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه وبركات.. تحية طيبة لكم أينما كنتم وأنتم مع برنامجكم القرآني وتفسير ميسر آخر من سلسلة حلقات برنامج (نهج الحياة) حيث سنواصل تفسير آيات سورة فصلت المباركة نبدأها بالإستماع الى تلاوة الآيتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين على بركة الله..

فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ{24} وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ{25}

كلمة (المثوى) هنا، أيها الأكارم، تعني محل الإقامة الدائم وكلمة (يستعتبوا) من الإستيعاب بمعنى طلب العذر والرضا، أما معنى كلمة (قيضنا) هي الإحاطة والستر، ويطلق على الجلد الذي يحيط بالبيضة، والقرناء جمع قرين وهو الجليس. فتشير الآيتان المباركتان، عزيزي المستمع، الى أنه لا أثر لصبر الكفار أو صراخهم في نار جهنم كما أن رفقة السوء تغمر شخصية الإنسان وتفكيره.

تعلمنا هاتان الآيتان أولاً: لا تنفع التوبة وطلب المغفرة إلا إذا تحققت في هذه الدنيا حسب قوله تعالى (فما هم من المعتبين). ثانياً: ينال العفو بعض الناس في يوم القيامة ولا ينال بعضاً آخر.. ثالثاً: رفيق وجليس السوء تغمر شخصية الإنسان وتفكيره.. ورابعاً: من السنن الإلهية الثابتة والدائمة التهديد والتحذير والعقاب.

أما الآن أيها الأفاضل نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآيات السادسة والعشرين حتى الثامنة والعشرين من سورة فصلت فتابعونا مشكورين..

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ{26} فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ{27} ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ{28}

أيها الأكارم.. تشير هذه الآيات الى أن المراد من قوله (والغوا فيه) فعل كل ما يوجب التشويش عليه من الصفير، والتصفيق، والضوضاء واختراع الخرافات لأجل إيجاد حالة التشكيك والإنحراف عن طريق الحق.

كما تبين هذه الآيات أن بث الشائعات ضد الدين عادة مستمرة من قبل الكافرين لقوله عز من قائل (وقال الذين كفروا لا تسمعوا) وتشير بأنه من لا يملك كلاماً منطقياً، يمنع الناس من الإستماع للكلام المنطقي.

فتعلمنا هذه الآيات أولاً: الإستماع للقرآن الكريم له جاذبية وتأثير خاصان، وهذا ما يخشاه أعداء الدين.. ثانياً: يسعى الكفار لفعل كل ما يحتمل أن يكون سبباً لإنتصارهم ضد الدين..

ثالثاً: العذاب الشديد هو ما سينال الذين يبثون شائعات السوء ضد القرآن ويمنعون الناس من الإستماع للقرآن ويأمرون باللغو فيه.. ورابعاً: عقوبة الكفر الدائم عن علم، الخلود في جهنم، حسب قوله عزوجل (لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون).

أعاذنا الله وإياكم، إخوتنا الأكارم، منها وكفانا شرها..

بهذا أحبتنا المستمعين الأفاضل، وصلنا الى ختام هذه الحلقة من برنامج (نهج الحياة) فحتى لقاء آخر وتفسير ميسر من كتاب الله المجيد نستودعكم الرحمن الرحيم والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة