البث المباشر

تفسير موجز للآيات 19 الى 23 من سورة فصلت

الأربعاء 3 يوليو 2024 - 15:59 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 889

 

بسم الله الرحمن الرحيم..

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين..

أحبتنا المستمعين الأكارم سلام من الله تعالى عليكم ورحمة منه وبركات، تحية طيبة وأهلاً بكم وأنتم تستمعون الى حلقة أخرى من برنامجكم القرآني (نهج الحياة) وتفسير ميسر آخر من آي الذكر الحكيم حيث نشرعها بالإستماع الى تلاوة الآيتين التاسعة عشر والعشرين من سورة فصلت المباركة فكونوا معنا وتابعونا مشكورين...

وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ{19} حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{20}

أيها الأفاضل.. تشير هاتان الآيتان الكريمتان الى أن الإستجواب في يوم القيامة هو سبب للإنذار والتربية فيأمر الله النبي (ص) بتذكير الناس بذلك اليوم، وكلمة يوزعون في الآية التاسعة عشر تعني الحبس، أي يحبس أول شخص منهم حتى يصل الأخير منهم، ثم يوزعون في جهنم..

فتعلمنا هاتان الآيتان أولاً: من يحشر الى جهنم هو من ثبتت عداوته لله ولدينه حسب قوله عز من قائل (يحشر أعداء الله الى النار) ثانياً: مضافاً إلى ما ينال الكفار من عذاب الدنيا، فإنهم سوف يعذبون في جهنم.. ثالثاً: يمنع أهل جهنم من التفرق والفرار في طريقهم إلى جهنم.. ورابعاً: أعضاء بدن الإنسان، مدركة، ولو لم تكن مدركة لم يكن أي معنى لشهادتها في يوم القيامة.

والآن أيها الأحبة نستمع معاً الى تلاوة الآيات الحادية والعشرين حتى الثالثة العشرين من سورة فصلت المباركة:

وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{21} وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ{22} وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ{23}

مستمعينا الأفاضل.. تشير هذه الآيات الكريمة الى تعدد الشهود في يوم القيامة، فمنهم: الله عزوجل والأنبياء والأرض والزمان والملائكة وأعضاء الجسم، وغيرها، وقد وردت بذلك الآيات والروايات.

كما تشير أن للوجود نوع من النطق، حسب قوله تعالى (أنطق كل شيء) ففي القيامة مشهد من جدال وخصام الإنسان ذاته، فلعل ارتكاب الإنسان للذنوب بجلد بدنه أكثر من غيره من الأعضاء فقال تعالى (وقالوا لجلودهم) ولم يقل (لأبصارهم) أو غير ذلك..

أما ما تعلمنا هذه الآيات هي أولاً: شهادة أعضاء البدن تكون على الإنسان دائماً ولا تشهد له، فلم يتعرض القرآن للحديث عن شهادة الأعضاء إلا ما كان على الذنوب حسب قوله عز من قائل (لم شهدتم علينا).

ثانياً: يقدم المجرمون على ارتكاب الذنب بسبب غفلتهم عن شهود أعضائهم عليهم.

ثالثاً: الإيمان بأننا في محضر الله هو أهم سبب لهداية الإنسان إلى طريق الهدى.

ورابعاً: سوء الظن بالله عزوجل سبب لسقوط الإنسان وخسرانه بقوله تعالى (ظننتم بربكم أرداكم) فلا اعتبار ولا قيمة للظن في المسائل العقائدية.

بهذا إخوتنا الأفاضل وصلنا الى ختام هذه الحلقة من برنامج (نهج الحياة) حيث قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران فحتى لقاء آخر دمتم سالمين وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة