البث المباشر

تفسير موجز للآيات 1 الى 7 من سورة فصلت

الأربعاء 3 يوليو 2024 - 15:59 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 886

 

بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين، ثم الصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..

أحبتنا المستمعين الأفاضل.. سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات.. تحية طيبة وأهلاً بكم وأنتم تستمعون الى حلقة جديدة من برنامجكم (نهج الحياة) وتفسير ميسر من آي الذكر الحكيم حيث سنشرع من هذه الحلقة تفسير سورة فصلت المباركة، وهي من السور العزائم الأربعة.

تتحدث آيات هذه السورة عن البعث، وتاريخ الأمم السابقة وعظمة القرآن وآيات القدرة الإلهية في الوجود.

كما ورد في الحديث، عزيزي المستمع، أن النبي (ص) كان لا ينام قبل أن يقرأ تبارك وحم السجدة (أي سورة فصلت)، وقبل البدء ببيان آيات هذه السورة المباركة نستمع وإياكم الى تلاوة الآيات الأولى حتى الرابعة منها فكونوا معنا على بركة الله...

حم{1} تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ{2} كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ{3} بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ{4}

أيها الأكارم.. تشير هذه الآيات الى أن المراد من كلمة (أنزلنا)، النزول الدفعي، والمراد من كلمة (تنزيل) النزول التدريجي، ويجمع بين الإنزال والتنزيل بأنه ربما تكون مضامين القرآنية قد أنزلت على قلب النبي في ليلة القدر دفعة واحدة، لكن ألفاظها أنزلت بالتدريج. فمتى ما تعرضت آيات القرآن الكريم لمسألة نزول القرآن اتسمت لغتها بالتربية والحسم والعزة والحكمة والرحمة.

فتعلمنا هذه الآيات أيها الأفاضل؛ أن القرآن الكريم قد بين في آياته كل ما يكون مؤثراً في هداية الناس من قبيل الأوامر والنواهي والقصص والعبر والإستدلالات والأمثال وبيان النعم ومستقبل البشر وغيرها، كما تبين هذه الآيات أن القرآن أنزل للناس كافة حسب قوله عز من قائل (هدى للناس) ولكن إنما ينتفع به أهل العلم بقوله تعالى (لقوم يعلمون).

كما تبين الآية الرابعة بأن سبب إعراض الناس عن القرآن هو جهلهم به.

أما الآن أيها الأعزة الكرام نستمع الى تلاوة الآية الخامسة من سورة فصلت المباركة:

وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ{5}

كلمة (أكنة) في هذه الآية، أيها الأفاضل، هي جمع كنان وهي قطعة قماش يلف بها الشيء، والوقر بمعنى الثقل في السمع. فتشير هذه الآية بأن للكفار من دعوة النبي (ص) والقرآن الكريم، خمسة مواقف؛ وهي الإعراض والإبتعاد، عدم قابلية القلب لقبول الحق، عدم الإستماع للحق، الإعلان عن وجود المانع، أي حجاب حب الذات وعبادة الدنيا وغير ذلك حسب قولهم (بيننا وبينك حجاب) وأخيراً الإصرار على ما هم عليه.

فتعلمنا هذه الآية أولاً: فعل الله عزوجل لطف ونزول الوحي من مظاهر الرحمة الإلهية، ولكن موقف الكفار وأسلوبهم هو العناد والإعراض. ثانياً: الشرط الأول لقبول الحق الإستماع الى كلام الحق، وهذا ما كان المعاندون يرفضونه.

والآن أيها الأكارم، نستمع الى تلاوة الآيتين السادسة والسابعة من سورة فصلت المباركة:

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ{6} الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ{7}

تشير هاتان الآيتان، مستمعينا الأفاضل، الى أن مهما اشتدت الصعوبات فلا ينبغي لنا أن نتخلى عن الهدف أو نتراجع عنه، فالمشركون بعد أن مارسوا تهديدهم بقولهم كما تشير الآية الخامسة (فاعمل إنا عاملون) وكان الأمر الإلهي بأن يواجههم بالقول بأنه ليس مسؤولاً عن عقابهم، بل مسؤوليته تقتصر على بيان الوحي لقوله تعالى (قل إنما أنا بشر...)، كما تشير بأن الدعوة الى التوحيد على رأس ما يدعو إليه الأنبياء.

أما أساس ترك الزكاة إما التعلق بالدنيا والذي هو نوع من الشرك، أو عدم التصديق بيوم القيامة وهو كفر.

إخوة الإيمان، الى هنا وصلنا الى ختام هذه الحلقة من برنامج (نهج الحياة) فشكراً لحسن متابعتكم وجميل إصغائكم والى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة