البث المباشر

تفسير موجز للآيات 69 الى 76 من سورة غافر

السبت 17 أغسطس 2024 - 13:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 883

 

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله حمد الشاكرين على نعمه جميعاً ، سيما نعمة الإيمان ، والصلاة والسلام على سيدنا خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..

إخوتنا المستمعين الأفاضل تحية طيبة وأهلاً بكم وأنتم تستمعون الى برنامج (نهج الحياة) وتفسير آي أخر من سورة غافر المباركة نبدأها بتفسير الآيات الـتاسعة والستين حتى الثانية والسبعين بعد الإستماع الى تلاوتها فكونوا معنا على بركة الله..

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ{69} الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ{70} إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ{71} فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ{72}

أيها الأكارم، تعرضت هذه السورة في ثلاثة مواضع للجدال بغير حق؛ ففي الآية 35 وصف بأنه ذنب كبير وأنه سبب لختم على القلب وفي الآية 56 بيّن أن سبب الجدال بغير حق صفة التكبر التي هي في صدر المجادل، وفي الآية 69 تعرض لحال المجادلين وأنهم من أهل الإنحراف وممن ضل السبيل.

أما الإطلاع على تاريخ المعاندين من الأمم السابقة، أيها الأفاضل، هو وسيلة للإعتبار وسبب لسكينة الأمم المعاصرة، كما أن الجدال في آيات القرآن سبب للضلال والضياع.

وتشير هذه الآيات، عزيزي المستمع، الى ذكر صفات وخصائص القيامة وأنواع العذاب الإلهي عن طريق الوحي سبب للحذر ولتربية النفوس وتقواها.

تعلمنا هذه الآيات:

أولاً: الإنذار له تأثيره الإيجابي في العمل التبليغي.

ثانياً: عندما يرى المعاندون العذاب يدركون مدى انحرافهم.

ثالثاً: الجدال مع الحق والتكذيب به موجب للوقوع في أنواع من العذاب.

ورابعاً: تكبر الإنسان في هذه الدنيا سوف يتبدل في الآخرة ذلاً.

أما الآن، أحبتنا الأكارم، نستمع وإياكم الى تلاوة الآيتين الثالثة والسبعين والرابعة والسبعين من سورة غافر المباركة:

ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ{73} مِن دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُو مِن قَبْلُ شَيْئاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ{74}

تبين هاتان الآيتان، أيها الأكارم، أن يوم القيامة هو يوم انكشاف الحقائق وبطلان الشرك، كما تشير الي أن كل ما عدا الله سوف يصاب بالفناء.

كما تبين الآيتان بأن مظاهر يوم القيامة تؤدي الى صدمة في نفوس المشركين، فتارة يقولون (ضل عنا ما كنا ندعوه) وأخرى يقولون: لم نكن ندعو أحداً. كما أن الله عزوجل لا يضل أحداً بلا سبب فالضلالة الإلهية، عقاب لكفر مسبق.

والآن أيها الإخوة الأفاضل نشنف أسماعنا باستماع تلاوة الآيتين الخامسة والسبعين والسادسة والسبعين من سورة غافر:

ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ{75} ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ{76}

أيها الأحبة، في علم اللغة الفرح هو السرور الطبيعي والمرح هو السرور الزائد عن الحد والذي يكون بسبب الغرور. كما أن المثوى هو مكان الإقامة الدائم والمستمر، أي المكان الأبدي والخالد.

فالإسلام، عزيزي المستمع، دين الفطرة، ولا يقف أمام فرح الإنسان، لأنه حالة غريزية طبيعية في الإنسان، وما يقف أمامه الإسلام وينهى عنه هو الفرح والسرور في غير موضعه، ويبين القرآن ذلك مواضع عدة منها الآية الـ 81 من سورة التوبة والآية الـ 26 من سورة الرعد.

تعلمنا هاتان الآيتان:

أولاً: لابد من أن نبين للمذنب سبب ما يلحق به من جزاء وعقاب، لكي لا يطالب بذلك ولتحذير الآخرين من عاقبة بعض الأعمال.

ثانياً: الفرح في غير موضعه سبب للعذاب الإلهي.

ثالثاً: لابد وأن يكون الفرح على أساس الحق وبمدى عدم الغفلة وفي ظل التوحيد.

رابعاً: الفرح الذي نشهده اليوم والذي يقوم على أساس التعدي والقتل والسلب والإستهانة بالقيم والمقدسات سوف ينقلب إلى أغلال وسلاسل وجرّ فاعليه الى جهنم وإذلالهم وإهانتهم.

خامساً: الفرح إذا كان بالحق فهو ممدوح، ولكن ما هو مذموم الفرح الذي يعتمد على الباطل.

إخوتنا الأفاضل، بها وصلنا وإياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامجكم (نهج الحياة) فشكراً لطيب استماعكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة