البث المباشر

تفسير موجز للآيات 66 الى 68 من سورة غافر

السبت 17 أغسطس 2024 - 13:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 882

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..

مستمعينا الأفاضل تحية طيبة وأهلاً بكم وأنتم تستمعون الى حلقة أخرى من برنامج (نهج الحياة) وتفسير آيات أخرى من سورة غافر المباركة بدءاً بالآية السادسة والستين بعد الاستماع الى تلاوتها فكونوا معنا:

قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ{66}

أيها الأكارم، ختمت هذه الآية والآيتان السابقتان بقوله تعالى (رب العالمين)، وفي الآية الرابعة والستين بعد إثبات الذات الإلهية كما أشرنا في الحلقة الماضية، قال تعالى (رب العالمين) وفي الآية الخامسة والستين من هذه السورة المباركة وبعد ذكر التوحيد والإخلاص قال عز من قائل (رب العالمين) وهذه الآية بعد نفيها لأي نوع من الشرك قالت (رب العالمين) نعم، السير الطبيعي والمنطقي لمعرفة الله أن نعرفه أولاً ثم نؤمن بوحدانيته ونرفض كل ما يتنافى مع توحيده.

تعلمنا هذه الآية:

أولاً: لابد من إدخال اليأس الى قلوب الأعداء بقوله تعالى (قل إني نهيت) ثانياً: الأمر والنهي يعتمد على المنطق والاستدلال بقوله تعالى (.. لما جاءني البينات) ثالثاً: العبادة الحقيقية، هو التسليم الى الله والتسليم بالربوبية هو من أجل رقي الإنسان.

أما الآن، إخوتنا الأفاضل، وقبل تفسير الآيتين السابعة والستين والثامنة والستين نشنف آذاننا بالاستماع الى تلاوة هاتين الآيتين:

هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{67} هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ{68}

إخوتنا الأفاضل، يبين الله في الآية السابعة والستين، خلق الإنسان وموته في مراحل سبع؛ كما فُسّر خلق الإنسان من تراب بأحد معنيين: الأول: أن الإنسان الأول خلق من تراب. والثاني: الإنسان مخلوق خلق من نطفة، والنطفة من غذاء، والغذاء يعود في جذوره الغذائية الى التراب.

وأما عن الآية الثامنة والستين، فقد وردت جملة (كن فيكون) ثماني مرات في القرآن الكريم كما في هذه الآية المباركة للدلالة على سعة القدرة الإلهية، فالمراد من القول الإلهي في الآية، الإرادة التكوينية لله عزوجل المتعلقة بوجود أمر، ولا يتوقف على الكلام باللسان لقوله عز من قائل (فإنما يقول له كن فيكون)

تعلمنا هاتان الآيتان، أيها الأكارم:

أولاً: القدرة الإلهية جعلت من التراب إنساناً عاقلاً يملك القدرة على التفكير. ثانياً: الموت ليس عدماً، بل هو نزع الروح من البدن وانتقالها الى عالم أبدي. ثالثاً: الموت والحياة بيد الله تعالى فقط. ورابعاً: الإرادة الإلهية حتمية وقطعية ولا تغلب لقوله تعالى (كن فيكون)

إخوة الإيمان، بهذا وصلنا وإياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامجكم القرآني (نهج الحياة) فحتى الملتقى نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة