ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن مصادر دبلوماسية أوروبية، أنّ "مسؤولين أميركيين ناشدوا السلطات الإسرائيلية قبل أسابيع قليلة بطلب مُلِحّ للانضمام إلى جهود دول الناتو لتقديم المساعدة إلى نظام كييف".
وذكرت المصادر أنّ "واشنطن أرادت من إسرائيل تزويد كييف بأنظمة دفاع جوي، على الرّغم من أنّ السلطات الإسرائيلية كانت قد رفضت رسمياً في السابق هذا الاحتمال، ونتيجة لذلك، اتفق الطرفان على أنّ"إسرائيل سوف تمول المواد الاستراتيجية" للجانب الأوكراني.
وقال المصدر للصحيفة إنّ "الحكومة الإسرائيلية برئاسة يائير لابيد وافقت على الخطوة، لكنّ مجلس الوزراء رفض التعليق رسمياً على هذا الموضوع".
وبحسب المصادر، أنفقت "إسرائيل" إجمالاً "عدة ملايين من الدولارات" لهذه الأغراض، والتي تمّ تحويلها إلى "إحدى الدول الأعضاء في الناتو المتورطة بشدّة في إمداد أوكرانيا بالمعدات العسكرية".
واشترت هذه الدولة نفس المواد الاستراتيجية بالأموال التي تلقّتها، وأرسلتها إلى أوكرانيا.
ولم يحدّد المقال طبيعة المادة المقصودة بالضبط بعبارة "المواد الاستراتيجية"، حيث جاء في المقال أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلية "طلبت من جميع المشاركين في عمليات التسليم هذه عدم الكشف عن التفاصيل حتى لا تغضب الجانب الروسي".
ووفقاً للمصادر، وافقت "إسرائيل" أيضاً على "إمكانية إمداد أوكرانيا عبر دول الناتو بأنظمة أسلحة تحتوي على مكونات إسرائيلية، بما في ذلك أنظمة بصرية وأنظمة التحكم في الحرائق".
ويذكر أنه، في وقت سابق، أفادت تقارير صحافية بأنّ "إسرائيل" قد تعيد النظر في موقفها بشأن المساعدة العسكرية لأوكرانيا بسبب "التهديد من إيران".
وحتى الآن، كانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي تشير إلى رفضها تزويد كييف بأسلحة ومعدات طلبتها الأخيرة منها، وفق سياسة تعتمدها المؤسستان العسكرية والأمنية الإسرائيليتان، بالتنسيق مع المؤسسة السياسية.
فقد نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" مؤخراً، عن وزير الأمن المنتهية ولايته بيني غانتس، أنّ "إسرائيل لا تمتلك القدرات الإنتاجية لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي".
وعلى الرغم من ذلك، فإنّ الإعلام الإسرائيلي أكد أنّ "شركة صناعات أمنية إسرائيلية باعت الجيش الأوكراني منظومات مضادة للطائرات المسيّرة، قادرة على اعتراض عمل طائرات مسيرة قتالية والتشويش عليها"، كاشفاً أنّه "يجري بيع هذه المنظومات عن طريق بولندا، من أجل الالتفاف على الحظر الذي تفرضه إسرائيل على بيع أسلحة متطورة إلى أوكرانيا".
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإنّ "الشركة تقدّم تقارير إلى وزارة الأمن الإسرائيلية بشأن بيع هذه المنظومات لبولندا"، مشيرةً إلى أن الوزارة "تتظاهر كأنّها لا تعلم بحقيقة مفادها أنّ بولندا تشكل عملياً جهةً وسيطة لنقل أسلحة إلى أوكرانيا".
تحذيرات روسية
وطلب وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، منذ شهر، من حكومة الاحتلال، رسمياً، تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي، وذلك عقب هجمات صاروخية واسعة وغارات مسيّرات انتحارية نفذتها القوات الروسية ضدّ أهداف عسكرية وبنى تحتية في مختلف مناطق البلاد.
وجاء طلب كوليبا إلى "إسرائيل" تزويد بلاده بأنظمة دفاع جوي بعد أن دعا أعضاء في "الكنيست" الإسرائيلي إلى إرسال منظومة "القبة الحديدية" إلى أوكرانيا.
وكان نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، حذّر، من أنّ "خطط "إسرائيل" لتزويد كييف بالأسلحة خطوة طائشة للغاية"، مشيراً إلى أنه "يبدو أنّ إسرائيل ستزود نظام كييف بالأسلحة، وهذه خطوة متهورة جداً، سوف تدمر كل العلاقات بيننا".
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية لاحقاً بأنّ "إسرائيل" تلقّت تحذيراً واضحاً من موسكو، مفاده أنه "إذا حاولت "إسرائيل" أن تنقل إلى أوكرانيا منظومات دفاعية، ولو عبر دولة ثالثة، فإن هذا الأمر سيُعَدّ تجاوزاً للخط الأحمر، وستكون له تداعيات".
وذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية أنّ "روسيا أبلغت إسرائيل أنها سترد إذا تم إرسال صواريخ دفاع جوي إسرائيلية الصنع، أو صواريخ اعتراضية أخرى، إلى أوكرانيا، سواء بصورة مباشرة، أو عبر دول ثالثة".