ونظرت الدراسة، التي أجريت على أكثر من 85000 شخص في المملكة المتحدة، في مستويات النشاط البدني للمشاركين في أثناء ارتدائهم لجهاز تتبع اللياقة البدنية لمدة أسبوع.
وتم تقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات، بما في ذلك أولئك الذين كانوا أكثر نشاطاً في الصباح الباكر، في حوالي الساعة 8 صباحاً، وأولئك الأكثر نشاطا في منتصف الصباح في الساعة 10 صباحاً.
وتضم المجموعتان الأخريان أشخاصاً أكثر نشاطاً في منتصف النهار وفي المساء نحو الساعة 7 مساء.
ووجد الباحثون أن الذين مارسوا الرياضة في الصباح أو في منتصف النهار أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك النوبة القلبية، وهي الشكل الأكثر شيوعا للذبحة الصدرية وأمراض القلب التاجية.
وأولئك الذين مارسوا التمارين في منتصف الصباح كانوا أقل عرضة للإصابة بسكتة دماغية.
وقالت غالي ألبلاك، التي قادت الدراسة من المركز الطبي بجامعة لايدن في هولندا: "من الثابت جيدا أن التمرين مفيد لصحة القلب، وتشير دراستنا الآن إلى أن النشاط الصباحي يبدو أكثر فائدة".
وكانت النتائج واضحة بشكل خاص عند النساء، وتم تطبيقها على كل من "الطيور البكور" و"بوم الليل" من بينهن.
ونظرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة European Journal of Preventive Cardiology، في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 42 و78 عاماً، والذين لم يسبق لهم أن أصيبوا بأمراض القلب والأوعية الدموية، واشتركوا في دراسة صحية للبنك الحيوي في المملكة المتحدة (UK Biobank).
وبعد تسجيل توقيت التمرين، تمت متابعتهم لمدة ست إلى ثماني سنوات، وخلال هذه الفترة أصيب 2911 شخصا بمشاكل في القلب، وأصيب ما يقارب 800 بسكتة دماغية.
وبمقارنة أوقات ذروة النشاط خلال فترة 24 ساعة، وجد الباحثون أن النشاط بين الساعة 8 صباحا و11 صباحاً، مرتبط بخطر أقل للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وكانت مجموعة الأشخاص الذين مارسوا التمارين الرياضية أول شيء، في حوالي الساعة 8 صباحا، أقل عرضة للإصابة بمشاكل في القلب بنسبة 11% مقارنة بمن كانوا أكثر نشاطاً في منتصف النهار.
وكان الذين مارسوا معظم التمارين في منتصف الصباح أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 16%، و17% أقل عرضة للإصابة بسكتة دماغية مقارنة بالأشخاص الأكثر نشاطاً في وقت الظهيرة.
وعند تحليل النتائج بشكل منفصل للرجال والنساء، وجد الباحثون أن النساء يستفدن بشكل كبير من ممارسة الرياضة أكثر في الصباح، بينما لم تكن الاستفادة مماثلة لدى الرجال.
وكانت النساء الأكثر نشاطا في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من الصباح أقل عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب بأكثر من الخمس من بين أولئك اللاتي يمارسون الرياضة أكثر في منتصف النهار.
وقالت ألبلاك: "من السابق لأوانه تقديم المشورة الرسمية لتحديد أولويات التمارين الصباحية لأن هذا مجال بحث جديد تماما. لكننا نأمل أن نتمكن يوما ما من تحسين التوصيات الحالية ببساطة عن طريق إضافة نصيحة بالقيام بذلك في الصباح".
وأشار الدكتور ريموند نوردام، كبير مؤلفي الدراسة من المركز الطبي بجامعة ليدن في هولندا: "لا شك في أن التمرين مفيد، أياً كان الوقت من اليوم، وهذه هي الرسالة الأكثر أهمية. لكن هذه النتائج الجديدة تظهر أن الحصول على معظم النشاط البدني في الصباح قد يكون أكثر فائدة".