واشار كلارنبرغ في مقاله الى الدراسة المشتركة التي اجرتها جامعة ستنفورد وشركة غرانيكا تحت عنوان "تقييم لـ5 سنوات من العمليات النفسية الخفية لصالح الغرب"، والتي تم نشرها مؤخرا، وقد دفعت هذه الدراسة حتى صحيفة "واشنطن بوست" الى الاعتراف بأن هذه العمليات السرية كانت مرتبطة بالبنتاغون وان البيت الابيض هو الذي اصدر الامر للتقصي حولها.
ولم تمضي سوى ايام قليلة من بدء احداث الشغب حتى كشفت صحيفة "واشنطن بوست" بان البنتاغون لديه في قسم "الحرب النفسية" على الانترنت عددا كبيرا من الصفحات والروبوتات يتم التحكم بها من هيئة اركان الجيش الاميركي، ثم تم ايقاف هذه الروبوتات والصفحات.
وقد استند الخبير البريطاني كلارنبرغ الى نتائج التحقيق المشترك لشركة الابحاث الاعلامية الاجتماعية "غرانيكا" وجامعة ستانفورد ليستخلص بأن قيادة قوات سنتكوم الارهابية الاميركية هي التي تقود القسم الاعظم من الحرب النفسية ونشر المعلومات المغلوطة في وسائل التواصل الاجتماعي ضد ايران.
وجاء في هذه الدراسة، ان الاستراتيجية الرئيسية للخبراء النفسيين في البنتاغون ضد ايران هي ايجاد وسائل اعلام مصطنعة ناطقة بالفارسية والتحكم بها، ومن جملة هذه الوسائل الاعلامية المدعومة من البنتاغون، قسم يركز على تخريب نشاطات الحرس الثوري في ايران والمنطقة.
ان اخصائيي الحرب النفسية في الجيش الاميركي عملوا على انشاء قنوات اعلامية عديدة بشكل مصطنع وباللغة الفارسية ثم يصطنعون صحفيين وخبراء سياسيين مزيفين مع عدد كبير من المتتبعين المزيفين ايضا لهم ثم يضيفون الصور والمشاهد المصطنعة عبر استخدام الذكاء الاصطناعي.
وعلى سبيل المثال هناك صفحة اسمها "فهيم نيوز" وتدعي تقديم اخبار ومعلومات دقيقة حول احداث ايران، وقد قامت هذه الصفحة بنشر انباء كاذبة عن محاولات حثيثة للسلطات الايرانية بحجب الانترنت ليزيد من ادمان المخاطبين على الاتكال على مصادر الانترنت. كما ادعت صفحة "دريجة نيوز" بانها موقع مستقل وغير منتمي لاي جماعة او منظمة وتتعهد ببث اخبار غير مراقبة وحيادية للايرانيين في الداخل والخارج. كما ابتدع هؤلاء اساليب للاضرار بمكانة ايران حتى في دول الجوار.
ويبدو ان القسم الاكبر من هذا العمل يستهدف توجيه انذارات وخلق اجواء معادية للايرانيين في خارج ايران. وعلى سبيل المثال كانت هناك صفحات تستهدف المخاطبين في افغانستان، كما ان العراق ايضا كان محط اهتمام الخبراء السيبرانيين للبنتاغون، حيث تم نشر كتابات اعلامية بصورة واسعة في بغداد وخارجها. وهذه المواقع الاعلامية والاجتماعية يمكن ان تشكل طعما لجلب مخاطبين ولنشر اخبار مزيفة وملوثة، تبدو غير خطيرة وموثوقة، لكنها حينما تجمع ويتم تحليلها، تتحول الى سلاح قوي وخطير جدا الى جانب الاسلحة الخطيرة الاخرى التي توجد في غرف الفكر في البنتاغون.