وقال كنعاني في مؤتمره الصحفي الاسبوعي اليوم الاثنين في هذا الصدد: للأسف، تسيء عدة دول أوروبية استخدام عنوان الاتحاد الأوروبي لتبني مواقف ضد إيران، ومواقف هذه الدول لا تمثل بالضرورة مواقف ومقاربات جميع الدول الأوروبية.
واضاف: ان عددا قليلا من الدول تتصرف بشكل غير مسؤول خارج الإطر والمعايير المعترف بها دوليًا فيما يتعلق بالقضايا الداخلية لإيران بذريعة شعارات مثل حقوق الإنسان وحقوق المرأة.
وصرح كنعاني: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تسمح لأي دولة بالتدخل في شؤونها الداخلية. ننصح الدول المحورية في المجال الأوروبي، التي تستخدم جميع الوسائل غير البناءة للتدخل في الشؤون الداخلية لإيران، والاهتمام بمصالح العلاقات البناءة المشتركة، وتجنب استخدام حقوق الإنسان كأداة لممارسة الضغط السياسي، وان لا يضحوا بمصالح دولهم طويلة الامد من اجل مصالح قصيرة الامد لتحقيق بعض الأهداف المحددة.
وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية: لو كانت العقوبات فعالة، لكانت العقوبات التي فُرضت على إيران خلال العقود الماضية قد حققت النتائج اللازمة. ماهي نتيجة تلك العقوبات وماذا كانت إنجازاتها؟ العقوبات واستخدام أدوات العقوبات ورقة محترقة لن تكون فعالة بالنسبة لهذه البلدان.
واضاف: هذه العقوبات ستكون مضرة للشعب الايراني، لكنها ستكون مكلفة لهذه الدول أيضًا. إيران دولة قوية في المنطقة ولديها قدرات وامكانيات اقتصادية كبيرة، وقدرة إيران ومكانتها المتميزة في المعادلات السياسية والأمنية للمنطقة ليست خافية على أحد. لطالما كانت إيران شريكًا بناء للأطراف الإقليمية وخارج الإقليم من أجل المساعدة في إحلال السلام والاستقرار والأمن في المنطقة. إن مقاربة هذه الدول القليلة، التي تستخدم وسائل غير دبلوماسية ضد إيران بشكل متطرف، لن تساعد هذه الدول وشعوبها، ولن تساعد وضعها في المنطقة. ندعو هذه الدول إلى الدبلوماسية والحكمة والتدبير.
وأوضح كنعاني: إذا فرضوا عقوبات جديدة سيكون رد إيران متناسبًا ومتبادلًا.
وحول موقف الحكومة الألمانية من الاحداث الاخيرة في البلاد، قال: انه على مسؤولي الحكومة الألمانية وأعضاء البرلمان في هذا البلد النظر الى ماضيهم وماضي بلادهم الطويل في انتهاك حقوق الإنسان والانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان للشعب الإيراني فيما يتعلق بتسليح نظام معتد (نظام صدام) بأسلحة كيمياوية واستخدامه ضد المواطنين الإيرانيين. إن الدولة التي لديها تاريخ مظلم من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وخاصة ضد الشعب الايراني، ليست في وضع يمكنها اتهامنا أو معاقبتنا في قضايا حقوق الإنسان.
وقال: إن أساس علاقاتنا مع أفغانستان هو دعم السلام والاستقرار والأمن والطمأنينة في هذا البلد وتهيئة ظروف أفضل وأنسب لحياة المواطنين الأفغان.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت وزارة الخارجية قدمت وثائق بعض عناصر العنف في الاضطرابات الأخيرة إلى المحافل الدولية؟ قال: إن سلوك وحتى خطاب الدول ومسؤوليها فيما يتعلق بالتطورات الداخلية لإيران قد تم رصده ومراقبته.
وتابع: فيما يتعلق بالتدخلات التي ألحقت أضرارًا بجمهورية إيران الإسلامية، أو فيما يتعلق بأداء رعايا تلك الدول الذين ارتكبوا جرائم في إيران، أو لعبوا بطريقة ما دورًا في أعمال الشغب وتم القبض عليهم، فمن الواضح أنه تم اتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة وما زالت مستمرة بحقهم، كما أن الجهاز الدبلوماسي قد اتخذ الإجراءات اللازمة وفق واجباته في الاتصالات والحوارات مع هذه الدول.
وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف غير الودية ووسائل الإعلام في بلاده حول وحدة الاراضي الايرانية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: أنتم تعلمون أن موقف الجهاز الدبلوماسي تم اعتماده رسميًا وقد رددنا رسميًا في هذا الصدد، وعلى الفور تم استدعاء سفير جمهورية أذربيجان في طهران لوزارة الخارجية، حيث تم إبلاغه احتجاج إيران الشديد على هذه المواقف غير البناءة لوسائل الإعلام في بلاده.
وقال: أؤكد أن السياسة الأساسية لجمهورية إيران الإسلامية تقوم على اساس سياسة حسن الجوار وتوسيع العلاقات مع جميع الجيران، وأن جمهورية أذربيجان ليست استثناء من هذه القاعدة. لكن لا يحق لأحد أن يسيء فهم هذه السياسة الحكيمة والمسؤولة لإيران. إن صمت جمهورية إيران الإسلامية فيما يتعلق ببعض البيانات غير المدروسة الناتجة عن حسابات خاطئة وعدم اتخاذ تدابير مضادة لا يعني العجز، بل ينبع من سياساتها المبدئية ومن سلوكها المسؤول كدولة قوية وكبيرة لديها شعور بالمسؤولية تجاه جيرانها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: لا ينبغي لأحد أن يفسر صبر وحلم إيران على أنه ضعف. إن تاريخ دول المنطقة شفاف وواضح وبليغ ولا يمكن تشويهه، والأفضل قراءة التاريخ بشكل صحيح. بطبيعة الحال، فإن سياستنا تجاه جيراننا ما زالت مقترنة بسياسة حسن الجوار والحفاظ على حرمة العلاقات الأخوية بين إيران وجيرانها، وخاصة مع دولة وشعب أذربيجان. ونؤكد أن علينا إدارة مواقفنا بأنفسنا، وان إعلان العتابات والانتقادات من وراء المنابر وفي سياق الإعلام، لا يفيد العلاقات بين البلدين الجارين.
وأضاف كنعاني: لدينا أطر حوار مختلفة مع حكومة أذربيجان، وعلاقاتنا مع هذا البلد قائمة ومستمرة على مستويات مختلفة، ويمكننا الحوار مع بعضنا البعض في إطار دبلوماسي.
وقال: "بالتأكيد ، هنالك أياد من خارج المنطقة كان دورها دائمًا مدمرًا في العلاقات بين الجيران، اذ تسعى وراء مصالحها الخاصة في خلق الفوضى وعدم الاستقرار في علاقات الدول الإقليمية، يحاولون بطبيعة الحال تدمير علاقات إيران مع بعض الجيران. ننصح الأصدقاء في المنطقة بعدم الوقوع في إطار ألاعيب الآخرين والالتزام بالأطر الدبلوماسية لحل النزاعات وسوء التفاهم والعمل في هذا الإطار.
وقال: نؤكد على سياسة حسن الجوار وسنبذل الجهود اللازمة في هذا الإطار، ونأمل أن يعمل أصدقاؤنا في المنطقة على أساس سياسة حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين.
وتابع كنعاني: لسنا أعضاء في أي تحالف عسكري أو عضو في أي طرف في الحرب ضد أطراف إقليمية وغير إقليمية أخرى. فيما يتعلق بالتهديدات ضد إيران، تعلمون جميعًا أن إيران تتصرف بتصميم واقتدار فيما يتعلق بالاعمال التي تضر بامنها القومي.
وأوضح: على المسؤول أو الدولة التي تتبنى مواقف تهديدية خارج المعايير الدولية والأطر الودية أن تدرك المسؤوليات الدولية الناتجة عن تبني هذه المواقف والمقاربات وتفكر في نتائجها.
وقال أيضا إن إيران تدعم المحادثات السياسية بين أذربيجان وأرمينيا لحل الخلافات.