البث المباشر

صفي الدين الحلي وولاؤه لأهل البيت(ع)

الخميس 7 فبراير 2019 - 18:58 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 119

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
من طلائع الصادقين المؤمنين والمجاهدين شيخ الادباء صفي الدين الحلي(رض) هذا الشاعر والمجاهد وطبعاً جهاده لا يقل عن جهاد السيف وجهاد الدم وجهاده بالقلم وجهاده في اللسان طبعاً‌ صفي الدين الحلي واسمه عبدالعزيز بن السرايا هو تلميذ المحقق الحلي(رض) وهو من قبيلة طي هذا الرجل المجاهد الشاعر الاديب هو من مواليد الحلة الفيحاء من مواليد مدينة الحلة في الخامس من ربيع الثاني عام 677 هجرية ووفاته عام 752 ببغداد وقبره هناك وقبره مشهور ويزار وطبعاً الرجل هذا مرت حياته بفصول من المحن، كانت التهمة آنذاك التي من خلالها يعاني الطرف آلاماً عديدة ومآسي عديدة هي تهمة الرفض طبعاً هو كان يفتخر، له هذه الابيات او هذان البيتان: 

يا عترة المختار يا من بهم

يفوز عبد يتولاهم

اعرف بالناس بحبي لهم

ويعرف الناس بسيماهم

طبعاً ‌الله سبحانه وتعالى من مننه ولطفه ان ترك مسحة الولاء لاهل البيت امراً‌ واضحاً، نور يلمع في وجه الموالي هو نور ولاءه لاهل البيت، اعرف بالناس بحبي لهم ويعرف الناس بسيماهم، طبعاً في ميدان التأليف جهاده بالقلم والتصنيف له اكثر من عشر مؤلفات في مختلف الفنون والعلوم وقد تحدث عنه في ترجمة جميلة ومسهبة المرحوم العلامة الاميني(رض) في الغدير في موسوعته التاريخية الغدير، اما جهاد صفي الدين الحلي في ميدان الادب في ميدان الشعر فكان مثلاً ‌دائماً مدجج بالادلة والبراهين والحجج يرد بها ويكم بها افواه المتخرصين مثلاً اذكر نمط او مفردة من فردات جهاده باللسان كان هناك شاعر من الشعراء المتلقين للبلاط العباسي وهو عبدالله بن المعتز وكان ايضاً ‌من الذين ذممهم ويأتي هذا الشاعر عبدالله بن المعتز العباسي كأن مثلاً يردد بقصيدة له، اولاً يتعرض فيها لاهل البيت ويردد النغمة التي زرع نطفتها معاوية وبني بنوامية بنيانهم. ما هي هذه النغمة؟ النغمة بأن الحسن والحسين هما ابناء علي ولاربط لهما برسول الله وهذه صرف عليها مؤونة كبيرة معاوية حتى كان يدعو الادباء الى ان يكرسوها من اجل تكريسها وينظمون بذلك:

بنونا بنو ابناءنا وبناتنا

بنوهن ابناء الرجال الاباعد

فهذه النغمة بنو امية عملوا على ترسيخها وتكرسيها ونشرها وجاء العباسيون ليستغلوا هذه الحالة ويستفيدون منها مثلاً زعموا بأنهم هم الوراث الطبيعيون لرسول الله فوقف عبدالله بن المعتز العباسي يردد هذه النغمة في قصيدة له قال من جملتها:

ونحن ورثنا ثياب النبي

فكم تجذبون بأهدابها

لكم نسب يا بني بنته

ولكن بنو العم اولى بها

فرد عليه صفي الدين الحلي(رض) رد عليه لكن اي ردً رد لاذع مدعم بالحجة في قصيدة طويلة منها يقول:

الا قل لشر عبيد الاله

وطاعن قريش وكذابها

أانت تفاخر آل النبي

وتجحدها فضل احسابها

بكم باهل المصطفى ام بهم

يوم المباهلة باهل بأبناء عمه؟ بالعباس جدكم بواحد من ابناء العباس. 

لا بكم باهل المصطفى ام بهم

فرد العداة بأوصابها

ثم يقارن مقارنة جميلة بين العباسيين وبين اهل البيت يقول:

امن له والشرب من دأبكم

وفرط العبادة من دأبها

وقلتم ورثنا ثياب النبي

فكم تجذبون بأهدابها

وعندك لا تورث الانبياء

فكيف حضيتم بأثوابها

بنو البنت ايضاً‌ بنو عمه

وذلك ادنى‌ لأنسابها

هذه لعب العباسيون دوراً ‌غريباً لما اتى‌ الرشيد الى المدينة ليعتقل الامام موسى‌بن جعفر، الامام بالمسجد النبوي وذلك اليوم المسجد النبوي صغير واي كلام يدور يستمع له كل الناس فالامام الكاظم كان حاضر واذا يقف الرشيد امام القبر النبوي وهو يقول السلام عليك يابن العم يا رسول الله فطبعاً‌ هو اراد بذلك ان يتحدى الامام الكاظم، نحن ابناء عم النبي ونحن الوراث الطبيعيين، الامام الكاظم جاء ووقف امام الضريح وصاح السلام عليك يا ابتاه يا رسول الله، ابتاه يعني انا ابن واذا انت ابن عم انا ابن، فأستشاط الرشيد غضباً وبزفرة وانتفاضة يقول للامام كيف تزعم انك اقرب الى ‌رسول الله منا وانتم ابناء علي، الامام فوراً ‌استدل اولاً‌ بالقرآن، قرأ آية المباهلة (فقل تعالوا ندع ابناءنا)، أليس الامام الكاظم هو من نسل الحسين(ع) والقرآن ينص نصاً واضحاً ان الحسين ابن الرسول، ابناء لم يكن مع النبي سوى الزهراء وعلي والحسن والحسين «فقل تعالوا ندع ابناءنا» كم فم الرشيد ولبس ثوب الفشل والامام (ع) للتأكيد على ذلك صاح وطبعاً ‌المسجد ملئ بالحضار مخاطباً‌ الرشيد لو كان رسول الله حياً‌ هل يدخل على‌ نساءك وهن مكشفات قال: لا، قال الامام: ولكن يدخل على نساءنا وهن مكشفات لانهن بناته، زوجاتكم لسن بناته ولكن زوجاتنا ونساءنا بنات رسول الله، ‌فتأمل الرشيد واقر بذلك، لذلك يؤكد على هذا المعنى صفي الدين الحلي:

بكم باهل المصطفى‌ام بهم

أأنت تفاخر النبي وتجحدها فضل احسابها.

بكم باهل المصطفى‌ام بهم

فرد العداة بأوصابها

له الكثير من المقاطع الادبية الجميلة واذكر هذا المقطع ايضاً من ابياته وهو يخاطب الامام امير المؤمنين وطبعاً هذه اعتبرها من المقاطع الشعرية التي لا تمل تكرارها دائماً‌ وكأنها حية‌ على‌ الاذهان، كأنها نظم جديد، يخاطب الامام علي:

جمعت في صفاتك الاضداد

فلهذا عزت لك الانداد

زاهد حاكم حليم شجاع

ناسك فاتك فقير جواد

خلق او شيم ما اجتمعن في

بشر قسط ولاحاز مثلهن العباد

خلق يخجل النسيم من اللطف

وبأس يذوب منه الجماد

ظهرت منك للورى معجزات

فأقرت بفضلك الحساد

انت صنو النبي والصهر وابن

العم والصنو والاخ المستجاد

لو رأى‌ مثلك النبي لآخاه،‌ «يشير الى ‌يوم الموآخاة، الحادثة التي كشفت ايضاً‌جانباً ‌من عظمة‌ الامام علي وموقعه من الرسول»:

لو رأى مثلك النبي لآخاه

والا فأخطأ الانتقاد

طبعاً هناك مقاطع اخرى من شعره لمن يريد التوسع في هذا فليراجع كتب الادب والموسوعات كموسوعة الغدير والموسوعات الاخرى التي هي ذات علاقة بهذا المعنى ومن اشهر ماقاله هذين البيتين ذكرتهما في بداية حديثي:

يا عترة المختار يامن بهم

يفوز عبد يتولاهم

اعرف في الناس بحبي لهم

ويعرف الناس بسيماهم

حشره الله مع علي وآل علي ورزقه ثواب جهاده وجهوده والسلام عليه وعليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة