الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من الشخصيات البارزة في ميدان الولاء لاهل البيت وفي ديوان المجاهدين والمدافعين عن الحق احد ابطال هذه المجموعة هو طلائع بن رزيك، طبعاً يكنى بأبي الغارات يعرف بأبو الغارات كنيته، وطبعاً هذا كان وزيراً للخليفة العاضد في مصر في الدولة الفاطمية، يعني لما ندخل الى مصر في منطقة مصر القديمة هناك مسجد لا يزال الى اليوم وهو من المساجد الاثرية مسجد كبير يعرف بمسجد طلائع بن رزيك باقي الى اليوم، هذا الرجل قلت كان وزيراً للخليفة العاضد في الدولة الفاطمية وكان فاضلاً اديباً سمحاً في العطاء سخياً محباً لاهل الادب والعلم ومشهور بأنه صلب يعني شديد في ولاءه لاهل البيت كان يلقبوه بالرئيس العادل. طبعاً هو له ديوان طبع اخيراً ولكن الديوان لا يضم كل شعره حسب الظاهر واسقط الكثير من بعض المقاطع التي قالها في اهل البيت له مثلاً هذه المقطوعة الشعرية:
أبى الله الا ان يدين لنا الدهر
ويخدمنا في ملكنا العز والنصر
علمنا بأن المال تغنى الوفه
ويبقى لنا من بعده الذكر والاجر
خلطنا الندى باليأس حتى كأننا
سحاب لديه الرعد والبرق والقطر
بالاضافة الى شعره هو ايضاً احد المؤلفين واحد الكتاب الذين اشتهروا في مصر له كتاب واسم الكتاب "الاعتماد في الرد على اهل العناد". طبعاً موضوع هذا الكتاب رد على فرقة من الفرق المنحرفة التي ابتلي بها الاسلام تسمى بالقدرية يعني هؤلاء الذين ينسبون نعوذ بالله كل شئ الى الله ويفرغون ذمة الانسان من مسؤولية اي عمل يعني يشرب الخمر ويقول استغفرالله، الله امرنا، الله اراد لنا ذلك وطبعاً يستدلون ادلة واهية بآيات اما منسوخة من القرآن او آيات معناها او يأخذون بمعناها الظاهري فالرجل الف كتاباً يرد على هؤلاء ويقول في احد مقاطعة الادبية:
«يا امةً سلكت ضلالاً بيناً
حتى استوى اقرارها وجحودها
قلتم الا ان المعاصي لم تكن
الا بتقدير الاله وجودها»
نعوذ بالله طبعاً هو ينقل رأيهم ثم ينقضه:
«قلتم الا ان المعاصي لم تكن
الا بتقدير الاله وجودها
لوصح ان كان الاله بزعمكم
منع الشريعة ان تقام حدودها
حاشا وكلا ان يكون الهنا
ينهى عن الفحشاء ثم يريدها»
الله سبحانه وتعالى ينهى عن الفحشاء والمنكر، الله سبحانه وتعالى خلق الانسان واعطاه العقل هذه الحجة الباطنة ليستفيد منها كقوة ردع تردعه عن المعصية هؤلاء يزعمون زعماً سفيهاً بأننا كلما نفعل ومقدر لنا من الله فيقول:
«لوصح ان كان الاله بزعمكم
منع الشريعة ان يقام حدودها
حاشا وكلا ان يكون الهنا
ينهى عن الفحشاء ثم يريدها»
على كل حال هذا الرجل طلائع بن زريك كان شديداً وحدياً في تشيعه، المرحوم المحدث القمي في كتابه "الكنى والالقاب" يكتب عنه وهو معجب بشدة ولاءه وصلابة ولاءه بحيث انه قتل او استشهد يوم 16 محرم وفي رواية في التاسع عشر من شهر رمضان وكلتا الحالتين او كلتا الروايتين تدلان على ان توقيت مقتله يرتبط لتصلبه لولاء اهل البيت سواءاً في محرم او في شهر رمضان وفي اليوم التاسع عشر اليوم ضربة الامام امير المؤمنين(ع) طبعاً انا انقل بعض ابيات التي قالها عن الامام امير المؤمنين وفي اهل البيت ومنها نستكشف مدى ما كان يحمله من ولاء للامام امير المؤمنين يقول:
بحب عليً ارتقي منكب العلا
واسحب ذيل فوق هام السحائب
امامي الذي لما تلفظت باسمه
غلبت به من كان بالكثر غالب
جميل يعني مهما يكون الاعداء كثيرين انا عندي هذه القوة وهذه قوة الارتباط بالله واهل البيت(ع):
امامي الذي لما تلفظت باسمه
غلبت به من كان بالكثر غالب
وطبعاً له عدة ابيات عديدة وهو كأنه يناقش ويدافع عن معتقداته مثلاً له ابيات في هذا المجال الى ان يقول وفي الطائر المشوي لما يتكلم عن الامام امير المؤمنين(ع) يأتي بفضيلة من فضائل الامام:
وفي الطائر المشوي او فى دلالة
لو استيقظوا من غفلة وسبات
او مثلاًيقول ويتطلم لاهل البيت
يا دهر حسبك ما فعلت بنا
اتراك تطلب عند نائحنا
ثم يقول:
ولقد يهون ما اصابكم
فقد الحسين الطهر والحسنا
وبنيهم اذ طوحت بهم
ايدي زمانهم هنا وهنا
وارى الائمة حار دهرهم
في فعله بهم فكيف انا
لي اسوة بهم الغداة اذا
اصبحت بالاجداث مرتهنا
يبدو انه كان يعاني معاناة وآلام ومصاعب وذلك من خلال ارتباطه بأهل البيت(ع) لذلك يقول:
وارى الائمة جار دهرهم
في فعله بهم فكيف انا
ثم يقول:
لي اسوة، القرآن يقول: "لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة".
لي اسوة بهم الغداة اذا
اصبحت بالاجداث مرتهنا
هذه المعاناة بحب اهل البيت وفي مودة اهل البيت هي من الادلة الصارخة والناطقة بعظمة اهل البيت(ع) وعلى الموالي لاهل البيت ان يعرف بأن ولاء اهل البيت لا يأتي بسهولة ولايمكن للانسان ان يظفر به مجاناً وبسهولة لا عليه ان يساعد للنكبات، للنكد، للاذى، للمصائب، لاذايا الطغاة وبلاء الطواغيت:
وارى الائمة جار دهرهم
في فعله بهم فكيف انا
لي اسوة بهم الغداة اذا
اصبحت بالاجداث مرتهنا
وقرأت له ابياتاً في احد المصادر ويشير فيها الى ما صب على اهل البيت من آل العباس بالذات باعتبار انهم ابناء عم يعني لاهل البيت يشير الى هذا المعنى كأنه وهذا المعنى اشار اليه الكثير من الادباء:
ما نال منهم بنو حرب وان عظمت
تلك المصائب الا دون نيلكم
يخاطبهم ابو فراس للعباسيين، هذا ايضاً طلايع بن رزيك يخاطبهم للعباسيين:
على انه نال بالغدر من بني
نبي الهدى ما لم تنله الحرب
يعني آل العباس يشير اليهم
على انه نال بالغدر من بني نبي
الهدى ما لم تنله بنو الحرب
وهل نال منهم آل حرب وغيرهم
من الناس فوق القتل والسلب والنهب
ويا ليتهم يعني بذلك العباسيين
ويا ليتهم لو كان فيهم من الوفا
لمالكه بعض الذي هو في الكلب
تشبيه رائع باعتبار ان هذا الحيوان وهو الكلب فيه صفات اتصف بها وقد كتب عنه الذين كتبوا عن الحيوانات ان بعض الصفات الجميلة في الكلب الوفاء يقول:
ويا ليتهم لو كان فيهم من الوفا
لمالكه بعض الذي هو في الكلب
يعني كانوا او فياء لاهل البيت، هذا الشاعر وهو طلايع بن رزيك طبع له ديوان في مصر عام 1958 واسم الديوان ديوان الوزير المصري طلايع بن رزيك طبعاً اشرف على الديوان هذا وجمعه وترتيبه الدكتور احمد بدوي استاذ النقد الادبي بجامعة القاهرة كلية دار العلوم لكن هذه النقطة المؤلمة ان هذا الديوان تصفحته فيه الكثير من المقاطع لهذا الشاعر لكن مع الاسف اسقطت هذه المقاطع التي قالها في اهل البيت وللاسف اعتبرها انا خيانة ولكن تعتبر في عالم الادب والفن والعلم هذه خيانة يروى في الديوان شعره لكن زيدة شعره وهو ما قاله في اهل البيت اسقط مع الاسف، استشهد هذا الشاعر قلت في محرم او في شهر رمضان عام 556 هجرية تغمده الله برحمته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******