والزمر هي السورة الـ 39 من القرآن الكريم ولها 75 آية وتقع في الجزئين 23 و24 وإنها سورة مكية وترتيبها 59 بحسب ترتيب النزول على النبي محمد (ص).
والزمر تعني المجموعات والفئات وجاءت مفردة "الزمر" في الآيتين 71 و73 من هذه السورة وهما "وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ "، و"وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ " حيث تتطرق الآية الـ71 إلى كيفية دخول الكافرين جهنم، وكما تتحدث الآية الـ73 من سورة الزمر عن كيفية دخول المؤمنين المتقين الجنّة لتتوضح الأُمور أكثر من خلال هذه المقارنة.
وفي الآيات الأولى من السورة حثّ الله سبحانه وتعالى على إخلاص العبادة لله ثمّ وجهت الآيات النبي (ص) إلى إعلان كلمة التوحيد الخالصة، وإعلان خوفه من معصية الله ثم تتعرض الآيات لوصف المشركين وانقباض قلوبهم عند ذكر كلمة التوحيد.
ولسورة الزمر أجزاء مهمة وأهم ما جاء فيها هو الدعوة إلى التوحيد والإخلاص في العبادة والعبودية، كما تشير السورة المباركة إلى لجوء البشر إلى الله عند الإضطرار والشعور بالعجز ثم إنقلابه بعد الفرج.
ومن المواضيع الأخرى لهذه السورة المباركة هي مبدأ المعاد ومحكمة العدل الإلهي والخوف من يوم القيامة، وظهور أعمال البشر ثم تبيين صفات أهل الجنة والنار.
وتشير الآية السادسة من سورة "الزمر" المباركة إلى قضية مهمة وهي مذكورة في هذه الآية "خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ".
والمراد من "يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ" كما قال أهل العلم أنه يطورهم سبحانه خلقاً بعد خلق، أطوار كما قال تعالى: وقد خلقكم أطواراً. فهم منقلون من طور إلى طور، من طور النطفة في الأربعين الأولى، إلى طور العلقة في الأربعين الثانية، إلى طور المضغة في الأربعين الثالثة، إلى حيوان يتحرك في بطن أمه وينمو ثم بعد ذلك تلده إنساناً تاماً ثم ينمو وهكذا، فالحاصل أنهم أطوار في الرحم، من نطفةٍ إلى علقةٍ إلى مضغةٍ ثم بعد المضغة التخليق، سمع وبصر وأيدي وأرجل إلى غير ذلك حتى يتم خلقه ثم تلده بإذن الله، والظلمات الثلاث بينها أهل العلم، ظلمة البطن هذه واحدة، وظلمة الرحم التي في الجنين ثانية، ظلمة المشيمة وهي كساء يكون فيه الطفل يسمى المشيمة، هذه ثلاث ظلمات، هو في كيس ثم في الرحم ثم في البطن، ثلاثة أشياء، ظلمة بعد ظلمة.