البث المباشر

الشيخ علي بن الحسين القمي

الخميس 7 فبراير 2019 - 18:24 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 105

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله بيته الطيبين الطاهرين.
نسمع دائماً ولاشك ان الاخوة المستمعين يطرق سمعهم دائماً هذا العنوان وهو الشيخ الصدوق وطبعاً الشيخ الصدوق من اركان، او ركن عظيم من اركان عظماء الاسلام وفقهاء اهل البيت، في الواقع الصدوق هما صدوقان، ‌الصدوق الاول والصدوق الثاني والاول هو والد الثاني، الاول وهو الشيخ علي بن الحسين بن موسى القمي المعروف بابن بابويه وهو الصدوق الاب، طبعاً الشيخ الصدوق ابن بابويه من اعاظم واجلاء وفقهاء الاسلام وقلت ملقب بالصدوق الاول وولده يلقب بالصدوق الثاني، يعرفه المؤرخون بانه شيخ القميين وفقيههم وثقتهم آنذاك، طبعاً وفاة الشيخ الصدوق الاول وهو ابن بابويه وفاته سنة 329 هجرية وولادته رحمه الله سنة 260 هجرية يقال في الروايات عام 329 في تلك السنة سنة وفاته تناثرت النجوم، طبعاً قبره معروف في قم مشهور يزوره الناس يترحمون عليه يقرأون الفاتحة له دائماً وقلت بانه يعرف بشيخ القميين لان مدينة قم كانت آنذاك من اهم او هكذا اقول كانت حاضرة للعالم الاسلامي وللفقة الاسلامي وكانت هي مركز علمي لمراجع المسلمين وفقهاء الشيعة يعني في عهد الشيخ ابن بابويه الصدوق الاول كان يوجد في قم وحدها مئتا متحدث يعني محدثين يدونون احاديث اهل البيت. وكان للشيخ الصدوق موقع خاص عند الائمة(ع) يعني هذا ابن بابويه كان الامام الحسن العسكري(ع) يوكل اليه مهاماً وكان يوصيه بوصاياه يعني يوكل اليه ان يذهب الى فلان بلد الى المدينة الفلانية للاقاليم البعيدة وتحدث هناك مشاكل وتحدث حالات ترديد في تفسير بعض الاحكام، الائمة(ع) كانوا رأساً يحتوون هذه الازمات والسفر ذلك اليوم لم يكن امراً سهلاً خصوصاً تنقل وكلاء الائمة وموظفي الائمة ونواب الائمة رغم المطاردة والمحاولات للقضاء عليهم لذلك كان هذا امراً صعباً للغاية فنلاحظ مثلاً وصية الامام الحسن العسكري(ع) للشيخ ابن بابويه القمي يقول له حينما كلفه بمهمة ‌اناطها اليه، اوصيك بتقوى الله واقامة الصلاة وايتاء الزكاة فانه لاتقبل الصلاة‌ من مانع الزكاة، واوصيك هذه وصايا الامام الحسن العسكري لابن بابويه واوصيك بمغفرة الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم ومواساة‌ الاخوان والسعي في حوائجهم، انظر تثقيف الائمة بهذه الصورة العالية ومواساة الاخوان والسعي في حوائجهم في العسر واليسر والحلم عند الجهل والتفقه في الدين والتثبت في الامور والتعاهد للقرآن وحسن الخلق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فان الله تعالى قال في كتابه: لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس.
هذه الوصايا وامثالها كانت هي على رأس تعليمات اهل البيت، يعني دائماً يكلفون الرسول ويهذبونه ان يكون هو داعية للاخلاق الفاضلة بطبعه وبصفاته وبمعطياته قبل ان يكون داعية بلسانه. الامام امير المؤمنين(ع) يقول ومعلم الناس ومؤدبهم بسيرته احق بالاجلال والاكبار من معلمهم بلسانه،‌الكلمة من السهل ان الانسان يقولها كم وكم الانسان يطلق الاماني ويطرح الافكار باللسان ويطرح النظريات باللسان لكن عند تطبيقها هناك تنطبق قوة العزم والارادة، غرضي ان الشيخ الصدوق ابن بابويه كان الامام العسكري(ع) يرى فيه هذه الموقعية ‌ويرى‌ فيه هذه اللياقة لذلك كان يوصيه. وقال المؤرخون بان الشيخ ابن بابويه وهو الصدوق الاول له من المؤلفات ومن التراث ما تحدثت عنه الكثير من اقلام المؤرخين حتى قالوا انه مئتي مؤلف. طبعاً ‌لم اجد في الكتب او في المصادر الا اسماء عشرين فقط من مؤلفاته وقد سألت بعض اساتذتي الله يرحمهم ويرحم الماضين منهم ويرحم الباقين قالوا بأن اكثر كتب الشيخ ابن بابويه اتلفت يعني تعرضت للنهب والابادة لانه من الطرق والفنون التي سلكها خصوم اهل البيت والنواصب لاهل البيت هو تدميرهم لتراث اهل البيت هؤلاء كانوا كلما دخلوا مدينة اول اهدافهم يأتون الى المكتبات فاذا وجدوا المكتبة فيها من تراث اهل البيت رأساً يسعون الى تدميرها وطبعاً من يريد الافاضة فيها والتعمق في هذا المعنى هناك مقدمة جميلة للسيد عبدالزهرة الحسيني رحمه الله الخطيب هذه المقدمة في كتابه مصادر نهج البلاغة في الجزء الاول يذكر في هذه المقدمة مفصلاً عن مكتبات اهل البيت التي تعرضت للابادة او للحرق او للنهب ومن خلال تجوالي في اوربا وفي مدن اميركا البعيدة وكندا اجد هناك بعض المؤلفات المخطوطة اما للشيخ الصدوق او العلامة الحلي هذه كيف وصلت الى ‌هناك من خلال طرق النهب او وسائل الاغارة او المتاجرة بالكتب النفيسة عموماً حوالي مئة وثمانين كتاب للشيخ الصدوق الاول ابن بابويه ضاعت اما اتلفت واما دمرت في غارات خصوم اهل البيت(ع) هذه نبذة عن رجل او علم من اعلام اولياء اهل البيت او عظماء اهل البيت ومحدثي اهل البيت وهو الشيخ ابن بابويه وهو الصدوق الاول نسأل الله سبحانه وتعالى له الرحمة والرضوان وان يجعلنا ممن يثمن جهود هؤلاء ونقدر مابذلوه من جهد من اجل ايصال فكر اهل البيت وتراث اهل البيت الى ‌ايدينا والى حلقة اخرى اتحدث فيها عن الصدوق الثاني وهو ابنه فالى‌ لقاء آخر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة