وأشار إلى ذلك، رجل الدين الإيراني البارز "آية الله الشيخ مهدي هادوي الطهراني" في محاضرة له في الحوزة العلمية حول التفسير.
وفيما يلي مقتطفات من كلمة آية الله الشيخ هادوي الطهراني:
"إن سورة المعارج المباركة تبدأ برواية قصة من كان يسأل الله العذاب حيث قال الله سبحانه وتعالى في الآية الأولى حتى الرابعة من سورة "المعارج" المباركة: "سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿۱﴾ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿۲﴾ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ﴿۳﴾ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴿۴﴾".
وإن المعارج بحسب المفسر القرآني الايراني الراحل العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان إنها درجات يبلغها المؤمن بأعماله الحسنة، كما أن العلامة يعتقد أن المعارج هو مقام القرب من الله تعالى الذي يحصل بالإيمان والعمل الصالح وهو مقام الملائكة في السماء.
ومقام القرب من الله تعالى هو مقام حقيقي وليس مقاماً إعتبارياً والإعتبار هو أمر دنيوي كما أن الرئيس والنائب وغيرهم لديهم مواقع في الدنيا ولكنها إعتبارية وغير خالدة إنما مقام القرب هو مقام حقيقي خالد ويتخلد به الإنسان.
والوصول الى مقام القرب الالهي يتحقق عندما لا ينسب الإنسان أي قدرات ونعم لنفسه ويؤمن أن كل النعم والخير تأتي من الله.
وسورة المعارج هي سورة مكية ، ويبلغ عدد آياتها 44 آية وترتيبها في المصحف 70 وسميت بهذا الاسم لأنها تَضَمُّن على وصف حالة الملائكة في عروجها إلى السماء كما تتضمن السورة وصفاً دقيقاً لأهوال يوم القيامة التي يكذب بها المكذبون، ففي هذا اليوم لا يبقى شيء في الدنيا على حاله؛ فتتغير السماء والأرض، وتصبح الجبال القاسية كالصوف اللين، ولا يقتصر التغيير على الجمادات، بل يصل إلى النفوس".