هذه الزيارة الثانية لرأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس للجزيرة العربية، والأولى له إلى البحرين، للمشاركة في ما يسمى 'منتدى حوار البحرين: الشرق والغرب للتعايش البشري'، البابا فرنسيس وفي أولى خطاباته في المملكة، وجه انتقادا مبطنا لسلطاتها، بشأن انتهاكات حقوق الانسان فيها، داعيا سلطات المنامة إلى ضمان عدم انتهاك حقوق الإنسان الأساسية.
وقال بابا الكنيسة الكاثوليكية: "الاحترام والتسامح والحرية الدينية، هي التزامات يجب ترجمتها باستمرار إلى عمل، حتى تصبح الحرية الدينية كاملة ولا تقتصر على حرية العبادة، أفكر بشكل خاص في الحق بالحياة، وضمان ذلك في جميع الأوقات، وأيضا فيما يتعلق بأولئك الذين يعاقبون والذين لا يمكن تجاهل حياتهم".
جمعية الوفاق الوطني الإسلامية البحرينية استغلت خطاب البابا لتعلن دعمها وتأكيدها لما ورد فيه واقترحت تحويل هذه المضامين إلى وثيقة تاريخية للتسامح والتعددية ووقف كافة أشكال التمييز والعمل على التأسيس لشراكة مجتمعية وسياسية.
وقال نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية البحرينية الشيخ حسين الديهي: "ان نظام البحرين اراد من خلال زيارة القامات الدينية الى الاراضي البحرينية أن يظهر صورة ناصعة لواقعه البشع الاجرامي الذي ليس فيه ذرة من التسامح الديني، ارادة أن يظهر بهذه الصورة الحسنة ولكن انقلب السحر على الساحر، فخطاب قداسة البابا في البحرين وجه فيه رسائل عدة ثبتت ما يجري اليوم في البلاد من تميز وقمع وغياب للحريات واحكام اعدام يجب ان تتوقف وكل هذه المضامين قد اشار اليها البابا".
وأما حركة أنصار شباب ثورة الـ14 من فبراير البحرينية فقد أصدرت بيانا أعلنت فيه استنكارها اقامة المنتدى في الوقت الذي يقمع فيه النظام الحاكم معارضيه، كما اعتبرت ان النظام استغل زيارة البابا وشيخ الأزهر لتلميع صورته.
وكانت تسع منظمات حقوقية بينها هيومن رايتس ووتش قالت في بيان مشترك إنه يتعين على البابا مطالبة البحرين علنا بوقف تنفيذ جميع الإعدامات، وإلغاء عقوبة الإعدام، والتحقيق بجدية في مزاعم التعذيب وانتهاكات الحقوق في محاكمة عادلة، كما حثته على المطالبة بالإفراج عن كل من سجن جراء ممارسة حقه في حرية تشكيل الجمعيات والتجمع السلمي والتعبير.
وكان البابا فرانشيسكو بابا الفاتيكان قد دعا سلطات البحرين إلى ضمان عدم انتهاك حقوق الإنسان الأساسية، وذلك في مستهل زيارته للمملكة التي بدأها الخميس.
وفي كلمة له في العاصمة المنامة، أكد بابا الفاتيكان ضرورة تنفيذ الالتزامات حتى لا يكون هناك تمييز وانتهاكات لحقوق الإنسان.
كما دعا إلى إتاحة الحريات الدينية كاملة والمساواة في الكرامة وتوفير الفرص للجميع، مشددا على معارضته لعقوبة الإعدام، مؤكدا ضرورة ضمان الحق في الحياة.