السيد نصر الله أكد في كلمة له مساء السبت، أن الذي فرض على العدو والولايات المتحدة أن يوصل الامور الى هنا، هو من يقدر أن يشكل الضمانة الحقيقية.
ودعا السيد نصر الله إلى الثقة بالله أولاً وبقوتنا، وأكد أن الموقف الرسمي والشعب والمقاوم هو الضمانة والمعادلة هي نفسها.
وأكد السيد حسن نصر الله أن اتفاق الترسيم الذي حصل، هو انتصار كبير للبنان الدولة والشعب والمقاومة، لافتاً إلى أن الحدود البرية رسمت في 1923 من فرنسا وبريطانيا بمعزل عن ارادة اللبنانيين والفلسطينيين، ولكن عمليا اصبحت هي الحدود.
ولفت السيد نصر الله إلى انه لم يحصل ترسيم للحدود البحرية لا قبل ولا بعد قيام الكيان الغاصب، وبقيت المنطقة متروكة، مشيراً إلى أن الحديث بدأ بعد الـ2000، عن وجود كميات كبيرة جداً من النفط والغاز امام الشواطئ اللبنانية، وخصوصاً مقابل شواطئ جنوب لبنان، واتت دراسات ودول لتؤكدها واصبحت حاجة ملحة للبنان ان يرسم حدوده وبدات المتابعة على المستوى الرسمي اللبناني.
وأوضح السيد نصر الله أن “هناك شي اسمه المياه الاقليمية ولها آلية احتساب وهناك اسم ثان هو المياه المتاخمة وبعدها هناك جزء اسمه المنطقة الاقتصادية الخالصة”.
وقال السيد نصر الله إن “الدولة اللبنانية اعتبرت الخط 23 هو الحدود البحرية وإذا عادت وقالت ان الحدود البحرية خط 29 فالمقاومة ملزمة بأن تناضل من أجل ذلك”، أضاف “العدو الصهيوني منع شركات جاءت لتقوم بعملية مسح وأعلن ان هذه المنطقة له ورسم خط رقم 1″، وأوضح أن هذا الخط يأخذ مساحة ضخمة مما قرره لبنان انه حق ومنطقة اقتصادية خالصة.
ولفت السيد نصر الله أن العدو تسلط على المنطقة والبلوكات الحدودية، وادعى انها ضمن حدوده البحرية ولذلك رسم بلوكات بناء على الخط 1، وأضاف “كان هناك منع اميركي من الاكتشاف والاستخراج في سياق الحصار على لبنان”.
وعرض السيد نصر الله خريطتين تظهر فيهما البلوكات اللبنانية والخط 23 والخط رقم 1 الذي رسمه "الاسرائيلي".
وشدد السيد حسن نصر الله أن المقاومة هي خارج أي نقاش يتعلق بخطوط ترسيم الحدود، موضحاً أن ما تعتبره الدولة مياه اقليمية، يكون كذلك بالنسبة إلى المقاومة، وشدد على أن هذه مسؤولية الدولة، ولا تتدخل فيها المقاومة.
وقال السيد نصر الله إنه كان من الأفضل لهؤلاء الذين يطالبون الدولة بإعتماد الخط 29 كحدود بحرية، أن يطالبوا بذلك عام 2011، عندما صدر المرسوم الحكومي، وأن يقنعوا الدولة بأن حدودنا هي الخط 29.
ودعا السيد نصر الله المطالبين بإعتماد الخط 29، أن يواصلوا نضالهم، لكن من دون تخوين وشتائم، وأضاف أنه بحال تمكنوا من أن يغيروا من قناعة الدولة، فهذا ينعكس على اتفاق الترسيم الموقع.
وأعلن السيد حسن نصر الله أنه وبين العامي 2009 و 2010، حصل توافق ضمني بين الرؤساء أن يتابع الملف دولة الرئيس نبيه بري، ووأوضح أنه منذ بدء التفاوض مع هوف إلى مرحلة ما قبل كاريش، لم يطلب شيئاً محدداً من المقاومة وإن كنا موجودين بالبلد ومعنيين، وشدد على أنه وخلال مراحل التفاوض، أعلن الرئيس بري بوضوح أن لن نتخلى ولا حتى كوب ماء وهذا الذي حدث فعلاً.
ولفت السيد نصر الله إلى أن الوسيط الأول الذي اسمه هوف، طرح خطا اعتبره تسوية ما بين الخط واحد الذي يدعيه العدو، والخط 23 واعطى 45 % للعدو من هذه المساحة واعطى 55 % للبنان منها وهذا كان مجحف جدا للبنان.
وأكد السيد نصر الله ان الرئيس بري خلال هذه المفاوضات لم يقدم اي تنازل عن مطالب الدولة اللبنانية الى حين الاعلان عن اتفاق الاطار وكان مفترض حسب اتفاق الاطار ان يتشكل وفد من لبنان ووفود من جهات اخرى ويلتقوا بالناقورة ويتفاوضوا.
وتابع “بعد 22 ايلول 2020 انتقلت المتابعة من دولة الرئيس الى فخامة الرئيس ونعتبر ان الملف انتقل من يد امينة الى يد امينة”، وتحدث السيد نصرالله عن ضغوط كبيرة تعرض لها لبنان من إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، للقبول بخط هوف، ووصلت المفاوضات في الناقورة الى طريق مسدود.
وأضاف السيد نصر الله “مع تبدل الادارة الاميركية تم تكليف هوكشتاين وقدم طرحا جديدا متقدما عن طرح هوف ولكن لا يستجيب للمطالب اللبنانية، وهنا بدأت تحولات في المنطقة والعالم”، وتابع “في هذه المرحلة أتت سفينة الى حقل كاريش لتبدأ استخراج النفط والغاز وخلاصة بيانات الرؤساء اعتبرت ان بدء الاستخراج هو اعتداء على لبنان وان هذه منطقة متنازع اليها”.
وأكد السيد نصر الله “استناداً الى الموقف الرسمي أعلنت المقاومة انها لن تسمح للعدو باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش قبل الوصول الى اتفاق من خلال المفاوضات غير المباشرة يستجيب للمطالب اللبنانية”.
وأكد السيد نصر الله أن الموقف اللبناني الرسمي الموحد والقوي والتهديد الصارخ من قبل المقاومة وضع ” اسرائيل ” امام الضغط الشديد، وأوضح أن الكيان بات أمام خيارين، اما ان يصر على الاستخراج وهذا كان سيعني حتما مواجهة قد تتطور الى حرب او ان يوقف ويلغي موضوع كاريش نهائياـ وهذا كان صعبا جدا بالنسبة لهم واذلالاً، لا عنده قدرة الذهاب الى حرب ولا أن يلغي كاريش نهائيا ولذلك ذهب الى المفاوضات غير المباشرة.
وأشار السيد نصر الله إلى أن الاميركي اصبح ايضا تحت الضغط لان لديه اولوية اسمها الحرب الروسية الاوكرانية ولا يتحمل حربا اخرى، وقال إن “هذا المستجد عجّل بالوسيط الاميركي للعودة الى لبنان والمنطقة”، ولفت إلى ان المفاوضات “وصلت في بعض الليالي الى طريق مسدود وكنا بجو الذهاب الى حرب”، وأضاف “أطلقنا المسيرات والمعطيات الميدانية كانت تؤكد ان المقاومة تتجهز لحرب والاسرائيلي أدرك ذلك”.
وأكد السيد نصر الله أن لبنان حصل رغم كل الضغوط على الخط 23 والبلوكات كاملة بل أكثر من ذلك، وأن لبنان حصل على تحرير هذه المنطقة وحرية العمل وتستطيع الشركات الذهاب والعمل بشكل جدي.
واستعرض السيد نصر الله بالخريطة حقل قانا والبلوكات والمنطقة الصغيرة التي بقيت نقطة خلاف مساحتها 2.2 كلم.
وأكد السيد نصر الله ان التهديد بالحرب كان عاملا حاسما ومن الأسباب لوصولنا للانجاز صمود البيئة الحاضنة، ولفت إلى أنه من جملة الظروف التي ساعدت على هذا الانجاز داخليا صلابة الموقف الرسمي.
وقال السيد نصر الله “يجب ان تعلموا ان لبنان وصل الى فم الحرب من اجل هذا الانجاز وكدنا ان نصل للحرب ولكن الاسرائيلي تراجع”، وأكد أن “لبنان في هذا الامر كان قويا وشجاعا وحكيما واستخدم الصمود الرسمي وقوة المقاومة ولم يخف من التهديدات الاميركية والاسرائيلية”.
ولفت السيد نصرالله إلى أنه “بالنسبة لاسرائيل كان موقف المقاومة مفاجئا وهذا ما يجب ان يعرفه اللبنانيون”، وقال، “كانت هناك قناعة لديهم ان حزب الله مردوع بعد 2006 وكانوا يبنون ان الوضع الاقتصادي والانقسامات ستمنع المقاومة من الذهاب الى خيار قوة ولم يصدّق العدو ولكن صدق عندما أُطلقت المسيرات وعندما شاهد التحضير الميداني”.
ولفت السيد نصر الله إلى ان العدو الإسرائيلي تفاجأ بموقف المقاومة الإسلامية في لبنان بعد ظنه بأن الوضع المعيشي والاقتصادي والانقسامات السياسية ستمنع المقاومة من الذهاب نحو خيار القوة، وقال إن “العدو عندما رأى المسيرات والتحضير الميداني للمقاومة الإسلامية أدرك بأن المقاومة في لبنان ليست مردوعة”.
واكد السيد نصر الله ان “المقاومة في لبنان تريد الامن في لبنان وتتصرف بوضوح وحزم، لكن عندما تقتضي المصالح الوطنية الكبرى أن تتجاوز قواعد الاشتباك فهي لن تترد في ذلك ولو بلغ ذلك الوصول إلى الحرب”.
ووجه السيد نصر الله كلمة للعدو قال فيها “انت مشتبه عندما تتصور ان المقاومة مردوعة، هي تريد سلامة اللبنانيين والمقيمين والمنشآت وتتصرف بحكمة وحزم ولكن عندما تقتضي المصالح الوطنية الكبرى ان تتجاوز قواعد الاشتباك لن تتردد في ذلك”.
ودعا السيد نصر الله إلى “المتابعة الجدية لان لبنان ضاع منه وقت طويل ومتابعة الامور القانونية والصندوق السيادي”، وقال إن “الذي فرض على العدو والولايات المتحدة ان يوصل الامور الى هنا هو من يقدر ان يشكل الضمانة الحقيقية ويجب ان نثق بربنا اولا وبقوتنا ، الموقف الرسمي والشعب والمقاوم هو الضمانة والمعادلة هي نفسها”.
وأكد السيد نصر الله ان “المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية ساهمت في تحقيق الإنجاز البحري، حيث أن نصف الجيش الإسرائيلي في الضفة وليس قادرا على القتال في جبهة لبنان”، مشيراً إلى أن “استعداد الشعب اللبناني للذهاب مع الدولة والمقاومة إلى أقصى الخيارات شكل عاملا مهما في تحقيق إنجاز الترسيم البحري”.
ولفت السيد نصر الله إلى ان “الصمود الرسمي وتضامن الرؤساء والدقة في عدم الذهاب للتطبيع وجهوزية المقاومة وإرسالها المسيرات إلى كاريش والدعم الشعبي لموقف الدولة والمقاومة، كلها شكلت نقاط قوة لتحقيق الإنجاز”، مشيراً إلى ان “صمود البيئة الحاضنة التي لو ذهبنا إلى حرب كانت ستتلقى الضربات من العدو شكل نقطة قوة للضغط على ملف المفاوضات”.
وأكد السيد نصر الله ان “التهديد بالحرب شكل عامل قوة ضمن النقاط المتكاملة التي أدت لإنجاز ملف الترسيم”، وأن “العدو كان يعلم أن تهديد المقاومة بالذهاب إلى الحرب كان جديا، ويجب أن يعلم الجميع أن لبنان وصل إلى فم الحرب لكن لم يدخل بها”.
وقال السيد نصر الله “كدنا أن نصل إلى الحرب يوم أعلن العدو عن استخراج تجريبي، فاضطر العدو لتحويله إلى ضخ من الشاطئ نحو كاريش”، وأوضح “الحرب لو حصلت كان من الممكن أن تذهب إلى حرب إقليمية تشارك فيها فلسطين واليمن وبقية قوى محور المقاومة وهذا كان من العناصر التي أفادت لبنان”، وقال، إن “لبنان تصرف في ملف مفاوضات الترسيم البحرية بقوة وشجاعة وحكمة”.
وأكد السيد نصر الله ان “لبنان كان قوياً في عدم الرضوخ للتهديدات الأمريكية والإسرائيلية، وشجاعاً في التهديد بالذهاب إلى الحرب، وكان حكيماً في إدارة التفاوض والعملية الإعلامية والسياسية”.