البث المباشر

ابو فراس الحمداني وجرأته في الدفاع عن أهل البيت(ع)

الأربعاء 6 فبراير 2019 - 13:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 94

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

الدين مخترم والحق مهتضم

وفيء آل رسول الله منقسم

يا للرجال اما للحق منتصر

من الطغاة وماللدين منتقم

رحم الله الشاعر المجاهد ابي فراس الحمداني وابو فراس الحمداني من الشخصيات الاسلامية التي لمعت في ساحة الجهاد خصوصاً جهاد الكلمة، جهاد الكلمة او جهاد اللسان وابو فراس الحمداني ينتهي الى آل حمدان وبنو حمدان ينتسبون الى تغلب وبنو تغلب ابن وائل من اعظم بطون ربيعة ابن نزار كانوا من نصارى العرب في الجاهلية ثم كان منهم في الاسلام ثلاثة بيوت من هذه البيوت الثلاثة آل حمدان بن حمدون وحمدان هو جد الامراء الحمدانيين كان على‌ جانب كبير من الثراء وشيخ قبيلة زعيم قبيلة وينظر اليه بالتجلة والاحترام هذا كان امير على منطقة تسمى قلعة ماردين قريبة من الموصل الظاهر تقع في تركيا وكان هناك هو والي من قبل العباسيين ثم اعلن الاستقلال عنهم سنة 281 من الهجرة ايام خلافة المعتضد العباسي دارت بينه وبين الخليفة معارك دامية وكانت الغلبة فيها لآل حمدان، حمدان انجب من الاولاد سبعة منهم ابو الهيجاء وهو والد سيف الدولة وناصر الدولة وابو العطاف والخ على اي حال، سبب تشيع الحمدانيين يرجع الى امرين الامر الاول هجرت علماء الامامية اليهم وهاجر اليهم عدد كبير مثلاً منهم الشريف ابراهيم جد زهرة هذا تردد الادباء الشعراء عليهم مثل الصنوبري مثل كشاجم وغيره .
في سنة 354 هجرية ضرب سيف الدولة دثانير جديدة طبع عليها لا اله الا الله محمد رسول الله ثم هذه الاسماء علي بن ابي طالب، فاطمة الزهراء، الحسن والحسين وجبرئيل (ع) لكن الشيء المبهم على‌المؤرخين هو عدم تشخيص ان الحمدانيين الى اي فرقة ينتمون من الشيعة يعني الزيدية الاسماعيلية وغيرهم او الاثنى عشرية هذا اللغز كان باقي وقائم الى ان اماط اللثام عنه ابو فراس الحمداني وهو شخصية الحديث او المعني بحديثنا ابو فراس الحمداني هذا الرجل العبقري الذي قال في حقه الصاحب بن عباد هذه الكلمة بدأ الشعر بملك وختم بملك، بدأ بأمرؤ القيس وختم بأبي فراس الحمداني، فأبو فراس الحمداني كشف حقيقة معتقد الحمدانيين وانهم وانتمائهم الى‌الامامية الاثنى عشرية، كيف كشف في احدى قصائده والتي يعلن فيها عن ولاءه للائمة الاثني عشر ويعدد اسماءهم فيقول:

شافعي احمد النبي ومولاي علي والبنت والسبطان

وعلي وباقر العلم والصادق ثم الامين ذوالتبيان

علي ومحمد بن علي وعلي والعسكري الدان

والامام المهدي في يوم لاينفع غفران الاذوي الغفران

فطبعاً بهذا يعطينا اشارة واضحة الى ‌انه يعتنق مذهب اهل البيت وهم الاثنى عشرية الامامية، هذا الرجل له مواقف عديدة واهمها الموقف الصلب للدفاع عن مبادئ اهل البيت وابرز ما في هذا الموقف كيفية اداءه لقصيدته المشهورة والمعروفة وهي قصيدته الميمية والقصيدة هذه طبعاً بدأت حديثي بمطلعها كالحق مهتضم والدين محترم وفئ آل رسول الله منقسم في هذه القصيدة ابو فراس طبعاً‌ القاها على جسر بغداد في ذلك اليوم كان جسر واحد وتفاقمت حالة التجني والتجاوز الى درجة بحيث كان الشعراء السائبين آنذاك يقفون ويمدحون آل العباس ويفضلون آل العباس على ‌اهل البيت واحد من شعراء البلاط العباسي محمد بن سكرة هذا كان يمدح آل العباس ويفضلهم على‌ اهل البيت بكل وقاحة لكن ما وجد من يرد عليه فتناوله هذا البطل المجاهد ابو فراس الحمداني ونظم هذه القصيدة وبهذه القصيدة في بعض الابيات يحاسب آل العباس وحتى ذكر ان الخليفة العباسي آنذاك وهو المعتصم قال هذه الكلمة بعد ان القى ابو فراس قصيدته قال ان هذه القصيدة كانت او لو خيرنا بينها وبين مليون سيف مشهورة لاخترنا المليون سيف المشهورة على هذه القصيدة لتأثيرها وموقعها فيأتي ابو فراس(رض) بهذه القصيدة ويعقد المقارنة ويقول:

لايطغين بني العباس ملكهم

بنو علي مواليهم وان زعموا

أتفخرون عليهم لا اباً لكم

حتى كأن رسول الله جدكم

نادى النبي بها يوم الغدير

لهم والله يشهد والاملاك والامم

حتى اذا اصبحت في غر صاحبها

باتت تنازعها الذئبان والرخم

ثم ادعوها بنو العباس ملكهم

وما لهم قدم فيها ولا قدم

أتفخرون عليهم (ثم يقارن) منكم علية ام منهم/ وكان لكم شيخ المغنين ابراهيم ام لكم:

ليس الرشيد كموسى بالقياس

ولا مأمونكم كالرضا لوانصف الحكم

تمس التلاوة في ابياتهم سحراً

وفي بيوتكم الاوتار والنغم

كانت مودة سلمان لهم رحماً

ولم تكن بين نوح وابنه رحم

تاالله ما جهل الاقوام موضعها

لكنهم ستروا وجه الذي علم

لابيعة ردعتكم عن مفاخركم

ولا يمين ولاقربى‌ ولارحم

ما نال منهم بنو حرب وان عظمت

تلك الجرائم الا دون ينلكم

كم عذرة لكم في الدين واضحة

وكم دم لرسول الله عندكم

في الواقع نلاحظ هنا اهميت الكلمة ودور الكلمة نحن عندنا الجهاد مصنف ومن صنوف الجهاد ومن ابرز صنوف الجهاد هو جهاد الكلمة حينما يقف الانسان خصوصاً‌ اذا ركام الباطل غطى نيران الحق غطى ‌صوت الحق واصبحت الموجة موجة باطل لابد من ان يكون هناك فم يصدع بكلمة الحق ويمزق حجب الباطل، الامام الصادق(ع) لما سئل عن انواع الجهاد قال وافضله كلمة حق امام سلطان جائر، نلاحظ السطوة والقمع العباسي وهذا البلاء والمصائب التي انزلت على الناس والمعاملة الوحشية التي كان يعامل بها اي انسان تشم منه رائحة المواجهة والمعارضة للبلاط والحاكمين آنذاك في هذا الجو الرهيب ينطلق صوت ابي فراس الحمداني على ‌جسر الرصافة وهو يلعلع بكلمة الحق ويظهر مكانة اهل البيت ويدحض ادعاءات آل العباس ثم يأتي بهذه الدلائل الواضحة على أحقيت مبادئ اهل البيت(ع) فتعمده الله برحمته وحياه الله وحيا جهاده والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة