الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
قال رسول(ص) ما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء اصدق لهجة من ابي ذر، هذا الحديث تواتر عن النبي(ص) وهو يقييم من خلاله ابا ذر وموقعه فمن هو ابو ذر، ابو ذر اسمه جندب ابن جنادة الغفاري هذا الرجل صحابي جليل ورابع اربعة سبقوا الى الاسلام طبعاً كان من المتألهين في صدر الجاهلية يعني موحد لم يعبد صنماً ولما اسلم بمكة وتجاهر باسلامه وذلك اليوم كانت قريش تعتبر ذلك جرماً فادحاً فلما تجاهر بأسلامه في البيت الحرام ضربه بعض رجال قريش حتى ضرج بدماءه وسقط ظنوا انه مات وانتهى ولكنه نجى ورجع بعد ذلك الى بلاده لما هاجر النبي الى المدينة جاء ابوذر الى المدينة وصحب رسول الله واصبح من خيرة اللصقاء للنبي تقول الروايات ان النبي كان جالساً في المسجد وحوله جماعة من الحضار فقال النبي من بشرني بخروج آذار فله الجنة، لابد هذا فصل آذار معروف شهر آذار هزائز وامطار وكذا واعاصير وزوابع والخ.
ثم سأل النبي الحضار نحن في اي شهر من الشهور الرومية فقال ابوذر قد خرج آذار يا رسول الله فقال النبي انا كنت اعلم لذلك ولكن اردت ان يعرف قومي انك من اهل الجنة وكيف لاتكون من اهلها وانت، هذا تقييم آخر من النبي لموقع ابوذر، وكيف لا تكون من اهلها وانت المطرود بعدي من حرمي لحبك اهل بيتي فتعيش وحدك وتموت وحدك ويسعد اقوام بدفنك اولئك رفقائي في الجنة.
هذا بعض ما قال رسول الله(ص) في تعريف ابي ذر هذا الرجل المجاهد العظيم وطبعاً له القضايا العديدة مع رسول الله هو طبعاً معروف قومه كلهم يعبدون الاصنام جماعة غفار بني غفار يعبدون الاصنام الا انه خالفهم يعني نتيجة وعيه الذاتي كان مؤمناً على غير دينهم كان يهزأ بالاصنام واذا رأى صنماً يقف امامه وهو يقول ما اذلك فلم تعبد بعد ذلك سمع اخبار النبي واتى الى مكة متخفي وكان ينام بباب الكعبة وبطريق الصدفة ذات يوم يمر الامام علي(ع) يأخذه الى منزله وهو لا يعرف علياً وهو لا يشخص هذا الرجل من الذي دعاه الى بيته فلما تعرف عليه يعني الامام علي تعرف على ان هذا ابا ذر جاء به الى النبي فاسلم وحسن اسلامه ثم ضربه قريش فرجع الى قومه يدعوهم الى الاسلام الى ان قويت شوكة الاسلام وهاجر النبي الى المدينة واقام دولة الاسلام التحقق ابو ذر بالمدينة بالنبي(ص) وصار حبيباً وصار من خيرة اللصقاء بالنبي انا اذكر له هذه اللفتة مثلاً سافر مع النبي في ذات مرة في غزوة ورجعوا وفي الطريق برك به جمله ابوذر(رض) وكان جمل ابي ذر ضعيف فاصابه عطش ابو ذر ترك الجمل والجمل ضعيف وتعب فاخذ يلحق بالقافلة مسرعاً وكانت معه ركوته وهي خالية من الماء الى ان مر على صخرة كبيرة وجد فيها ماءً قد تجمع بداخلها ماء المطر عندما كانت تمطر الصخور المجوفة كان يتجمع الماء فيها فجمع الماء في الركوة واصحاب النبي كانوا في انتظاره وكذلك اصحاب النبي كانوا قد دبروا ووفروا الماء فلما حصل ابوذر على الماء لم يشرب احتفظ بالماء من بعيد حتى جاء الى النبي، النبي من بعيد ادرك ابي ذر صاح باصحابه استقبلوا عمكم فلما وصل اليه واذا بركاته مملوة بالماء قال له النبي مستغرباً يا اباذر عندك الماء فلم لم تشرب قال يا رسول الله ابت نفسي ان اشرب الماء وانت عطشان انظر للايثار والوفاء ففرح النبي بهذا الموقف وهذه الحالة وقال رحمك الله يا ابا ذر وكرر هذه الكلمة تعيش وحدك، تموت وحدك، تبعث وحدك ويسعد اقوام من المؤمنين بدفنك وما اتحدث عن هذا المجاهد العظيم هذا الشخصية التي عرفت بصلابتها يعني لا يستطيع التعبير ان يفي الغرض في وصف صلابة ابي ذر الرجل الذي وقف يماطل ويتصدى للفساد خصوصاً الفساد بالاموال الى ان ابعد وابعدته السلطة الىالشام لانه اصبح يشكل عامل قلق وعامل ثقافة كان يثقف مختلف كوادر الامة بالثقافة الثورية والصمود والثأر بوجه الفساد فابعد اولاً الى الشام ذلك اليوم بالشام كان معاوية والي فواجه ابوذر نفس الفساد ونفس الترف ونفس العربدة واذا والي المسلمين يبني له قصراً كذا يكلف ملايين الاموال فتصدى ايضاً مواصلاً نفس الخط الثوري حتى ذات ليلة رأى قافلة جمال محملة بالقرب ظن انها مياه سأل قيل له انها هذه القرب تحمل خمور اشخصت من الخمر الممتاز الى معاوية يقيم احتفال في مناسبة فاخذ ابوذر سكيناً ومزق قرب الخمر وهو ينادي اتتكم القطار لعن الله الآمرين بالمعروف والتاركين له والناهين عن المنكر والعاملين به تصور معاوية سفهاً بأن يمكن شراء ابي ذر فأشخص له غلاماً من غلمانه معاوية ومعه صرة فيها مال وعنده خلفية عن موقف ابي ذر وصلابته ولكن قنع الغلام انك اذا اقنعت اباذر في قبول هذا المبلغ مني انا اكافئك واطلق سراحك فلما جاء الغلام الى ابي ذر وقال له ان الامير معاوية ارسل لك هذا المال وهو هدية تأمل ابوذر(رض) وهو يقول هذا المال من من؟ اذا كان المال خاص له فمن اين جاء به؟ واذا كان هذا المال من اموال المسلمين فكيف استساغ ان يؤثرني على غيري ويعطيني كذا، الغلام اخذ يصر ويلح وابوذر يرفض الى ان قال له وهذه من روائع اجوبة ابي ذر قال له الغلام خذها والله ان قبلتها ففيها عتقي فرد عليه ابوذر قائلاً اذا كان فيها عتقك ففيها رقي.
اصبح ان مكانك عبداً له وبئست الصفقة وفعلاً رفض واستمر يطوف في شوارع الشام ويقرأ هذه الآية ان الذين يكنزون الذهب والفضة ويستمر بقراءتها فوجد معاوية بان في ذلك خطراً على نظامه وعلى حكمه فامر معاوية بتهجيره ثانياً وهجر من هناك الى جنوب لبنان الى منطقة تعرف بمطقة صرفند في جنوب لبنان وطبعاً الآن الشباب المؤمنين على قلتهم رغم انهم قليلي العدد سيئي التسليح لكنهم ينزلون تلك الضربات بالاسرائيليين وبالغزاة الصهاينة هذه نتيجة روح ابي ذر وشجاعة ابي ذر الذي ربى هذا الجيل الصغير بعدده والكبير بجهاده ووقعه والى اليوم لا ننسي قضية جزين وهزيمة الصهاينة امام هؤلاء الفتية القليلي العدد والذين زادهم الله هدى تلك آثار وبركات عظماء الاسلام والذين في طليعتهم ابوذر(رض) نسأل الله له الرحمة والغفران سلام عليه يوم استشهد ويوم دفن يبعث حياً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******