الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
قبور بكوفان واخرى بطيبة
واخرى بفخ نالها صلوات
واخرى بارض الجوزجان محلها
واخرى بباخمرا لدى الغربات
رحم الله دعبل الخزاعي، يشير ضمن من اشار الى المواقع في قصيدته الجوز جان وقبر واخرى بارض الجوزجان محلها فما هي قضية الجوزجان؟ في الواقع في منطقة الجوزجان يقع مشهد مشهور يزار ويقصده ارباب الحوائج، مشهد احد شهداء الاسلام العظام وهو يحيى بن زيد الشهيد، يحيى حفيد الامام زين العابدين(ع) زيد الشهيد له من الاولاد اربعة اولهم يحيى وهو هذا الذي اشرت الى موقع قبره مدفون بجرجان مقاطعة الجوزجان وهي تقع شرقي خراسان فأولاد زيد اربعة عيسى مدفون قرب ناحية الشنافية في العراق والثالث الحسين ذوالدمعة هذا مدفون في مدينة الحلة وفي احد شوارع الحلة وله قصة جميلة تحكي معاناته والرابع محمد بن زيد فما هي قضية او محنة يحيى بن زيد؟
طبعاً حينما صرع زيد الشهيد كان يحيى يبلغ من العمر عشرين عاماً اشترك مع ابيه في المعارك وبعد استشهاد زيد الشهيد بقي يحيى متخفياً ومعه ثلة من اصحاب زيد مطاردين كانوا يسيرون متخفين يستطعمون اصحاب المزارع الى ان وصلوا الى خراسان وعبروا من هناك الى منطقة سرخس وبقوا ضيوفاً عند احد رجالات العرب بقوا عنده ستة اشهر ثم انتقل يحيى ومن معه الى بلخ منطقة بلخ ونزل عند شخصية معروفة وهو ايضاً من شيوخ العشائر المعروف بابن عبدالرحمن الشيباني وبقي هناك.
بعدما مات الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك وبلغ يوسف بن عمرو القائد الذي قاتل زيد الشهيد بلغه ان لزيد الشهيد ولد اسمه يحيى يتخفي ومعه جماعة وهو في منطقة سرخس كتب الى معقل الليثي وكان عاملاً على بلخ يعني والي الدولة الاموية كتب اليه بان يلقي القبض على يحيى بن زيد وعلى ابن عبدالرحمن الشيباني وان يبعث يحيى واصحابه وفعلاً حدث ذلك، ان باغت هذا الوالي معقل الليثي منزل ابن عبدالرحمن الشيباني واعتقل يحيى واصحابه وكانوا عشرة وضربوا ضرباً مبرحاً واضطر بعد ذلك يحيى ان يفلت ويتخفى، فامر الوالي او اعلن الوالي بانه سيعطي جائزة كذا من المال لمن يلقي القبض على يحيى بن زيد وروي ان ابن عبدالرحمن الشيباني كان يعلم بمكان اختفاءه وكان هذا معقل الليثي يعذبه ويشترط عليه اطلاق سراحه اذا ما اخبره يعني دلل على مكان يحيى بن زيد لكن هذا بن عبدالرحمن الشيباني كان صلباً ووفياً فكان تحت التعذيب وهو ينادي والله لو كان اسم مكان اختفاءه تحت قدمي ما رفعتهما لكن يقال ان ولده اخبر عن مكان اختفاء يحيى فقبض على يحيى بالنهاية مرة اخرى وزجه معقل الليثي في الحبس وقيد رجليه ويديه بقيود شديدة بقي في الحبس فترة ثم بعد ذلك اطلق سراحه حتى يقال لما خرج من الحبس تنافس مريدوه ومحبوه على فك القيود من رجليه والبعض منهم اخذ من تلك القيود قطعاً جعلوها خواتيم كرمز لولاءهم وتأثرهم باخلاقه وسيرته الجهادية فإتجه يحيى بعد ذلك الى منطقة سرخس ومن هناك الى منطقة بيهق وعاد ينظم صفوته ليواجه الطغاة وليشكل عنصر ازعاج وتضعيف للطغاة من بني مروان فانضم اليه سبعون رجلاً من المؤمنين وحصلت مواجهة بينه وبين جيش الامويين وفي تلك المواجهة القوية والشرسة قتل احد قادة الامويين وهو ابن زرارة وغنم يحيى واصحابه ماكان مع الجيش الاموي من سلاح وعتاد ومضى في طريقه حتى انتهى الى الجوزجان هناك عادت سرية من الجيش الاموي ولحقت بها جيوش اخرى وبلغ عددهم ثمانيه آلاف فقاتلهم قتال الابطال لمدة ثلاثة ايام بلياليها طبعاً هذه الحركات لايعني بانها كانت تدبر وتقاد بالتنسيق مع امام الوقت آنذاك الامام الباقر او الامام الصادق او الامام زين العابدين ولايعني بان لو لم يكن هناك تنسيق فان الائمة لم يكونوا يوافقوا يقر هذه التصرفات اي حركة طبعاً اهل البيت وابناء اهل البيت طبعهم هذا انهم كانوا ثواراً يعني لم يكونوا حكاماً انما كانوا ثواراً على الباطل، واي حركة من هذه الحركات التي كانت تضعف الطغاة تجهض الظالمين، اهل البيت لم يتعرضوا لها ولم يجمدوها وبالعكس اهل البيت كانوا يباركون الى حركة سواءاً كان يقودها واحد من ابناءهم او يقودها اي انسان عادي غريب عليهم اي حركة تشكل ذراع لاضعاف الطغاة ولاضعاف الظالمين وللنيل منهم طبعاً هذه كانت تشكل متنفساً للامة كانوا يباركوها اما ينتصروا اولم ينتصروا، وهذا نوع من الانتصار. وليس دليل الانتصار ان يقبض على الحكم او يتمكن من العدو، الانتصار ان تكون مبادئه حية وقائمة. على اي حال قاتلهم يحي بن زيد ثلاثة ايام بلياليها وبالتالي اصيب بجبهته، اصابه سهم فسقط جريحاً وجاء احد القواد الامويين كعادتهم وهذا خلق بني امية.
فاحتز رأسه الشريف وصلب جسد يحيى على باب، الباب الرئيسية لمدينة الجوزجان وبقي رأسه هناك مصلوباً لما حدثت الثورة العباسية وجاء القائد المعروف ابو مسلم الخراساني فانزل ذلك الجسد الصليب، جسد يحيى بن زيد الشهيد وامر بتكفينه وبتجهيزه وشيعه تشييعاً عظيماً، ودفن هناك هذا الذي يشير اليه دعبل:
واخرى بارض الجوزجان محلها، دفن هناك واصبح يحكي معلماً من معالم اهل البيت، معلم من معالم الجهاد ورمزاً يحكي مظلومية اهل البيت ومعاناة ابناء اهل البيت فتتبع ابو مسلم الخراساني قتلة يحيى وقتل اكثرهم اما رأس يحيى ارسله آنذاك الوالي الاموي الى الوليد بن عبد الملك والوليد بن عبدالملك وهذه سمة بارزة وسيئة في سلوك بني امية انهم كانوا يتعاملوا نقل الرؤوس من مدينة الى مدينة، لما وصل رأس، رأس يحيى بن زيد، الى الوليد بن عبد الملك اشخصه الى ريطة، ريطة ام يحيى يعني زوجة زيد فأمر الرسول ان يلقي يعني يباغت المرأة ويلقي الرأس بحجرها فلما نظرت الى رأس ولدها قالت شردتموه عني طويلاً واهديتموه الى قتيلاً، مصرع يحيى بن زيد كما ذكر صاحب معارف الرجال شيخ حرز الدين سنة 125 للهجرة وبعد مضي خمس سنوات على استشهاد ابيه زيد وفي السنة التي قتل فيها يحيى بن زيد لم يولد في تلك السنة مولود الا وسمي بيحيى تيمناً وتعاطفاً معه في محنتة.
اكثر المواليد في تلك السنة كان يطلق عليهم اسم يحيى واقيمت عليه مجالس النياحة ومجالس العزاء وقبره الآن مشيد وله قبة عالية ويزار هناك باستمرار ويترحم عليه الناس ويقرأ محنته نسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******