البث المباشر

من سيرة الامام الحسين(ع)

الأربعاء 6 فبراير 2019 - 10:31 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 76

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.

هي ذكراك لا البكاء الكذوب

لا القوافي ولا النشيد الطروب

هي ذكرى التاريخ يرفع للدنيا

حسيناً فتستفيق القلوب

دور الامام الحسين(ع) ومرحلته تختلف عن مرحلة الامام الحسن ودور الامام الحسن(ع) في عهد الامام الحسين زالت كل الشكوك عن المسلمين في صحة المواجة مع بني امية واتضحت شرعية النضال العادل الذي قادة اهل البيت بوجه بني اميه يعني المسلمين في الواقع بدأوا يعيشون تجربة الامام علي(ع) كمثل اعلى في حكم الاسلام العادل بعدما شاهدوا ايام بني اميه وايام معاويه تخبط وانتصار الارستقراطية الجاهلية التي ناصبت الرسول واصحابه العداء والتي جاهدها رسول الله حتى قضى عليها واذا هؤلاء يقيمون على انقاضها مجدهم وكيانهم واصبحت كراهية المسلمين لبني امية ولكبرياءهم لغطرستهم اثارتهم للاحقاد القديمة واصبحت هذه الكراهية واضحة في تلك الايام ولم يعد يخفى على اي مسلم واعي نزوع بني امية للروح الجاهلية بدأ كل مسلم يشعر ان هؤلاء لن يعتنقوا الاسلام الاسعياً وراء منافعهم كما يقول الدكتور حسن ابراهيم في كتابه تاريخ الاسلام الجزء الاول يقول ان اثارة بني اميه للاحقاد ونزعتهم الجاهلية كشفت انهم لم يعتنقوا الاسلام الا من اجل مصالحهم الشخصية يعني هؤلاء اول من ابتدع وبشكل سافر في التاريخ الاسلامي نظم وتقاليد بعيدة عن الاسلام وتمت بالاسلام بصلة يعني حاولوا ان يتشبهوا بالبزنطينين او بالاباطرة وبالروم وغيرهم وتحولت الخلافة ولم يكن في عهد الاسلام الخلافة اثرية، تحولت الخلافة الى ملك كسروي وعصب قيصري هذه الحقائق اصبحت جلية في عهد الامام الحسين (ع) وهي صارت السبب في ازالة الشك في شرعية المواجهة مواجهة اهل البيت مع بني امية لان المسلمين اكتووا بفساد بني امية وبظلم بني امية وبغطرسة بني امية وبالتشريعات الجائرة التي سنها هؤلاء واستهتارهم بقيم الاسلام وتسخير الدين من اجل مأريهم في خدمة مصالحهم انظر لما يستهزأ يزيد بقيم الاسلام ولايتواني عن ان يتجاهل بذلك:

لعبت هاشم بالملك

فلا خبر جاء ولا وحي نزل

ثم يستهتر اكثر في انتهاك واضح وصارخ يقول لست من خندف هذه اثارة الاحقاد واثارة المعامع الجاهلية:

لست من خندف ان لم انتقم

من بني احمد ماكان فعل

هذا الوضع حرك الضمير واخذ يحرك الوعي الثقافي عندالمسلم في فهم ما يدور في الساحة الاسلامية والخطر الذي يهدد جهود رسول الله(ص) وجهود الامام علي(ع) والامام الحسن(ع) اذن تلخص الموقف عند الامام الحسين (ع) بهذه الحقيقة وهو ان الامة اصبحت تملك وعياً عقائدياً وتتضائل الشكوك في اذهانهم وبدأ الحسين(ع) يتحرك من خلال قناعات ومن خلال تصور دقيق بان مفاهيم الرسالة اخذت بالاندثار تحت غشاء القوانين المضللة التي يروج لها بنو امية، بني امية في الواقع هم ايضاً بالمقابل حاولوا جهدهم ان لايسموا الحسين بسوء ويعتبروا مصالحه مصانة ووجهاته قائمة ومنزلته كبيرة ان لم يتحرك ويسد عليهم ابواب السعادة ولكن كما يقول الشاعر:

كيف يلوي على الدينة جيداً

لسوى الله مالواه الخضوع

صدمة الانحراف هذه كادت نقضي على الامة وهذه تجربتها كتجربة حضارية حاكمة ولو لا سمع الله ان الحسين (ع) كان يقف موقف المتفرج من هذا الوضع لقضي على آخر بريق من الوجود الاسلامي لذلك تحرك ابو عبد الله واخذ يستجيس ضمير العالم الاسلامي بكلماته وخطبه الحماسية وكان يعمل على تحريك ارادة الامة المهزومة بايجاد حالة تتوهج بالدم ومبرهناً على صدق حركته ورؤيته للحاضر والمستقبل بتضحيته الفريدة، الحسين(ع) اخذ زمام المبادرة بعد ان ادرك بابي وامي بان لابد من التحرك بهذه الصورة ولابد من ان بتحرك بشكل تتفجر مفاهيم الرسالة بهذه الطريقة التي كان يتوخاها ابو عبد الله الحسين فأصر مع قلة الناصر يعني هو ومعه سبعون رجلاً من اصحابه واهل بيته وادرك الموقف كله، كان يعلم الحسين(ع) ان جيوش ابن زياد ويزيد بن معاوية ستعترضه فقط وانما سترتكب اي عمل وحشي تتمكن من ان ترتكبه لذلك صمد وكان الحسين (ع) هو الشخص الوحيد الذي يملك ان يتقدم بهذه الاضاحي ليهز ارادة الامة الاسلامية فقاد تلك الثورة الدامية باعتبارها الاسلوب الانجع في ايقاد ارادة الامة وايقاظ الضمائر التائمة وادرك الحسين (ع) ان قتاله العادل واستشهاده الفجيع هو الذي سوف يدفع الانسان المسلم ليعيد النظر في تفكير جدي في واقعه الذي يعيشه وان يكشف لمجتمعه عن بؤس الواقع وافلاسه واخطار المستقبل واهواله وان يبرهن على صدق رؤيته للحاضر والمستقبل وقاد الحسين (ع) تلك الحركة مع قلة الناصر كما قلت ومع قلة ذلك العدد البسيط ضعيفي التدريب سيء التسليح لكنه قادهم بضمائر وببصائر وبمشاعر تضعف امامها حتي تلك الجبال الشواهق واراد الحسين (ع)باصراره على خطة الثورة وموقفه الناشط ان يقوم بذلك العمل وان يهز اركان بتلك المواجهة الهمم واراد ان يبحث عن اهداف ونتائج ثورته في غير النصر الآني الحاسم والنصوص المتوفرة تدل بصراحة على ان الحسين (ع) كان عالماً بالمصير الذي ينتظره، البعض بتصور ان الحسين لن ينتصر وانما قاد هذه الحركة متفاعلاً بواجبه الديني لا هذا السؤال سئل به الامام زين العابدين لما رجعوا من واقعة الطف، سأله السائل ابن فلان وابن فلان اين عمك، اين ابوك والامام زين العابدين(ع) يجيبه بانه قتل قال من اذن المنتصر؟ ابوك ام يزيد؟ 
الرجل يقولها بحكم منطلقاته البائسة ، ماذا كان جواب الامام زين العابدين(ع) قال اذا ارادت ان تعلم من المنتصر انتظر حتى تزول الشمس فاذا سمعت اذاناً ورأيت الصلاة ورأيت جموع المصلين تعرف من المنتصر اذن القضية ليست قضية آنية، القضية تتعامل مع الظرف الآني، الحسين (ع) كان عالماً بالمصير وبالنهاية التي تنتظره لكنه كان يجيب من ينصحه بالمهادنة والسكوت وبعضهم كانوا يخوفونه بالموت والقتل يقول لقد غسلت يدي من الحياة وعزمت على تنفيذ امر الله ولذلك محمد بن علي يقول له ناصحاً محمد بن حنفية يا اخي انت احب الناس الي واعزهم عندي ولست ادخر النصيحة لاحد من الخلق الالك وانت احق بها، تنحى ببيعتك ليزيد يعني كأنه يشير الى الحسين ان ينحى منحيً بعيد هكذا عبد الله بن عمر طلب من الحسين هكذا، الحسين كان يجيب بجواب من قبيل اجراء الكلام على الظاهر، شاء الله ان يراني قتيلاً وان يرى النساء سبايا لكن الحسين كان يدرك تماماً بالنصر النهائي الذي كان ستكلل به الامة الاسلامية ويكون دمه الطاهر وقاداً ووقودً كل ثورة تعمل لاقامة الحق وتنحية الباطل:

يا فاتحاً ملأ الدنيا بنهضته

وقانعاً من صداها الدهر في صمم

وكل ارض بها فخر تمجده

في مهرجان ليوم النصر مبتسم

صلى الله عليك يا ابا عبد الله نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من السائرين على نهج الحسين وابيه وجده رسول الله وان يحرمنا شقاعة جده يوم القيامه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قدمنالكم مع الصادقين. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة