واستنكر العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هذه الزيارة باعتبار الإمارات متورطة بجرائم حرب وانتهاكات جسيمة في العالم العربي وفي الداخل، جرائم الإبادة في اليمن ضمن التحالف الذي تقوده السعودية، ومعتقلات وتعذيب وممارسات وحشية بحق سجناء في المحافظات الجنوبية اليمنية، فضلاً عن سجلها المظلم في الداخل فهي على رأس الدول الاكثر انتهاكاً لحقوق الإنسان كما شارك في الحصار على قطر.
وعلى الرغم من هذا السجل السيء للإمارات وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول، ناهيك عن فضائح التجسس الإلكتروني والقرصنة، فإن البابا لم يطرح بعد أي مسألة في هذا الإطار، وهو ما دفع منظمات حقوقية، في مقدمتها العفو الدولية و"هيومن رايتش ووتش"، إلى مطالبة البابا بطرح مسألة حقوق الإنسان خلال زيارته.
وفي رسالة إلى البابا، أشارت هيومن رايتس ووتش إلى سجن أساتذة جامعيين للقيام باحتجاجات سلمية وأدانت دور الإمارات في العدوان على اليمن وطالبت بابا الفاتيكان بالاستفادة من زيارته إلى الإمارات للضغط على حكومتها من أجل وقف الانتهاكات الحقوقية الجسيمة التي ترتكبها قواتها في اليمن، وإنهاء قمع المنتقدين في الداخل.
وقد توجه البابا الى الإمارات مساء الأحد، في تناقض واضح فبعد ساعة من صلاته لأطفال اليمن الجياع والعطاش والمحرومين من الدواء والمهددة حياتهم، ودعوته المجتمع الدولي للعمل من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن توزيع الغذاء ويخدم مصالح اليمنيين وصل الى الامارات في اول زيارة له إلى الدول الخليجية وورط نفسه في التعاون مع ابوظبي التي تشارك في العدوان على اليمن.
فقال إميل نخلة المسؤول السابق في الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) " ليس جيدا بالنسبة للبابا أن يقوم بزيارة الإمارات بينما حكومتها منخرطة في ارتكاب كل الأعمال الوحشية في اليمن".
كما قال الأب بول لانسو، من منظمة السلام الكاثوليكية، إنه يأمل أن يتمكن البابا من إقناع قيادة الإمارات بإيجاد سياسة أخرى بشأن اليمن.
وكانت السلطات الإماراتية قدمت له التحية بإطلاق واحد وعشرين طلقة على شرفه مصحوبة بتحليق طائرات تابعة للقوات الجوية الإماراتية، التي تقصف اليمن وتقتل الابرياء.
ويرى مراقبون ان الامارات تستخدم زيارة البابا لتبييض سجلها في مجال حقوق الإنسان وتضليل الراي العالم وكان بامكان فرانسيس الامتناع عن المشاركة في ما يسمى بملتقى "الاخوة الانسانية" في ابوظبي وتفادي القيام بهذه الزيارة التي تخدم في الواقع اهداف الرياض وابوظبي في التعتيم على الجرائم التي يرتكبه تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن والذي حول حياة اليمنيين الى كارثة انسانية وذلك للتعبير عن ادانته وشجبه لهذه الجرائم.
وقتل التحالف الذي تقوده السعودية الآلاف من اليمنيين في الغارات الجوية، كما إن أكثر من 10 ملايين شخص في اليمن معرضون لخطر المجاعة بحسب ما قال مسؤولون من الأمم المتحدة.
كما استهجن الكثيرون وثيقة "الأخوة الإنسانية"، التي وقعها البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب في الامارات خاصة في وقت تقود الإمارات حصاراً على قطر منذ يونيو 2017، وتجاهلت قبل أيام تكريم المنتخب القطري بطل آسيا الذي ظفر بالبطولة على أراضيها.
ويبدو ان الامارات تستخدم الفاتيكان والأزهر ومنابر أخرى في محاولة لتبييض صفحتها السوداء تحت شعار الأخوة الإنسانية، وفي هذا المسار ثمة تشابه بين ما يجري حالياً في الإمارات وبين ما فعله الكيان الإسرائيلي في العام 2014، بعد ارتكاب مجازر حرب ضد غزة، وهو يدعو بابا الفاتيكان لزيارته واستقباله بحفاوة.