وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران في الـ8 من أيار/ مايو 2018، وأعاد فرض العقوبات عليها.
وجاء كلام غانتس خلال كلمة في "مؤتمر القادة" الذي تنظمه صحيفة "معاريف" بالتعاون مع موقع "والاه"، وكرس كلمته للحديث عن التطورات في السنوات الأخيرة في "الصراع ضد النووي الإيراني".
ونقلت "معاريف" عن غانتس قوله إنّ "الضغط الذي قام به نتنياهو من أجل الانسحاب من الاتفاق النووي ألحق أضراراً في الصراع مقابل النووي الإيراني"، مضيفاً أنّ نتنياهو "فعل ذلك من دون تحضير منظم مع المؤسسة الأمنية والعسكرية، فاستبدلت الأفعال بالصفحات وعروض العلاقات العامة".
واعتبر غانتس أنّ "التهديد الإيراني هو أكبر تهديد استراتيجي في الجانب الأمني على إسرائيل"، موضحاً أنّ "التهديد الاستراتيجي الأكبر الذي يواجهنا في الجانب الأمني هو التنافس مع إيران، إنه تحدي متعدد الساحات وفي عدة مجالات، في الاقتصاد، في التكنولوجيا، في القوة العسكرية، وفي التأثير في المنطقة، وهذا ما سيكون أمام الحكومة المقبلة".
ولفت إلى أنّ "إسرائيل تواجه بديلين صعبين فيما يتعلق بالصراع مع إيران: الأول، المراوحة الطويلة فيها منذ 4 سنوات، ضمن إطارها إيران واصلت التقدم في المشروع النووي وتقترب لتكون دولة حافة نووية"، مضيفاً أنّ "هذا يستوجب عملاً دولياً واسعاً وعاجلاً".
وتابع غانتس أنّ "الثاني، الاتفاق، كما يتضح الآن، سيكون له صلاحية قصيرة، وبدون مكونات رقابية ضرورية تتوافق مع التقدم الإيراني في البرنامج النووي".
وأشار إلى أنّ "في البديلين وبشكلٍ خاص على ضوء تأثيرات الحرب الأوكرانية، يجب أن نأخذ في الحسبان التقارب الروسي مع إيران، الأمر الذي قد يمنحها مظلة دبلوماسية في مجلس الأمن، وبالطبع تعزيز اقتصادي في مناطق أخرى مثل سوريا ولبنان".
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، ايهود أولمرت، أكد سابقاً أنه ليس لدى "إسرائيل" خيار عسكري ضد إيران، واصفاً حديث نتنياهو بشأن قدرات إسرائيلية شاملة بـ"الثرثرة".
وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في وقتٍ سابق، أنّ السياسيين الإسرائيليين والقادة العسكريين خدعوا جمهورهم بالقول إنّ لدى "إسرائيل" بالفعل خياراً عسكرياً ضد المشروع النووي الإيراني، وشككت الصحيفة بقدرة "إسرائيل" على استخدام الخيار العسكري لضرب البرنامج النووي الإيراني، بقولها إنّ "المسؤولين الإسرائيليين ربما يعتمدون على قدرات لا يمتلكونها بالفعل".
ويتمدّد الشرخ في المواقف داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بشأن تأييد الاتفاق النووي الإيراني أو عدمه، وخلافاً للموقف المُعلن، تراكمت أخيراً إشارات الخلاف والتباين بين المسؤولين رفيعي المستوى في المؤسّستين الأمنية والعسكرية؛ بين من يؤيّد العودة إلى الاتفاق النووي الحالي مع إيران، ومن يعارضه.