وسورة الصافات المباركة هي السورة الـ 37 من القرآن الكريم ولها 182 آية كريمة وتصنف في الجزء الـ 23 من القرآن الكريم وهي سورة مكية وترتيبها الـ56 بحسب نزول المصحف الشريف على رسول الله (ص).
ومعنى الصافات في قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا}، فهو الملائكةُ بأجسامها الكبيرة والهائلة وأعدادها الكثيرة التي لا يستطيعُ العقل إدراكها، فهي تقفُ مصطفة منتظمة خاشعةً لله تعالى، تفعل ما أمرها ربها، وتطيعه فيما أمرها، وأقسم الله تعالى بملائكته في حال عبادتها وتدبيرها الذي تفعله بإذن الله تعالى، فالملائكةُ مصطفون بعضهم إلى بعض لخدمةِ خالقهم.
وتتضمن السورة تبييناً للتوحيد ورفضاً لعقيدة المشركين وتبرهن مبدأ التوحيد ثم تحذر الكافرين وتبشر المؤمنين وفي النهاية تبين عاقبة كل منهما.
وتروي السورة المباركة قصص الأنبياء نوح وإبراهيم وإسحاق وموسى وهارون وإلياس ولوط ويونس (عليهم السلام). كما وردت قصة إبراهيم (ع) وذبحه لابنه إسماعيل (ع) في سورة الصافات وبين الله عز وجل الصورة بتفاصيلها، حيث أن النبي إبراهيم (ع) لما هاجر من بلاد قومه سأل ربه أن يهِب لهُ ولداً صالحاً، فبشره الله تعالى بغلام حليم واسمه إسماعيل، فلما شبّ وسعى في مصالحه كأبيه، رأى النبي إبراهيم (ع) رؤيا في منامه بأنه يؤمر بذبح ابنه وهذا اختبار من الله -عز وجل- لنبيه بأن يذبح ابنه العزيز عليه، إبراهيم -عليه السلام- فأجاب ربه وامتثل لأمر الله وسارع إلى طاعته، وعرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه من أن يأخذه قسرًا.
ومن المواضيع الأخرى التي جاءت في هذه السورة المباركة هي الآية الـ130 "سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ" حيث قد اختلف المفسرون في " إِلْ يَاسِينَ" وقال البعض إن "إِلْ يَاسِينَ" تعني "أهل البيت (ع)" وأن ياسين هو لقب رسول الله (ص) وآل ياسين تعني آل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال البعض إن " إِلْ يَاسِينَ" تشير إلى نبي الله إلياس (ع).