الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
حديثنا عن الامام علي بن الحسين(ع) رابع الائمة الهداة من اهل البيت(ع) ابو الاسود الدوئلي الشاعر المعروف يقول:
وان وليداً بين كسرى وهاشم
لا كرم من نيطت عليه التمائم
طبعاً يصف الامام زين العابدين وليد يعني الامام علي بن الحسين السجاد(ع) بين كسرى وهاشم يشير الى ام الامام وهي شاه زنان اسم فارسي يعني ملكة النساء ترجمته بالعربي وهي ام الامام زين العابدين(ع) اثيرت هذه الشبهات بان تشيع الفرس نتج من زواج بعض الائمة من الفرس، لا هذه كلمة فندها التاريخ او شبهه تبخرت بسبب شواهد في التاريخ تدل على ان التشيع لم ينتقل الى الفرس بهذه الطريقة ولو كان سبب هذه المصاهرة او المصاهرة هي السبب في انتقال او تسرب الفكر الشيعي لكان الفرس امويون بطريقة اولى لان من خلفاء بني امية من صاهر الفرس اضعاف الائمة الذين صاهروا الفرس، اذن هذه القضية مفندة طبعاً،، ابو الاسود الدوئلي يأخذ هذا المعنى من حديث لرسول الله(ص) ان لله من عباده خيرتين فخيرته من العرب القريش ومن العجم فارس طبعاً الخيرة التي يشير اليها رسول الله(ص) ليست الخيرة بالكائن او بالتركيبة او بالشريان او بالدم او بالعظم لا الناس كلهم اساساً بالتكوين سواء الناس من جهة التمثال اكفاء ابوهم ادم والام حواء، الامام امير المؤمنين(ع) لما اعترضت احدى النساء في يداية خلافته(ع) وتقول بأن امين المال اعطاني كذا واعطى مثله لفلانه تلك عربية وتلك غير عربية الامام اخذ التراب بين يديه قال: هل ترين لهذا التراب فضلاً على هذا؟ قالت: لا قال: انت وتلك من هذا التراب وكلكم لادم وادم من تراب، الخيرة ما معناها او ما الذي يريده رسول الله(ص) من ذلك الخيرة في الواقع بالمكتسبات بالعرض لا بالذات والا الناس بالذات كلهم سواء كما قلت لكن العرض المكتسبات هناك من المكتسبات اكتسبتها قريش ما فضلوا به على سائر العرب قريش خيار بني ادم وخير قريش بني هاشم، تأمل فان الله سبحانه وتعالى لما يقول النبي من عباده خيرتين الخيرة بالطباع بالتقاليد بالعادات بالمكتسبات كذلك بين غير الناطقين بالعربية كلمة العجم تطلق على كل من لا ينطق بالعربية من بيتهم الفرس تميزت خيرتها عليهم بالطباع وبالمكتسبات وبالعادات والتقاليد والقواعد الامام زين العابدين كان همزة الوصل بين هاتين الخيرتين:
وان وليداً بين كسرى وهاشم
لاكرم من نيطت عليه التمائم
فعلا كيف لاكرم من نيطت عليه التمائم، كان الامام زين العابدين باقة من الخصال التي حملها جده رسول الله وجده علي بن ابي طالب(ع) لذلك لا استطيع الا الاشارة الى حالة واحدة او صفحة واحدة ناصحة في ملف حياة الامام زين العابدين مثلاً نحن نعرف ان من ابرز صفات رسول الله هو الحلم يعني الكل يعرف ان النبي يوم دخوله الى مكة امر المنادي ان ينادي اليوم يوم المرحمة وهذا كان على عكس تقديرات طغاة قريش وجبابرتها الذين بالامس اضطهدوا رسول الله اصلاً النبي(ص) سمى فتح مكة بفتح ولم يسميه احتلال ولا سماه تحرير بل سماه فتح في حين النبي كان يمكن ان يسميه بتسميه اخرى لهذا الحدث فعاملهم النبي بألمع مظاهر الحلم يعني لا نجد مصداقاً للحلم كهذا المصداق الذي طبقه رسول الله هذا النوع من الخلق حمله الامام زين العابدين او نقول بتعبير اجلى واوضح جسده الامام زين العابدين كيف؟
نروي هذه المفردة مثلاً تعلمون ايها الاخوة ان مكه ما الذي حصل لها والمدينة بعد واقعة الطف قضية التوابين لا اريد الدخول فيها واقاموا فيها وجوداً ونظاماً ولو كان لفترة قليلة واطاح بهم الجيش الاموي لكن لما احتلوا المدينة واقاموا نظامها ولا حقوا قتلة ال الرسول، القلوب انذاك ثائرة وموثورة باعمال بني امية في واقعة الطف، في طليعة الجناة في قضية الطف مروان بن الحكم لا ننسى مروان هو الذي يحفر بوالي المدينة اقتل الحسين ولا تدعه يخرج حياً، مروان بن حكم هو الذي سماه رسول الله بالوزغ بن الوزغ مروان بن حكم هو الذي خرج يوم تشييع الامام الحسن وهو يسوق السهام الى جثمان الامام الحسن، مروان بن حكم هو الذي لاعب السوط على شفتي ابي عبدالله اخذ رأس الحسين في مجلس يزيد وهو يقول يا حبذا بردك في اليدين ولونك الاحمر في الخدين، مروان بن حكم هو الذي في مجلس يزيد بن معاوية شتم الحوراء زينب ونال من ابيها امير المؤمنين، ومروان ومروان وهذه المواقف وهذه الاذايى التي اذى بها ال الرسول صغارهم وكبارهم ورجالهم ونساءهم هذا وقع في قبضة التوابين لما احتلوا المدينة اين يذهب الوالي اين يلجاء فكان يطوف في ربوع المدينة خائفاً على دمه هو واولاده وعائلته ولا يعرفون اين يلجئون بهذه الاثناء وجد باب دار في حي بني هاشم طرق الباب انفتحت الباب واذا من الامام زين العابدين(ع) كاد مروان ان يسقط على الارض ميتاً لانه هو هارب من سطوة التوابين واذا يطرق الباب تفتح له باب دار الامام زين العابدين هذا وقع مدهوشاً، ماذا يصنع؟ وماذا يفعل من الموت هرب وفي الموت وقع؟
انظر موقف الامام زين العابدين(ع) الامام ادرك الامر وقال: لا عليك ادخل ادخل فقد اجرناك، واذا مروان بن الحكم وعائلته واولاده يصبحون في حماية الامام زين العابدين والامام تجاهل كل السوابق السلبية والايذاء والقسوة والمعاناة التي عاناها اهل البيت من هذا عدة اشهر، هذا بحماية الامام ويعيش على نفقة الامام ولم يمسه ولن ينال اي شئ من سطوة التوابين الى ان بعد ذلك الامام زين العابدين ارسل مرواناً مع اولاده وعائلته بحماية اثنين من اولاده وامرهم ان يتولوا حراستهم حتى يأمن، يعني هو يخبرهم انه امن وفعلاً نجا مروان هو وعائلته وافراد اسرته جميعاً وتعجب الناس وتعجب التاريخ من هذا الموقف من الامام زين العابدين، ولكن الائمة هم ورثة النبي الحقيقيون ورثوا منه هذه الطباع وهذه الخصال.
ملكنا وكان العفو منا سجية
ولما ملكتم سال بالدم ابطح
والي بالمدينة كان يسب الامام زين العابدين يسب امير المؤمنين والي من قبل يزيد لكن بعد ذلك مسك عليه يزيد خيانه وامر بصلبه وضربه امام الناس مر الامام زين العابدين وشاهد الناس متجمهرة، سأل وقال هذا خصمك اليوم يجلد امام الناس يقولون المؤرخون غيّر الامام طريقه قيل له لم؟ قال: خشيت ان تبصرني عينه فيتصور باني جئت لا تشمت به وذلك ليس من عادتنا، فعلاً الامام غيّر طريقه وبلغ ذلك الوالي موقف الامام زين العابدين.
يغضي حياءاً ويغضى من مهابته
فما يكلم الاّ حين يبسم
هذا علي رسول الله والده امست
بنور هداه تهدي الامم
من معشر حبهم دين وبغضهم
كفر وقربهم منجى معتصم
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من شيعتهم الصادقين ومن موالهم والمحبين لهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******