السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات الكرام ورحمة الله وبركاته.
حديثنا عن الامام علي الهادي(ع) طبعاً هو سمي جده الامام علي امير المؤمنين(ع) يعني رابع علي في الائمة، الامام الرابع الذي يتمسى بهذا الاسم وطبعاً سماها ابوه الامام الجواد بهذا الاسم تيمناً وتبركاً باسم جده امير المؤمنين، واسم الامام علي بن ابي طالب من الاسماء التي كانت مقدسة عند اهل البيت ومحبي اهل البيت بقدر ما هي منبوذة عند خصوم رسول الله واعداء رسول الله كان يبغضون هذا الاسم فسماه الامام الجواد علياً. طبعاً هو شبيه جده امير المؤمنين علي بن ابي طالب في نكران الذات والتجرد من كل مظاهر الحياة الفانية ووهب حياته لله سبحانه وتعالى واخلص للحق كأعظم ما يكون الاخلاق وهو من ابرز السادة العلويين في عصره الذين مثلوا جبهة التضال والموقف القوي المعارض للحكم العباسي القائم بالحديد والنار والقمع، طبعاً جلبه المتوكل من المدينة المتوكل فاجر ال العباس جلبه الى سامراء ورض عليه الحجز في اقامة جبرية قاسية ومنع اي احد من الاتصال به ثم اعتقله ثم اطلقه في مسرحية مقصودة وفي لعبة ايذائية، كان يعتقل الامام ويسجنه مرة اخرى ثم يؤذيه الخ. 
احدى الحالات الملفتة للنظر والتي يكتبها المؤخرون عن الامام الهادي(ع) ان المتوكل ارسل فريقاً الى المدينة لجلب الامام الهادي وكانت الايام حارة وايام صيف هذا الفريق بقيادة هرثمة اتى من سامراء الى المدينة وطبعاً كان قد امر ان يأتي بالامام الهادي ومجموعة من اصحابه، الفريق الذي كان مع هرثمة وجاء الى المدينة من سامراء كان فيهم رجل على صلة بالامام الهادي وارسل مع الفريق عمداً او كي ليدل على دار الامام او من باب اخضاعه الى هذا الامر المر، المهم هذا الرجل يقول عندما كنا في طريقنا الى المدينةبصير نقاش ويحتدم النقاش معي ومع هرثمة وكلهم معادين لاهل البيت، فمرينا على ارض قاحلة جرداء مهجورة حارة وكان الكلام يدور حول الامام علي بن ابي طالب فاذا بواحد من هؤلاء المناصبين لاهل البيت قال لي انظر كيف يقول صاحبكم علي بن ابي طالب: "ما من يقعة الا وستكون قبر او هي قبر" فهو من باب انه ينتقد الكلمة ويستدل هذه البقعة، انظر الى هذه البقعة الجرداء كيف تكون قبر ومن يسكن هنا لان لم يكن فيها من الموارد التي تدعو الى ان يسكنها انسان وانتهت بعد ذلك ويقول وصلنا الى المدينة وفعلاً تهيأ الامام الهادي(ع) وثلة من اصحابة لننقلهم الى سامراء، الوقت حر ويقول هذا الرجل رأينا الامام الهادي التفت الى النفر الذي تقرر ان يصحبوه اوصاهم الامام بان يقتنوا البرانص والبرد هذه ملابس تستعمل لايام البرد القاسي للجو البارد، فتعجبنا من هذه الكلمة وما هو الباعث لهذا هؤلاء كل واحد ضم الى اغراضه برده او برنص، يقول هذا الرجل جئنا بصحبة الامام ووصلنا الى تلك البقعة القاحلة بتنا ليلاً وبات اصحاب الامام الهادي في جانب اخر ونحن مع هرثمة واذا تلك الليلة تعرضنا الى عاصفة بردية شديدة بخلاف المتوقع بحسب الطقس والفصول، واذا اكثر من هذا وتحولت العاصفة الى مطر شديد ثم صار التصعيد وتحول الى برد (الحالوب) قطع الثلج الكبيرة، اصحاب هرثمة لم يكونوا يحسبوا لهذا بالنسبة الى لباسهم واثاثهم فقتل منهم عدد نتيجة هذه الحادثة، اصحاب الامام احتموا بتلك البرد والبرانص فاصبحنا الصباح بعد تلك الكارثة ماذا نفعل؟ دفنا اولئك الذين ماتوا لما دفناهم وبدأنا نتهيأ للتحرك التفت الامام الهادي، انظر الى هذه الالتفاتة الجميلة اليه وقال: قل لصاحبك ارأيت كيف يملأ الله الارض قبوراً؟ والكلام الذي صار في هذه المنطقة واخذ اشكال من امير المؤمنين(ع) بان هنا كيف يأتي احد وكيف يدفن احد كما قال علي بن ابي طالب ان كل ارض هي قبر او ستكون قبر؟ الامام يقول قل لصاحبك انظر كيف يملأ الله الارض قبوراً؟ 
وما اكثر ما شاهد المؤرخون ودون الكتاب من الكرامات والمعاجز من الامام الهادي علي بن محمد الهادي(ع) حتى ان بعضاً من كراماته ولا يتسع الوقت ان اذكر بعضها ان كرامات ومعاجز شاهدها منه الكبير من خصومه وهو المتوكل العباسي وللامام الهادي الكثير من الكلمات الحكمية والمليئة والغنية بالحكمة والموعظة. يقول(ع) من جملة كلماته "الجوع يزيد في طيب الطعام والسهر الذ للمنام" كانه في مقام التهذيب النفسي واحدى من موارد التهذيب النفسي السهر بالليل والانشغال بالعبادة او مثلاً التعود على الجوع والتعود على الرياضة مقاومة الجوع مقاومة النزواة يقول(ع) "السهر الذ للمنام والجوع يزيد في طيب الطعام". 
رغم ان الامام سجن وعزل واحتجز الا ان الامام كان من هناك يبعث برسائله عبر سرية شديدة وتكتم يبعث برسائله وعلومه وباجوبة الاستفتاءات الى معظم وكلائه المنتشرين في العالم الاسلامي وطبعاً الامام وان حبس واحتجز لكن امامة الامام لا تحبس وهي ذات فاعلية كبيرة في ارسال او سد الفراغ والفراغات التي تمر بالمجتمع الاسلامي، وهكذا بقي الامام يعاني المرارة من سوء المعاملة من خصومه الا ان اغتاله المعتمد العباسي بالسم ولم يبق الا اياماً تأثر بدنه بذلك السم وسمت روحه الى الرفيق الاعلى ونادته السماء فلبى النداء، نداء السماء في الثالث من شهر رجب عام هجرية ودفن في سر من رأى ليبقى قبره ومشهده مناراً من منائر اهل البيت ويبقى مشهده مركزاً لنشر مبادئ الاسلام ولتزويد ظواره وغير زواره بالكثير من العطاء والبركات. 
نسأل الله سبحانه وتعالى في الدنيا زيارته وفي الاخرة شفاعته انه ولي التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******