وقال اللواء باقري في مراسم افتتاح الدورة الأولى للدفاع الوطني في جامعة الدفاع الوطني، يوم الاربعاء، انه مر ما يقرب من أربعة وأربعين عاما على انتصار الثورة الإسلامية، والشعب الايراني العزيز "بفضل دماء الشهداء وقيادته الحكيمة، تمكن من تجاوز العديد من الحوادث والمشاكل والحظر، ومازال يصارع الصعاب ويواصل مسيره بنجاح.
وصرح رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة أن وضع البلاد اليوم غير قابل للقياس بما كان عليه قبل انتصار الثورة الإسلامية، وقال: إيران الإسلامية حققت اليوم إنجازات مشهودة في مختلف أبعاد العلم والصناعة والتكنولوجيا ومجالات البنى التحتية والتنمية البشرية وتنمية المعرفة والإرتقاء بالمرأة لمكانة بارزة في المجتمع، وكذلك في قطاعات الدفاع والأمن وتبوأت مكانة ملحوظة تجعلها متميزة عما كانت عليه في الماضي.
وفي إشارة إلى هيكل وتنظيم الجيش والقوات المسلحة قبل انتصار الثورة الإسلامية، قال اللواء باقري: لقد تسلمنا جيشًا كان يستورد أكثر من 95٪ من معداته من الخارج وتم تدريبه أيضًا في الخارج، فضلا عن ان تعزيز المهارات كان من مسؤولية المستشارين الأجانب، وما كان يحق لقوات الجيش حتى دخول العديد من المجالات المتخصصة في ذلك الوقت، ولكن اليوم والحمد لله لدينا قوة مسلحة تنتج أكثر من 85٪ من معداتها بأيدي شباب متخصصين وخبراء محليين، والأهم من ذلك، ان برمجياته يجري تدوينها واعدادها في الداخل.
قال رئيس أركان القوات المسلحة: ان القوات المسلحة للجمهورية الاسلامية اليوم وببركة الثورة الإسلامية، ومن خلال الوقوف بدقة على التهديدات والفرص والاستراتيجيات الوطنية، تقوم بتنفيذ الاستراتيجيات والسياسات والمبادئ التوجيهية العسكرية التي يجري إعدادها وتدوينها محليا.
وأشار اللواء باقري، إلى مكانة القوات المسلحة في إستتباب الأمن في جميع أنحاء البلاد، وقال أن بلادنا اليوم تحتل المرتبة الأولى من حيث مواجهة التهديدات في العالم، وهي في الواقع تواجه جميع أنواع المؤامرات الأمنية والدفاعية من قبل الاستكبار العالمي لكن مع كل هذا، وفي ذروة العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية، استطاعت أن تخلق رادعاً مستقراً لأمتها، بحيث يتم تنفيذ جميع أنشطة البلاد بسلام وثقة بالمستقبل.
وأكد اللواء باقري: اليوم لا توجد شركة أو قطاع خاص يقول إنه لا يمكنه القيام بعمل مدني واقتصادي حتى في المناطق الحدودية، بسبب الخوف من التهديدات العسكرية، وهذه الثقة والأمن المستقر الذي يتأسس في جميع أنحاء البلاد يرجع إلى الوجود الشجاع للقوات المسلحة ومنظومتنا الأمنية المتطورة، على الرغم من كل المؤامرات والتجسس والقضايا التي خلقها الأعداء اللدودين، إلا أن قواتنا خلقت أمناً نموذجياً في البلاد، يجب أن نكون ممتنين لها.
وصرح رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة أن عالم اليوم قد تجاوز عالم القطب الواحد، وأوضح ان الولايات المتحدة الأمريكية التي استطاعت تقسيم الكتلة الشرقية إلى عدة دول خلال فترة أربعين عاماً من الحرب الباردة باتت تعترف الآن أن عالم اليوم والمستقبل ليس عالما أحادي القطب تقوده أمريكا، ونحن نعيش الآن في عالم متعدد الأقطاب حيث أمريكا هي إحدى قواها والعالم الإسلامي والجمهورية الإسلامية الإيرانية يؤديان دورهما كقوة إقليمية تمثل أحد الأقطاب في الكثير من العمليات في العالم المعاصر.