وأشار إلي ذلك، خطيب جامع "الإمامين الحسنين" في بلدة "حارة حريك" بالعاصمة اللبنانية بيروت "السيد علي فضل الله" في حديث صحفي علي هامش المؤتمر الدولي الـ36 للوحدة الإسلامية.
وفي معرض رده علي سؤال حول الهدف المطلوب من التقريب وهل يعني التقريب توحيد المذاهب وجعلها مذهباً واحداً؟ قال "طبعاً ليس المقصود من التقريب هو أن يصبح السني شيعياً أو أن يصبح الشيعي سنياً"، مبيناً: "هذا ليس من الأهداف وليس من الأمور التي يهدف لها من يعملون للتقريب بين المذاهب الإسلامية".
وأضاف خطيب جامع "الامامين الحسنين" في بيروت "من يعملون للتقريب هم يعملون علي أن يبينوا نقاط الإشتراك لأننا تعودنا عند الإختلاف أن نري نقاط الإختلاف ولكن لا نري نقاط الإلتقاء".
وأكد رجل الدين اللبناني الشهير أن "نقاط الإلتقاء بين المسلمين سنة وشيعة هي كثيرة جداً وتشهد علي ذلك كل الكتب التي صدرت عن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية فظهرت كم نقطة إلتقاء ما بين السنة والشيعة وبينت أن نقاط الإلتقاء هي أكثر بكثير من نقاط الإختلاف سواء علي المستوي التشريعي أو الجوانب العقيدية وفي الكثير مما يلتقي عليه المسلمون وكذلك علي مستوي المفاهيم وحتي في القضايا التأريخية".
وقال السيد علي فضل الله "إن دور المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية هو أن يعطي تلك الصورة التي تقرب المسلمين بعضهم البعض".
وأردف موضحاً "دائماً أنا عندما أتطلع إلي السني وأتطلع إلي الشيعي أتطلع إليهم من موقع الإختلاف، السني عندما يتطلع إليّ يتطلع من موقع الاختلاف وبالتالي أنا أتعقد منه وهو يتعقد مني بينما إذا تطلعت إليه من موقع اللقاء هذا سوف يقرّبني إليه ويقرّبه إلي بعد ذلك يمكن للحوار أن ينفتح".
وإستطرد رجل الدين اللبناني البارز مؤكداً "إذا ما فكرنا بالقواسم المشتركة وبما يزيل هذا التباعد فلن نستطيع أن نصل بالحوار".
وتطرق السيد علي فضل الله إلي موضوع التقريب في الإجتهاد، قائلاً "إن الأمر الآخر في التقريب هو السعي لفتح مجال الإجتهاد لعلنا نقرب المسافات أكثر في الكثير من المجالات لأنه في الكثير من القضايا إبقاء الأمور كما هي قد يجعل الأمور كما هي لكن من خلال تعزيز الإجتهاد قد نصل إلي تقريب أكثر وهذا ما ينبغي أن نسعى إليه سواء كان علي المستوي التأريخي أو علي المستوي العقائدي أو غير ذلك وهذا يساهم به الحوار الذي يحصل بين العلماء".
وأضاف خطيب جامع "الإمامين الحسنين" في بلدة "حارة حريك" بالعاصمة اللبنانية بيروت "أن الحوار قد يقرّب المسافات ونحن نعرف أن الكثير من القضايا في السابق ما كان هناك إمكانية للقاء".
وأردف السيد علي فضل الله قائلاً: "إن هناك الكثير من القضايا التي يمكن أن يتم فيها تجديد الإجتهاد لنصل إلي قواسم مشتركة مثلاً في السابق لم يكن هناك للشيعي أن يصلي وراء السني أو السني وراء الشيعي لكن بناء علي الإجتهاد في هذا المجال أصبح هذا الشئ ممكناً".
وصرح رجل الدين اللبناني الشهير سماحة السيد علي فضل الله أن دور التقريب هو هنا أن يسعي إلي تفعيل الإجتهاد لعلنا نصل إلي قضايا مشتركة أكثر مما هي عليه سابقاً وهذا من الأمور التي يساهم بها مجمع التقريب".
وأكد خطيب جامع "الامامين الحسنين" في بلدة "حارة حريك" بالضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت أن التقريب يعمل علي اللقاء فيجعلنا نقترب من بعضنا أكثر ونتحدث وهذا من الأمور التي يسعي إليه من يدعون للتقريب".
وحول أسباب عدم التقريب بين المسلمين خلال السنوات الماضية قال "أولاً لا نستطيع أن نقول ليس هناك آثار للعمل الوحدوي بل هناك آثار ونجد الأمور أحسن من السابق ونجد هناك حواراً وإجتماعاً للعلماء".
وأضاف: "لكن بالأحري أن نقول إن العمل الوحدوي مستهدف فهناك من كلما يري هدوءا في الساحة علي الصعيد المذهبي يسعي لإيجاد توتر ويطلق ذلك من خلال الفضائيات التي هي تحت أمره أو من خلال التواصل أو غير ذلك".
وأردف موضحاً "هناك معركة علي صعيد الوحدة وإن هذه المعركة دائماً بحاجة إلي تطعيم وإلي تحصين وكذلك إيجاد أسلحة جديدة وكذلك لابد من المواجهة في هذا الإطار لذلك الأمور لن تكون بالسهولة التي نتصورها لأن هناك أجهزة أمنية وثقافية وسياسية تعمل لتعزيز مناخ التفرق لأنه إذا توحد المسلمون فسيجد العدو مشكلة في ذلك".