موضوع البرنامج:
لقب خليفة الله هو من القاب صاحب العصر(عج)
الامام في الشعر العربي (ابياتاً من ابي طالب الجعفري)
ضيف البرنامج الشيخ محمد السند (ودعاء الندبه)
الفائزون برؤية صاحب العصر

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته كالانتفاع بالشمس إن سترها سحاب).

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله تعالى وبركاته. اهلاً بكم احباءنا في الحلقه الثانية والاربعين بعد الثلاثمائة من حلقات هذا البرنامج نستهلها بذكر لقب آخر من القاب مولانا الحجة المهدي ارواحنا فداه وهو لقب خليفة الله وقد لقبه به جده الذي لاينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى النبي الاكرم صلى الله عليه وآله. فقد روى الفريقان عنه صلى الله عليه وآله أنه قال في ذكر حوادث آخر الزمان: فأذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فأنه خليفة الله المهدي. كما في رواية ابن ماجه وفي حديث نبوي مروي في عيون اخبار الرضا: لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منا وذلك حين يأذن الله عزوجل الى أن يقول الله الله عبادالله فأتوه ولو حبواً على الثلج فأنه خليفة الله عزوجل، كما روي من طرق الفريقين عنه صلى الله عليه وآله أنه قال يخرج المهدي على رأسه غمامة فيها منادي ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه، فسلام الله وصلواته وبركاته على خليفته في ارضه وسمائه مولانا المهدي ارواحنا فداه وعليكم مستمعينا الاكارم. ولايخفى عليكم أن خليفة الله هو حقاً الانسان الكامل المعصوم من كل شيء ونقص وبهذه الاشارة ننتقل الى الفقرة الثانية في هذه الحلقة وهي قضية الامام المهدي في الشعر العربي وقد اخترنا لهذه الحلقة ابياتاً للشريف ابي طالب الجعفري تصور جانباً مما اصاب ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله من ظلم وجور على ايدي بني امية ثم بني العباس وصبرهم عليها واجتنابهم الحركات المستعجلة غير المدروسة في الرد على الظلم انتصاراً لقيام المهدي الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي تكون حركته الاصلاحية الكبرى مظفرة مقرونة بأنهاء الظلم والجوربالكامل واقامة العدل الشامل في كل الارض.
وهذا الشريف هو محمد ابن عبد الله ابن الحسين ابن عبد الله ابن اسماعيل ابن عبد الله ابن جعفر ابن ابي طالب من اعلام القرن الهجري الثالث مات شهيداً في سجن المعتصم العباسي يقول في الابيات التي اخترناها لهذه الحلقة.
قدساسنا الاهل عسفاً وسامن الدهو خسفا وصار عدل اناس جوراً علينا وحيفا.

والله لولا انتظاري يرءاً لدائي أشفى

ورقبتي وعد وقت تكون بالنجح اوفى

لسقت جيشاًاليهم الفاً والفاً والفا

حتى تدور عليهم رحى البلية عطفا

من هذه الابيات يتضح أن هدف اهل البيت عليهم السلام ليس دفع الاذى عنهم والانتقام من ظالميهم بل تحقيق النصر او البرء الاشفى حسب تعبير الشاعر والذي يوفر العدل للبشرية جمعا وترقب الاوضاع اللازمة لتتحقق بذلك بصورة يكون النجح فيها اوفى تعم بركاته كل العالم.
عرفنا في الحلقة السابقة أيها الاخوة والاخوات أن نصرة الامام المهدي ارواحنا فداه امر مطلوب في غيبته وكذلك عند ظهوره وإن اختلفت ومصاديق هذه النصرة باختلاف الاوضاع الزمانية والمكانية والاطار العام الذي يجمع كل هذه الصور والمصاديق هو الاجتهاد في السعي لتحقيق ما يريده عليه السلام على طريق تحقيق الاهداف الالهية الكبري المكلف عليه السلام يتحقيقها وهي اهداف الرسالات السماوية من اظهار الاسلام على الدين كله واقامة التوحيد الخالص والعدل وانهاء الشرك والظلم والجور بمختلف صوره أما الاطار العام لمصاديق نصرته في غيبته سلام الله عليه فهو مؤازرة جهوده للتمهيد لظهوره وتهيئة الاوضاع اللازمة لذلك نظير تعريف الناس بالاسلام المهدي النقي الذي تمثله مدرسة اهل البيت النبوي عليهم السلام وتعميق ارتباطهم الوجداني بخاتم الائمة المهدي الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف والسعي للتعرف على ما يرضيه والالتزام بالعمل له تجاه مختلف الحوادث الواقعة التي يشهدها هذا العصر وفي المقابل فأن من مصاديق نصرته في غيبته ارواحنا فداه هو اجتناب التدخل أو القيام بما يؤخر ظهوره وهذا أمراكدته جملة من الاحاديث الشريفة التي تنهى عن الاستعجال وتأمر بعدم الاذاعة. روي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال إن العالم لا يقدر أن يخبرك بكل ما يعلم لانه سر الله الذي اسره جبرئيل عليه السلام واسره جبرئيل عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وآله واسره محمد الى علي واسره علي الى الحسن واسره الحسن الى الحسين واسره الحسين الى علي و اسره علي الى محمد واسره محمد الى من اسره فلا تعجلوا فوالله لقد قرب هذا الامر يعني اقامة دولة اهل البيت عليهم السلام ثلاث مرات فأذعتموه فأخره الله والله مالكم سر إلا عدوكم اعلم به منكم.
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم احباءنا ورحمة منه وبركات اهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات البرنامج التي اقترنت ضمن مجموعة من حلقات البرنامج باسم دعاء الندبة الشريف نستضيف للحديث عن هذا الدعاء سماحة الشيخ محمد السند اهلاً بكم سماحة الشيخ.
الشيخ محمد السند: اهلاً وسهلاً ومرحباً.
المذيع: سماحة الشيخ وعدتم المستمعين في الحلقه المقبلة بالاستعانة او الاستشهاد بفقرات دعاء الندبة لبيان قضية العصمة الاصطفائية إن صح التعبير وبيان خصوصيات مدرسة اهل البيت سلام الله عليهم في عرض هذه القضية تفضلوا.
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين. نعم قلنا في بيان إن العصمة الاصطفائية تمتاز عن الاكتسابية وتمتازعن الجبرية هي عصمة اختيارية لكن من نمط آخر ليس بمعنى التي تكتسب قد بينها الدعاء الفاظ الدعاء الشريف في مثل هذه الفقرات حيث يقول اللهم لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في اوليائك الذين استخلصتهم لنفسك استخلاصاً واصطفاءاً.
المذيع: اخترتك لنفسي حسب تعبير القرآن.
الشيخ محمد السند: اذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم الذي لازوال... بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها فشرطوا اي تعهدوا لك بذلك الذي هو التعهد الموجود بين كل المكلفين والباري. إلا أن لهم تعهد خاص، وعلمت منهم الوفاء به، هذه وعلمت منهم الوفاء به يعبر عنه بالامتحان في مقام العلم الالهي يعني في مقام العلم الالهي علم بأن المتفوق من البشر في دار الدنيا من يكونوا هم الانبياء والرسل والاوصياء. فعلمه السابق بطاعتهم الاختيارية الخاصة ذات الامتياز الخاص والقابليات الخاصة اوجب أن يصطفيهم لنبوته، فقبلتهم وقربتهم وقدمت لهم الذكر العلي الاتصال بالسماء، والثناء الجلي واهبطت عليهم ملائكتك الارتباط بالغيب، وكرمتهم بوحيك ورفدتهم بعلمك، العلم اللدني في الاوصياء وجعلتهم الذريعة اليك، الحجج، والوسيلة الى رضوانك فأذاً ماحبوا به من مقامات الهيه وإن كان من لدن الله وايتائي ليس بمعنى كسبي فينفي الكسبية.
المذيع: الكسبية سماحة الشيخ بهذا المقدار من تقرب لي شبراً مثلاًهذا المقدار يعني هو نفس الارادة عزم الراحل.
الشيخ محمد السند: يقرب المسافة.
المذيع: نعم نفس هذه الارادة يطلبك بها نفس هذه الارادة متوفرة في لانبياء والاوصياء بلاشك هذا المقدار هو كسبي يعني هو نفس التقرب والتوجه ولكن البقية ما بنا من نعمة كلها منه.
الشيخ محمد السند: نعم ليس اليقين الكسبي بمعنى المصطلح أنه من دون اصطفاء الله.
المذيع: حاشا نعم.
الشيخ محمد السند: هو هذا الذي هو الخط الفاصل بين نظرية العصمة الاصطفائية الاختيارية وبين العصمة الاختيارية الكسبية التي قد تدعى وفوقها العصمة الجبريه الألجائية، الجبرية الألجائية يعني بالجاء من دون اي دور لعنصر الاختيار والارادة الممتازة والارادة الفائقة. التفوق في الانتخاب في الاختيار البشري هذا الأيحاء المحض وكذلك الاكتساب يعني وان لم يكن هناك من ايعاز من السماء واصطفاء واختيار من الله عزوجل هو بنفسه ماذا؟ يحاول ان يكتسب هذه وإن لم يكن قد دون في ديوان الانبياء والرسل والاوصياء فأذاً هي العصمة الاصطفائية. عملية وسط بين الجبر المحض و بين التفويض المحض ايضاً بل هي لا تفويض محض ولاجبر محض وانما امر بين امرين واختيار بين امرين يعني بعبارة اخرى أن لوم نظرية الاختيار ونفي التفويض والجبر يسحب حتى على معرفة النبوات ومعرفة الرسل و معرفة الامامة ومعرفة بعبارة اخرى العصمة الاصطفائيه. انه اذاً بنحو علمه الباري امتحانهم للمصطفين، (ان الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض( هذا العلم علم الباري بمؤهلاتهم وقابلياتهم، وعلمت منهم الوفاء به، العلم السابق لوقوع الوفاء هو الذي يؤهلهم لأن يصطفون وينتخبون ليزادون وتفاض عليهم امتيازات اخرى من العلم اللدني والارتباط بالسماء والوحي والثناء الجلي واهباط الملائكة وجعلهم ذريعة وحجج ومصطفين وخلفاء. فأذاً نظرية الاصطفاء هي باختيار الهي طبق اختيار علم باختيار المخلوق لطاعته الفائق على كل البشر السبق على كل البشر، السابقون السابقون اولئك المقربون.
المذيع: نعم طيب سماحة الشيخ في نصوص دعاء الندبة وفي الفقرات الواردة في هذا الدعاء الشريف هل توجد اشارات اخرى الى قضية العصمة؟
الشيخ محمد السند: هناك فقرة اخرى تتناول في الواقع اثارة اخرى في قضية العصمة الاصطفائية وهي ربما تسجل على بحث العصمة إن لم تكن العصمة ضمن تنسيل خاص؟ في نسل وذرية خاصة لم يذكر القرآن الكريم نظرية آل ابراهيم وآل عمران وآل موسى وآل هارون وآل يعقوب وآل يس هذه الآلات المطروحة الاهل والنسب المطروح في القرآن هي نظرية النسب الملوكي الوراثي القيصري او الاكاسري الكسروي كما قد تطرحها المذاهب الاسلامية الاخرى للأسف حول نظرية الامامة عند اهل البيت.

المذيع: يعني ولماذا يكون مثلاً الامام المهدي المنتظر هو الثاني عشر من سلسلة ائمة اهل البيت ولماذا يكون التاسع من ولد الحسين طيب سماحة الشيخ هذه الاثارة والوقت المخصص انتهى فاذاً إن شاء الله الجواب دعاء الندبة الشريف عن هذه الاثارة وهذا التساؤل لو سمحتم نوكله الى الحلقة المقبلة.
الشيخ محمد السند: إن شاء الله.
المذيع: شكراً جزيلاً لسماحة الشيخ محمد السند وشكراً لكم مستمعينا الافاضل، الى ما تبقى من فقرات البرنامج نتابع ايها الاخوة والاخوات تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب ويصل بنا المطاف فيها الى فقرة الفائزين بلقاء الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وقد اخترنا لهذه الحلقة رواية نقلها العارف الزاهد آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت دام ظله المبارك وقد جاءت ضمن موعظة له حفظه الله يحث فيها المؤمنين على اجتناب الغفلة عن التوسل الى الله بأوليائه المعصومين صلوات الله عليهم ولاسيما بقية الله وحجته على خلقه امامنا المهدي عليه السلام خاصة عندعروض البليات او اشتداد الفتن فقد جعلهم عزوجل الوسيلة اليه وسفن النجاة من الفتن وعرى الخلاص من الغمة

قال حفظه الله في بعض حالات التوسل لله عزوجل بالمعصومين عليهم السلام يحصل المتوسلون على ما يطلبون بصورة فورية وتدفع عنهم البليات وفي حالات اخرى يشعر المتوسلون بالطمأنينة والسكينة نتيجة لتوسلهم ولكن دون أن يحصلوا على شيءً فوري. روى احد السادة فقال ابتليت مدة مديدة بالفقر واشتد بي البلاء فتوسلت الى الله عزوجل بامام العصر عجل الله فرجه الشريف وكتبت عريضة له عليه السلام والقيتها في ماء جار وتابعت التوسل على مدى اربعين يوماً وفي اليوم الاربعين سمعت هاتفاًيناديني بأسمي واسم ابي ويقول لي اتظنون اننا غير مطلعين على احوالكم هذا الخطاب انزل علي السكينة واطفأ أوار قلبي مثل ما يطفيء الماء النار فرجعت مرتاحاً رغم انه لم يعطني شيئاً.

ونلاخط مستمعينا الاكارم في كثير من مواعظ آية الله الشيخ بهجت دام ظله تنبيه المؤمنين الى أن الامام المهدي ارواحنا فداه هو عين الله الناظرة كما ورد في النصوص الشريفة. وترسيخ الاعتقاد الوجداني بهذه الحقيقة يثمر بحد ذاته تزويد المؤمنين بالسكينة الالهية التي تمكنهم من الصبر على البليات والفتن وتجعلهم يجتازونها بطريقة تجعلها وسيلة لرقيهم وزيادة ايمانهم ورفع درجاتهم التكاملية. لأن احد الاهداف الربانية من عروض البلاء على المؤمنين هو ايصالهم الى مراتب من الكمال لاسبيل امامهم لبلوغها الا بالصبر على البلاء والتمرس وتطويع النفس على ما يرضي الله في خضم عيش مشاقه وصعوباته والمؤمن الذي يعتقد وجدانياً بأن امام زمانه عجل الله تعالى فرجه الشريف هو عين الله الناظره التي ترعاه وتعينه على اجتياز هذه الامتحانات وتدفع عنه اخطارها ومظلات فتنها مثل هذا المؤمن يصبر على هذه الامتحانات واثقاً بمعونة امامه له فيها ولنختم هذا اللقاء بهذا المقطع الذي يؤكد هذه الحقيقة التي جاءت على لسان مولانا المهدي ارواحنا فداه في رسالته للشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه. قال عجل الله تعالى فرجه الشريف فإنا نحيط علماًبانبائكم ولايغرب عنا شيء من اخباركم إنا غير مهملين لمراعاتكم ولاناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم الانواء واصطلمكم الاعداء فسلام الله ورحمته وبركاته على امامنا المهدي عين الله الناظره المهدي المنتظر والسلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته.

قال الامام المهدي عليه السلام: واما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس اذا غيبتها عن الابصار السحاب.

*******