موضوع البرنامج:
نقل ابيات لزيد الشهيد والتي يذكرفيها الامام(عج)
صفة الشجاعة عند انصار الامام(عج)
ضيف البرنامج الشيخ اسعد (ودعاء الندبة)
فوز الشريف الصالح امير الاسترابادي بلقاء الامام(عج)
قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كالانتفاع بالشمس ان سترها سحاب).
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته تحية طيبة نفتتح بها الحلقة الثامنة والثلاثين بعد الثلاثمائة من حلقات هذا البرنامج نخصص الفقرة الاولى منها لنقل ابيات لزيد الشهيد ابن الامام زين العابدين عليهم السلام والتي يذكر فيها المهدي عليه السلام.
اما في الفقرة الثانية فإننا سنتحدث عن صفة الشجاعة عند انصار المهدي جعلنا الله واياكم منهم وفي الفقرة الثالثة نتابع مع ضيف البرنامج سماحة الشيخ محمد السند الحوار بشأن دعاء الندبة الشريف ونختتم البرنامج برواية فوز الشريف الصالح امير الاسترآبادي بلقاء صاحب الامر عليه السلام و تصحيح الامام لدعاء الحرز اليماني له.
روى الشيح الثقة علي ابن محمد الحراز في كتابه كفاية الاثر بسنده عن محمد ابن بكير ضمن حديث طويل أنه دخل علي زيد ابن علي عليهما السلام قبل خروجه الى العراق فسأله متى يقوم قائمكم فقال زيد عليه السلام يابن بكير انك لن تلحقه وان هذا الامر يليه ستة من الأوصياء بعد هذا ثم يجعل خروج قائمنا فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً فقال ابن بكير لزيد يابن رسول الله ألست صاحب هذا الامر فقال زيد انا من العترة فكرر ابن بكير سؤاله فكرر زيد الجواب نفسه فقال ابن بكير هذا الذي تقوله عنك او عن رسول الله صلى الله عليه وآله فاجاب زيد عهد عهده الينا رسول الله صلى الله عليه و آله ثم انشأ ابياتاً ذكر فيها المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
يقول رضوان الله عليه في هذه الابيات:
نحن سادات قريش وقوام الحق فينا
نحن الانوار التي من قبل كون الخلق كنا
نحن منا المصطفى المختار و المهدي منا
فينا قد عرف الله وبالحق اقمنا
سوف يصلاه سعير من تولى اليوم عنا
واضح من صدر هذه الرواية ان زيداً ابن علي رضوان الله عليه كان متمسكاً بالامامة الحقة ولم يدع الامامة لنفسه باي حال من الاحوال فهو يصرح بان الامامة ستكون في ستة من الاوصياء بعد أخيه الامام الباقر عليه السلام وهو الامام الخامس من ائمة اهل البيت سلام الله عليهم ثم يخرج المهدي المنتظر الذي هو الامام الثاني عشر منهم والذي يملأ الله به الارض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً اما ابياته رضوان الله عليه تشير الى منزلة اهل البيت عليهم السلام في الحياة الاسلامية وتصرح بان المنقذ المنتظر عجل الله فرجه ينتمي الى هذا البيت النبوي الذي عرف الله بائمته على سيدهم المصطفى عليهم افضل الصلاة والسلام.
روى المقدسي الشافعي في كتاب عقد الدررو الشيخ الصدوق في كمال الدين مسنداً عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: ما كان قول لوط عليه السلام لقومه لو ان لي بكم قوة او آوي الى ركن شديد إل اتمنياً لقوة القائم عليه السلام و لا ذكر ركن الا شده اصحابه فان الرجل منهم يعطي قوة اربعين رجلا وأن قلبه لأشد من زبد الحديد ولو مروا بجبال الحديد لقطعوها لا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله.
وفي حديث رواه مسلم في صحيحه مسندا عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال في وصف اصحاب المهدي ضمن حديث (هم خير فوارس) على ظهر الارض يومئذ واشار الامام علي عليه السلام الى شدة شجاعتهم في حديث رواه عن ابو العلاء الهمداني في كتاب اخبار المهدي حيث قال عليه السلام (واصحاب المهدي يومئذ جننهم البراذع ويسمع مناد من السماء الا ان اولياء الله اصحاب فلان يعني المهدي) وقوله جننهم البراذع يعني دروعهم البراذع جمع البرذعة وهي القماش الذي يوضع على ظهر الدابة اي انهم يتدرعون بالقماش وفي ذلك كناية عن شدة شجاعتهم. وفي كتاب الاختصاص للشيخ المفيد وحلية الاولياء لابي نعيم عن الباقر عليه السلام قال في وصفهم: فاذا وقع امرنا وخرج مهدينا كان احدهم أجراً من الليث وامضى من السنان، تبين هذه الطائفة من الاحاديث الشريفة حقيقة مهمة هي ان انصارالمهدي المنتظر سلام الله عليه يتميزون بالتحلي بمرتبة عالية من الشجاعة الايمانية والكفاءة الجهادية تفوق المتعارف لدى غيرهم من انصار الانبياء والاوصياء سلام الله عليهم والا لتمنى لوط النبي على نبينا عليه السلام ان يستقوي بركن غيرهم هذا اولاً وثانياً فان الايات الكريمة عندما تتحدث عن صحابة خاتم النبيين صلى الله عليه وآله تصرح بان قوة الفئة الصابرة منهم تغلب عشرة اضعافها من الكافرين في اعلى المراتب وتغلب ضعف عددها في ادنى المراتب كما تبين ذلك الآيتان الخامسة والستون والسادسة والستون من سورة الانفال اما اصحاب المهدي عليه السلام فان هذه المعادلة تهصل الى اربعين ضعفاً كما تصرح بذلك الاحاديث الشريفة وهذا الامر ضروري يقتضيه سعة الاهداف التي تميز حركة الامام المهدي ارواحنا فداه وتشعب المهام الجهادية التي تقع على عاتق اصحابه ولذلك فلاغرابة ان يمن الله عزوجل عليهم بالمرتبة العالية من الشجاعة بعونه وتأييده للتحلي بهذه المرتبة العالية من الشجاعة و الكفاءة القتالية.
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته، اهلاً بكم في هذه الفقرة من فقرات البرنامج التي خصصناها في حلقات للأستضاءة ببعض فقرات دعاء الندبة الشريف استجابة لطلبات وردت للبرنامج للحديث عن هذا الدعاء وقد استضفنا من اجل ذلك سماحة الشيخ محمد السند أهلا بكم سماحة الشيخ.
سماحة الشيخ محمد السند: اهلاً وسهلاً ورحمة الله.
المذيع: سماحة الشيخ في الحلقات السابقة تحدثتم وضمن حديثكم بالطبع عن مضامين الدعاء وبعد التأكيد على اعتبار سنده عن قضية تأكيد الدعاء وعلى ضرورة الارتباط بين السماء والارض من خلال سبب متصل بالسماء ومتصل بالارض ايضا ضرورات ذلك استندتم اليها من خلال التأكيد على ان الهداية التشريعية لاتكتمل الا بوجود هذا السبب المتصل بين الارض والسماء توحيد الله لايكون حقيقياً وشمولياً الا من خلاله كذلك حاكميته تبارك وتعالى. طيب على ضوء هذه القضية قد يقال بان الله تبارك وتعالي هو قادر على ما يريد يمكن ان يوصل هدايته التشريعية منها والتدبيرية ايضا يعني تدبير الامور بدلاً ان يمررها من خلال سبب واحد متصل وهو قادر على ما يريد الالهام الى الناس الالهام الى الافراد من خلال نشر مثلا القيم المعينة بحيث تكون هي الحاكمة فعند ذاك تنتفي الحاجة الى وجود سبب متصل بين الارض والسماء يكون حجة لله في كل عصر كيف تردون على ذلك.
سماحة الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي افضل الانبياء والمرسلين محمد و آل بيته الطيبين الطاهرين في الواقع مثل هذا المبرر يستند اليه الآن اتباع المسيحية واتباع اليهودية بان بعد نبوة النبي موسى او نبوة النبي عيسى لاحاجة لسلسلة الانبياء و سلسلة السبب المتصل بين الارض والسماء لقيام الباري تعالى بالهداية الالهامية او الروحية لافراد البشر من ثم يساقون حينئذ الى مسار الهداية من دون حاجة الى وجود عنصر خاص بذلك. هذا المبرر في الواقع ربما ايضا تستند اليه المذاهب الاسلامية الاخرى غير مذهب اهل البيت عليهم السلام في عدم الحاجة بعد سيد الانبياء الى وصي هو الرابط والسبب المتصل بين الارض والسماء بين الغيب والشهادة بين الباري وعباده وخلقه حيث انه يمكن عبرالهداية نعم الالهامية لسائر افراد البشر تتحقق حينئذ حاكمية الباري تعالى في الصعيد السياسي وصعيد النظام الاجتماعي السياسي ولكن هذا المبرر من الضعف بمكان والهوي بمكان انه لو تم لكنا إذن في حاجة في استغناء عن الحاجة لاصل سلسلة الانبياء والرسل يعني اصل سلسلة الانبياء والرسل مثلما يدعي المسيحيون ان روح القدس الان لايحتاج الى نبي وسبب خاص على الارض هو سيد الارواح و يلهمها فاذا كان الحال كذلك فاذن اصل الحاجة للنبي عيسى لم تكن.
المذيع: يعني نفس هذا الاسلوب كان ممكن ممارسته مثلا قبل ذلك.
سماحة الشيخ محمد السند: قبل آدم اي منذ آدم الى يومنا هذا ان هذه السلسلة التي نذعن بضرورتها والحاجة اليها عبر تلك الادلة الفلسفية والكلامية والقرآنية والوحدانية ان ضرورة الانبياء والرسل ضرورة لان لايكون للناس حجة على الله من بعد الرسل كما يشير له دعاء الندبة.
المذيع: اذن مما يدلل على ان هذه الضرورة لايمكن ان تلبي عبر الالهام.
سماحة الشيخ محمد السند: بل لابد منه لم؟ لانه كما يشير القرآن (ام يريد كل امرء تنزل عليه صحفاً منشرة) بهذا المضمون في بعض آيات سورة المدثر لعلها سورة القمر اشارت الى هذا المطلب انه ليست كل النفوس تستوعب الالهام الالهي.
المذيع: ولا تستعد له.
سماحة الشيخ محمد السند: ولا تستعد له وليست بقابلة له انما تلك نفوس طاهرة خاصة هي التي تصعد الى تلقي الكلام الالهي والى تلقي حينئذ تأويل الكلام الالهي (انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لايمسه الا المطهرون).
المذيع: هنالك قضية الآن اذا كان مثلاً الاستناد الى هذا القول في الحقيقة قد يكون بين اصحاب الكشف و اهل الطرق الصوفية قد يكون مثلاً.
سماحة الشيخ محمد السند: حتى في هذا الجانب يعني هنالك مشكلة حتى عند كبار الصوفية حتى عند كبار اهل الكشف وهو التمييز بين الكشوفات الرحمانية والكشوفات الشيطانية ولي كبير مثلا لايستطيع ان يميز هل ان هذا الكشف هو كشف رحماني او كشف نفساني او كشف شيطاني او مداخلات الشيطان في الاتصال بالملكوت فاذن فالاخير يحتاج الى مرتبة خاصة.
سماحة الشيخ محمد السند: الى رافد معصوم (بالحق انزلناه و بالحق نزل) نعم فمن ثم إذن ولذلك هم يعترفون الصوفية والعرفاء ان هذا التلقي من الغيب من قبل سائر آحاد الامة مهما بلغ مقامه في السير السلوك والرياضة النفيسة وتهذيب النفس والعدالة والاستقامة والتقوي والورع والعلم مهما بلغ لابد ان يعرض ما يشاهده على كشف المعصوم وهو النبي صلى الله عليه وآله والمعصومين كما يشي الى ذلك القيصري في شرحه لفصوص ابن العربي و ما شابه ذلك فاذن.
المذيع: يعتقدون حتى بأن هذا الكشف اذا لم يكن ماراً عبر طريق القطب الكامل حسب تعبيراتهم المقصود منه هو الامام المعصوم على اي حال لايمكن ان يكون كشفاً حقيقياً.
سماحة الشيخ محمد السند: لاكشفا حقيقياً ولاميزانا يستند اليه لانه لا التلقي يكون كاملاً و لا المتلقي يعصم من التلوث فاذن هذا المطلب لايمكن ان يلبي الالهام الالهي الا عبر نفوس خاصة وعناصر خاصة مطهرة انظر الى تعبير القرآن الكريم (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) إذن نجد القرآن و كرامة القرآن هي في ذلك الوجود العلمي الذي لايصل اليه الا النفوس المطهرة وهم اهل آية التطهير لا يتأهل الى ذلك الا هذا الجانب فاذن من ابعاد متعددة نرى ان السبب المتصل بين الارض والسماء ضرورة ملحة فطرياً وفلسفياً وقرآنياً ولكنة نعم متصلة في سلسلة الاوصياء والانبياء.
المذيع: وهذه هي القضية المحورية التي يؤكد عليها دعاء الندبة الشريف سماحة الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً.
نتابع احباءنا تقديم هذه الحلقة من برنامجكم شمس خلف السحاب بنقل رواية اخرى من روايات الفائزين بلقاء امامنا المهدي رزقنا الله واياكم رؤية طلعته الرشيدة وغرته الحميدة و روى العلامة المجلسي عن والده قال كان في زماننا رجل شريف صالح اسمه اميرالا سترآبادي وكان قد حج اربعين حجة ماشياً وكان قد اشتهر بين الناس انه تطوى له الارض فورد في بعض السنين بلده اصفهان فأتيته و سألته عما اشتهربه من طي الارض فقال كان سبب اشتهاري بذلك اني كنت في بعض السنين مع قافلة للحج متوجهين الى بيت الله الحرام فلما وصلنا الى موضع يبعد عن مكة سبعة منازل او تسعة تأخرت عن القافلة لبعض الاسباب حتى غابت عني وضللت عن الطريق وتحيرت وغلبني العطش حتى ايست من الحياة فناديت يا ابا صالح ارشدونا الى الطريق يرحمكم الله واثر ذلك تراء لي في منتهى البادية شبح فلما تأملته حضر عندي في زمن يسير فرأيته شاباً حسن الوجه نقي الثياب اسمر على هيئة الشرفاء راكباً على جمل معه ادوات وهي اناء لحمل الماء فسلمت عليه فرد علي السلام و قال انت عطشان قلت نعم فأعطاني الادوات فشربت ثم قال تريد ان تلحق بالقافلة قلت نعم فاردفني خلفه و توجه نحو مكة وكان من عادتي قراءة الحرز اليماني كل يوم فأخذت في قراءته وانا جالس على الجمل خلفه فكان يصحح الدعاء في بعض المواضع ويقول اقرأ هكذا وما مضى الا زمان يسير حتى قال لي تعرف هذا الوضع فنظرت فاذا انا بالابطح فقال انزل فلما نزلت غاب عني فعند ذلك عرفت انه القائم عليه السلام فندمت وتأسفت على مفارقته وعدم معرفته فلما كان بعد سبعة ايام اتت القافلة فرأوني في مكة بعدما كانوا قد يئسوا من حياتي فتعجبوا ولذلك اشتهرت بطي الارض.
وقد استنسخ والد العلامة المجلسي رضوان الله عليهما هذا الدعاء الشريف طبقا للتصحيحات الصادره عن الامام المهدي ارواحنا فداه ونقله عنه ولده وهذه الرواية تبين احد مصاديق اغاثة الامام عليه السلام للمستغيثين به الذين تقطعت بهم الاسباب وقد اقترن حضوره عليه السلام بعدة شواهد تدل على هويته كما ان الرواية تكشف اهتمام الامام بتربية شيعته على الارتباط بالله ومناجاته بالادعية الواردة عن اهل بيت النبوة عليهم السلام بالخصوص رزقنا الله واياكم اعزاءنا معرفه قيمة هذه الادعية وتلاوتها والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
*******
*يمكن الاستفادة من البرنامج مع ذكر المصدر