وأكدت البعثة الدائمة لجمهورية إيران الإسلامية لدى الأمم المتحدة في نيويورك أنه في ضوء الأعمال التخريبية والمثيرة للفوضى التي تقوم بها الجماعات الإرهابية ضد الشعب والأمن القومي الإيراني وتجاهل التحذيرات المتكررة والاحتجاجات في هذا الصدد لم يكن أمام بلادنا خيار سوى ممارسة حقها والرد بشكل مناسب على الهجمات الإرهابية.
وأشارت البعثة في الرسالة الموجهة إلى رئيس مجلس الأمن الدوري، إلى تصرفات الجماعات الإرهابية المتمركزة في شمال العراق، وأوضحت أسباب ودوافع العمل العسكري ضد هذه الجماعات.
*ايران من الضحايا الرئيسيين للإرهاب على مدى أكثر من 4 عقود
وجاء في الرسالة: إن إيران هي من الضحايا الرئيسيين للإرهاب طوال اكثر من 4 عقود وإن الجماعات الإنفصالية الارهابية مثل "الديمقراطي" و"بجاك" و"كوملة" و"باك" المتواجدة في إقليم شمال العراق وتتخذ من أرض العراق منطلقاً للهجمات الإرهابية والمسلحة ضد المواطنين والبنى التحتية الإيرانية.
وأضافت: هذه الجماعات المسلحة التي تصنفها القوانين الإيرانية بأنها جماعات إرهابية لديها عدد من مخيمات التدريب على الإرهاب داخل الأراضي العراقية وفي إقليم شمال العراق من أجل التخطيط والدعم لتنفيذ الهجمات الارهابية والعمليات التخريبية في داخل الأراضي الايرانية.
وتابعت: هذه الجماعات قامت منذ عام 2016 الى الآن فقط بشن 49 هجوماً ارهابياً في داخل الاراضي الايرانية وبالقرب من الحدود أسفرت عن استشهاد 24 شخصاً و32 جريحاً حيث تفيد المعلومات الموثقة بأن التخطيط والاعداد والتنفيذ لهذه الهجمات جاء من داخل إقليم شمال العراق.
وقالت: إن هذه الجماعات الارهابية المذكورة آنفا ارادت استغلال التجمعات السلمية للشعب الايراني في بعض المدن لغاياتها واهدافها الارهابية والاجرامية وعمدت الى تحريض وتسليح وتجهيز عدد من الجماعات الارهابية المرتبطة بها بالاسلحة الخفيفة وتسللت الى الاراضي الايرانية وتسبب باحداث شغب والاضرار بالممتلكات العامة والخاصة والمصارف وسيارات الاسعاف ومقرات الشرطة ما ادى الى استشهاد عدد من عناصر قوى الامن الداخلي ، واضافة الى ذلك تم كشف واحباط واحدة من اكثر المؤامرات التخريبية الارهابية الجادة التي استهدفت المنشآت النووية الايرانية، وكانت جماعة "كوملة" الارهابية تقف خلف هذه العملية التخريبية.
وأضافت: نظراً الى المخاطر الارهابية الراهنة أقدمت وزارة الخارجية الإيرانية على الاحتجاج بشدة لدى وزارة الخارجية العراقية عدة مرات عبر إرسال رسائل ديبلوماسية رسمية بخصوص استمرار تواجد الجماعات الارهابية ومخيمات تدريبها وحرية تحركها واعمالها التخريبية، داخل الاراضي العراقية.
وتابعت: لقد قدم المسؤولون الايرانيون المعنيون، حين التئام اجتماع اللجنة الامنية المشتركة بين البلدين، وثائق دامغة، كمعلومات يمكن اعتمادها، لمسؤولي حكومة جمهورية العراق ومسؤولي اقليم كردستان العراق، كما تمت مطالبة هؤلاء المسؤولين بالقيام بما يلزم حسب التزامات العراق في اطار القوانين الدولية ومبادئ العلاقات الودية وحسن الجوار والدستور العراقي. وهذه الخطوات الضرورية تشمل السيطرة، ونزع السلاح والامتناع عن ايواء الارهابيين والجماعات المسلحة ومخيمات تدريبهم، وان ما يقوم به هؤلاء يشكل خطرا جديا على الامن القومي والسيادة ووحدة الاراضي.
*عدم اتخاذ إجراءات مؤثرة ضد الإرهابيين رغم الاحتجاجات والتحذيرات
وقالت البعثة الايرانية الدائمة: للاسف، رغم الاحتجاجات والتحذيرات المتكررة الايرانية، لم يتخذ مسؤولو اقليم شمال العراق اجراءات مؤثرة وحازمة ضد الارهابيين في اطار القوانين الدولية، وفي ظل هذه الظروف ونظرا للهجمات الارهابية الواقعة، لم يبق امام ايران خيار الا استخدام حقها للدفاع في اطار القوانين الدولية بهدف حماية شعبها وامنها القومي وسيادة وووحدة اراضيها، وعليه قامت القوات المسلحة للجمهورية الاسلامية الايرانية بتنفيذ عدة عمليات عسكرية في تاريخ 28 سبتمبر 2022 كرد مناسب وضروري على الهجمات الارهابية والمسلحة التي استهدفت المواطنين والمنشآت المدنية في ايران. ومن اجل الاطمئنان على تطابق جميع الخطوات المتخذة مع القوانين الدولية الانسانية جرت العمليات بواسطة الاسلحة ذات الدقة العالية في الاصابة، ونتيجة لهذا التخطيط، جرى استهداف دقيق لمنشآت الارهابيين واماكن تواجدهم ومخيمات التدريب التي يتلقى الارهابيون المسلحون التدريبات فيها، ومن دون وقوع خسائر بشرية.
*على الحكومة العراقية بسط سيطرتها على كل الأراضي العراقية
وفيما أكدت الرسالة على التزام ايران بسيادة العراق واستقلاله ووحدة اراضيه، طالبت الحكومة العراقية كعضو مسؤول في الامم المتحدة ببسط سيطرتها حسب الالتزامات الدولية على كافة الاراضي العراقية داخل الحدود الدولية المعترف بها ومنع ايواء الجماعات المسلحة والارهابية التي تخطط لتنفيذ أعمال إرهابية إجرامية ضد المواطنين الايرانيين والامن القومي والسيادة ووحدة الاراضي الايرانية.
*عملية الاغتيال الغادرة للقائد سليماني خدمة لمصالح داعش
وجاء في الرسالة: إن إيران قد أظهرت إيمانها وتعهدها الراسخ بسيادة ووحدة اراضي العراق عندما استجابت ودعمت طلب الحكومة العراقية لمساعدتها في مواجهة جماعة داعش والعناصر التابعة لها والذين شكلوا خطرا على سيادة ووحدة اراضي العراق ووجود اقليم كردستان العراق، ومن اجل ذلك قام الفريق الشهيد قاسم سليماني باداء دور فريد في الحاق الهزيمة بداعش ومساعدة الشعب العراقي والحكومة العراقية، حتى وصل الامر الى قيام مسؤولي اقليم كردستان العراق بمنحه لقب بطل الحرب ضد الارهاب وجنرال السلام، بشكل صحيح وصائب. ان عملية الاغتيال الغادرة للفريق سليماني جاءت خدمة لمصالح داعش والجماعات الاخرى التي أدرج مجلس الامن الدولي اسماءها على قائمة الارهاب.
وفي ختام رسالتها طلبت البعثة الإيرانية من رئيس مجلس الأمن الدولي نشر هذه الرسالة كوثيقة لهذا المجلس.