وألقى عدد من العلماء والأكاديميين المشاركين في النسخة السادسة والثلاثين من المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية أمس الأحد 9 أكتوبر الجاري محاضراتهم في اليوم الأول من المؤتمر عبر الانترنت(أون لاين) تحت عنوان "الوحدة الإسلامية والسلام وتجنب الفرقة والصراع في العالم الإسلامي".
باحث دنماركي يؤكد أهمية المدرسة الفكرية على الأمة الاسلامية الموحدة
قال الباحث الدنماركي في الشؤون الدينية "عبيد علي عبيد" أنه يجب التركيز على المدرسة الفكرية لأن لها أثر بالغ على الأمة الإسلامية الموحدة.
وأضاف رئيس جمعية السلام في الدنمارك في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية عبر المجال الافتراضي: لسوء الحظ هذه المدرسة الفكرية ليس لها مكان في أذهاننا.
وصرح أن العالم الإسلامي ككل غير مستعد لتشكيل أهدافه على أساس القيم الإسلامية. هذه هي القيم الإسلامية التي تنصّ على أنه كلما يعاني مسلم، يجب على المسلمين الآخرين أيضاً أن يشعروا بأنهم يعانون. عندما تحدث مشكلة لشخص مسلم، يجب على جميع المسلمين الإسراع لمساعدته.
وأكد أنه يجب على كل بلد مسلم وكل مسلم، عندما يلاحظ أن الدول الإسلامية الأخرى أو المسلمين الآخرين يعانون، يجب أن يذهبوا لمساعدتهم ومع الأسف هذه الفلسفة وهذا التفكير عفا عليه الزمن الآن لأن كل واحد منا يسعى وراء اهتماماته الخاصة.
وأبدى عبيد أسفه أن تتبع البلدان الاسلامية مدارس فكرية مختلفة لها أسماء مختلفة، ينقسم المسلمون فيها بسرعة الى مجموعات مختلفة.
الشيخ جبري: التقريب بين المسلمين ليس أمراً مزاجياً بل أمر إلهي
وقال "الشيخ عبد الله جبري"، رئيس المنظمة الدولية للدفاع عن ضحايا الارهاب في لبنان ان أمر التقريب بين المسلمين ليس أمراً مزاجياً إنما هو أمر إلهي، والمؤمن بما أنه أسلم ذاته لله عزوجل فعليه دائماً الالتزام بالعقيدة الاسلامية الواحدة التي تجمع جميع المذاهب الاسلامية.
وأكد جبري خلال كلمة له في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية عبر المجال الافتراضي أن الآلية العملية للتقريب بين المذاهب الإسلامية هي العمل من خلال المجتمعات ومن خلال العلاقة الرابطة بين الأفراد بينهم أو بين الأفراد والمجتمعات.
وتسائل الشيخ جبري عن دور المفكرين في التقريب أو العمل الوحدوي الحقيقي في المدارس الإسلامية والجامعات، موضحاً أنهم تركوا هذه الأمور لوسائل التواصل الاجتماعي ومؤكداً على ان هناك فتنويين يُخططون في الغرف السوداء ويعملون بجد وجهد وجدية كاملة بعمل فتنوي على وسائل التواصل الاجتماعي.
واعتبر دور الجهود العلمية والفقهية المشتركة أمراً مهماً وآلية للتقريب بين المذاهب الاسلامية.
وصرح الشيخ جبري أن هناك عدة دول إسلامية يوحي لها العدو أن الدولة الإسلامية الفلانية هي عدو لك سواء كان الإيحاء بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي عدو لدول أخرى أو دول أخرى فيما بينها، متسائلاً عن دور علماء الدين أو المفكرين والمثقفين في حل النزاعات بين الدول الإسلامية.
وأشار خلال كلمته الى اسرائيل والولايات المتحدة والماسونية كأعداء الامة الاسلامية مؤكداً على ضرورة التحضير لمواجهة المشاريع الخبيثة الجديدة ومنها الكلام عن معابد مشتركة بين المسيحيين واليهود والمسلمين.
واعرب عن اهتمامه في تكثيف الجهود لانتاج وإبراز كل ما يخدم التقريب والوحدة بتقنية وأسلوب إعلاميين يوصلان الرسالة المنشودة للجمهور والشرائح المستهدفة.
حامد كرزي: العالم الاسلامي يعاني من التطرف والارهاب
وقال حامد كرزي رئيس جمهورية أفغانستان السابق إن العالم الإسلامي يعاني من ظاهرتين مدمرتين هما التطرف والإرهاب، واللتين تعتبران تهديداً خطيراً لتوفير المصالح الدينية والمصالح الجماعية للمسلمين.
وأضاف في كلمته التي القاها في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية عبر المجال الافتراضي: على الرغم من أن الإرهاب هو مفهوم نشأ من حقبة الحرب الباردة، إلا أن قيام بعض الدول الإسلامية وانحيازها في زراعته وانتشاره أدّى إلى ظهور أنواعه المحلية في العالم الإسلامي وزاد من حدة الإسلاموفوبيا في العالم، ولكن الأمر للأسف أنه نتيجة لذلك يتم عرض صورة غير لائقة لدين الرحمة والعطف.
وجزم ان انتشار التطرف يأتي بهدف تأمين المصالح السياسية، مما يتسبب في خسائر فادحة، ويعيق جهود توضيح الاعتدال والتوسط والذي هو الرغبة والرسالة الأساسية للدين الإسلامي.
وعن ضرورة تقوية الوحدة الاسلامية أشار الى نقطتين أساسيتين: النقطة الأولى محاولة حل تضارب المصالح في العلاقات الدولية، والثانية محاربة التطرف والارهاب.
وعن الوضع السائد في العالم الاسلامي قال كرزي: انه على الرغم من تقسيم المجتمع الإسلامي إلى حكومات وطنية وضرورة إعطاء الأولوية للمصالح والأمن القومي، لكن لا يمكننا تجاهل حقيقة أن المصالح القومية والأمن القومي في العالم المعاصر هما استمرار للمصالح والأمن الدوليين. وفي هذا العصر، وهو عصر العولمة وعصر التبعية المتبادلة، يجب ألايغيب عن الأذهان أن العوامل الداخلية لا يمكن تحديدها، ولا ينبغي أن تتسبب في ضياع الفرص اللازمة لتقوية روح الأخوة والعطاء والتعاون بين المسلمين.
وحول التعايش السلمي في افغانستان قال كرزي: على الرغم من أن أفغانستان خاضت حروبًا دمويةً منذ لأكثر من أربعين عامًا نتيجة العدوان والتدخلات الخارجية، حيث كانت المساجد والمدارس أو الجامعات والمراكز التعليمية والرياضية وغيرها من التجمعات الشعبية في جميع أنحاء البلاد هدفاً رئيساً وموجهاً للهجمات الارهابية عدة مرات وكان ينظر اليهم على أنهم أصدقاء وزملاء، ونتيجة لذلك تكبدنا خسائر فادحة، ولكن بعون الله تعالى وبصيرة الشعب لم تسقط أفغانستان في فخ الطائفية الدينية، لحسن الحظ.
واقترح أنه بهدف ترسيخ الأخوة ومنع تأثير القضايا الخارجية على العلاقات بين الدول الإسلامية وفتح باب التفاعل البناء مع الدول الأخرى، ينبغي التفكير في صياغة ميثاق عالمي للاعتدال تلتزم به جميع الأعضاء والأطراف من أجل تعزيز العلاقات الأخوية بين الدول الإسلامية وتسهيل حل تضارب المصالح الدولية وفتح الطريق لمحاربة فعالة ومستمرة ضد التطرف.
وفي السياق نفسه قال كرزي ان خطاب العولمة أوجد وضعاً لا يمكن فيه التغلب على التحديات والتهديدات المشتركة دون التسامح والتفاعل بين الثقافات والحضارات البشرية، مشيراً الى أن الدول الإسلامية تمتلك القدرة على توفير بيئة مؤاتية لتأمين مصالحها الجماعية وفتح طريقة مناسبة للتفاعل والحوار مع العالم وفقًا لمبدأ الاعتدال والتركيز على الرسالة الهادفة للإسلام من أجل حياة سلمية.
وأوضح أن الديانة والدراية من أجل تحقيق الأهداف المذكورة أعلاه تتطلبان تكوين إرادة جماعية واتفاق لإقرار وثيقة قانونية شاملة يتم فيها بآليات محددة، تحديد التهديدات الواضحة على المستويين الوطني والدولي لمكافحة التطرف ونتيجة لذلك، يجب أن تسعى القوانين الداخلية للدول الإسلامية إلى إيجاد طريقة جادة ومناسبة للتعامل مع أي نشاط متطرف وتقديمها.
أحمد القطان: الوحدة بين الأمة هي الدين المحمدي الأصيل
قال الباحث اللبناني "أحمد القطان" ان الوحدة فيما بين هذه الأمة هي الدين الحقيقي وهي الدين المحمدي الأصيل ولذلك قال رسول الله (ص): "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً".
وأضاف في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية عبر المجال الافتراضي: "نحن بحاجة في هذه الأيام الى الوحدة، حيث يسعى أعداء هذا الدين لبذر بذور الفرقة فيما بين الأمة الإسلامية الواحدة، فعلينا أن نتنبه لمشاريعهم التي يريدون من خلالها ضرب الوحدة الإسلامية".
وصرح بأن كل من يدعو للفرقة وللتكفير ولضرب الوحدة الإسلامية هو يخدم أعداء الإسلام وهو صوت من أصوات الأعداء من داخل الأمة الإسلامية، لذلك واجب هذه الأمة أن تعي خطورة المنهج التكفيري وخطورة هذا الصوت التكفيري الذي نراه على بعض شاشات التلفزة.
ويعتقد القطان ان من واجب العقلاء جميعاً أن يحذروا من هذا الصوت التكفيري وأن يحذروا من هذا النهج ومن هذا الفكر التكفيري الذي يضرب الأمة الإسلامية من داخلها.
وقال: من خلال الزيارات المتبادلة فيما بين المسلمين سنة وشيعة ومن خلال التلاقي في كل المحافل وفي كل الدول العربية والإسلامية ومن خلال التبادل الثقافي والأعمال الكثيرة المشتركة فيما بين العلماء المسلمين السنة والشيعة، أن نسعى بصورة عملية من أجل توحيد الصف الإسلامي ومن أجل قطع الطريق على أولئك الذين يصطادون إلى الماء العكر.
وعن القضية الفلسطينية أوضح القطاني ان هذا الأقصى الأسير هذه فلسطين الحبيبة تصرخ وتنادي كل المسلمين أن يتوحدوا عليها وأن يدعموها بشتى الوسائل والطرق لتحريرها من دنس الأعداء من دنس الصهاينة الذين يدنسون المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.
آذرشب: تحديات الامة الاسلامية تزعزع الأمن والاستقرار في العالم الاسلامي
قال الباحث الجامعي محمد علي آذرشب ان التحديات التي تحيط بأمتنا الإسلامية هدفها الأول والأخير هو زعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا كي لا تستطيع أن تحقق أهداف شعوبنا في التقدم والتنمية وبناء الحضارة الإسلامية الحديثة.
وأضاف في كلمة له في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية عبر المجال الافتراضي، أن السبب الأول في تمزق العالم الاسلامي يعود إلى ما ساد في أمتنا من شعور بالهزيمة والذل بعد عصر السيطرة الاستعمارية والواقع أن السيطرة الاستعمارية على بلادنا الإسلامية جاءت بعد أن ساد بين المسلمين القابلية للاستعمار وبعد أن فتحنا بأنفسنا ثغرات لينفذ منها الأعداء ليعبثوا بمقدراتنا.
وأعرب عن اعتقاده بان العامل الأول للسيطرة الاستعمارية داخلي وهو العامل الذي وفر فرصة للعامل الخارجي الذي دخل من خلال ما ساد في أمتنا من ظروف تاريخية معروفة ومن عيوب.
وأوضح ان العوامل الداخلية لازالت توفر الأرضية اللازمة ليعبث العابثون بمقدراتنا وأهم هذه العوامل هو ابتعادنا عن المثل الأعلى الذي أكد عليه القرآن الكريم في قوله سبحانه وتعالى: «إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ».
وأكد على ان التوحيد بمعناه الحضاري هو القادر على أن يعيد إلى الامة الاسلامية وحدتها ويجنبها الفرقة والنزاع ثم ان المجتمع الحي تواق إلى المعرفة يطلبها أينما كانت ولو كانت في أقصى الأرض من هنا نرى أن المجتمع الإسلامي في أيام حياتنا الحضارية كان دائماً في طلب المعرفة.
وأشار في هذا المجال الى رحلات العلماء من الشرق إلى الغرب من خراسان إلى الأندلس ومن الأندلس إلى خراسان قد ملأت صفحات من كتاب، وطلب المعرفة بين المسلمين هو ما أكد عليه القرآن الكريم إذ قال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا».
واعتبر آذرشب التعارف هو التبادل المعرفي القادر على أن يشد أجزاء العالم الإسلامي برباط عقلي وروحي وإنساني ويجعل المجتمعات الإسلامية ترفض التفرقة والتنازع وتتعالى على الفوارق القومية والطائفية.
وفي نفس السياق قال آذرشب ان المجتمع البشري الحي متعطش إلى المعرفة إلى الحركة وإلى السعي كما عطشت هاجر وهاجر هي النموذج الرمزي للإنسان الذي يطلب المعرفة يطلب الماء الذي يروي عطشه كما عطشت هاجر وكانت نتيجة سعيها أن إنفجرت زمزم لتُروي الأجيال على مر العصور.
وفي ختام كلمته دعا الله سبحانه وتعالى أن يوفق الامة الاسلامية إلى أن تعيش التوحيد بفهومه الحضاري الذي أراده الله سبحانه وتعالى وأن تعيش العطش المعرفي الذي يدفعها إلى الحركة والوحدة والكمال.
باحث فلسطيني: نحن بأمس الحاجة الى المضمون العملي للاتحاد الاسلامي
وقال الكاتب والباحث الفلسطيني مصطفى يوسف اللداوي ان الامة الاسلامية اليوم في امس الحاجة الي الاتحاد الاسلامي، ليس كعنوان نظري فقط وانما الي مضمونه العملي ايضاً.
وأضاف في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية عبر المجال الافتراضي، ان على المسلمين ان يطبقوا الوحدة الاسلامية تطبيقاً حقيقياً في حياتهم اليومية وفي حياتهم السياسية وحتي في حياتهم التعبدية والفقهية، فانهم جميعاً كمسلمين خاصة اليوم الشديدة العصيبة يعانون من التفرقه والتجزئة والانقسام ويعانون من سوء الفهم فيما بينهم ويعانون كذلك من السياسة العنصرية البغيضة التي تمارسها سواء امريكا أو الكيان الصهيوني.
وصرح أن العلماء معنيون تماماً بفرض قواعد مشتركة للفهم والتعاون والوحدة والاتفاق بين أطراف الأمة العربية والاسلامية لأن الله يريد لهذه الأمة الاسلامية أن تكون أمة موحدة قوية شامخة عزيزة تواجه الظلم والبغي والعدوان.
وأكد ان هذه الامه ان ارادت العيش عزيزه كريمه ابيه مطاعه مهابه يجب ان تكون موحده لأن لا أحد يحترم الضعفاء ولا احد يحترم المتفرقين والمتنازعين.
وقال اللوادي: يجب علينا ان نتحد. العدو لا نستطيع ان نواجهه بغير الاتحاد و بغيرالتوافق. نحن أقويا لوحدتنا، ضعفا بتفرقنا والعدو الصهيوني والولايات المتحده الامريكي وكل شياطين الارض يتفقون فيما بينهم، يتحدون، يعقدون موتمرات وندوات و يحيكون خططاً ومؤامرات من اجل ان يحدثوا فرقه بين ابناء هذه الامه الاسلاميه.
ولفت الى ان الامه تعاني من الاحتلال الصهيوني البغيض للارض المحتله، تعاني من سيطره الصهاينه علي المسجد الاقصي وهم يدنسونه كل يوم و يعيثون فيه فساداً كل يوم.
أكاديمية جزائرية تدعو وسائل الاعلام الى استعمال عبارات التآلف بين المسلمين
ودعت الأكاديمية الجزائرية وأستاذة الجامعة نورا فرحات وسائل الاعلام الى استعمال عبارات التآلف التي تجمع الامة الاسلامية وابتعادها عن استخدام المصطلحات التي تفرق بين الامة.
وقالت في كلمة لها في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين عبر المجال الافتراضي ان استعمال المصطلحات التي يُشكك فيها لاتخدم الامة الاسلامية، فالهدف هو الفكرة وليس المصطلح بحد ذاته.
وركزت فرحات في الجامعات الجزائرية في هذا المجال على كلام آية الله العظمي السيد علي السيستاني حينما سألوه عن أهل السنة فقال: هم أنفسنا وليسوا إخوتنا.
كما ان الامام الخميني ايضاً كان يستعمل مصطلحات الوحدة، فهو كان يستعمل في تعبيراته كل ما يقصد به الإسلام فهو دائماً يذكر ويقول نحن نريد إحياء الإسلام.
وطالبت فرحات وسائل الإعلام بالاهتمام بالقضايا المشتركة بين المسلمين وان تهتم مثلاً بوجود الله والرد على الإلحاد.
كما دعت وسال الاعلام الى الاهتمام بالحاكمية الإلهية فيما يتعلق بأصول الدين وكذلك الاهتمام بالقيم الراقية كالصلاة والزكاة والعبادة بمختلف أنواعها فهي محل اتفاق المسلمين وكذلك القيم والمقامات وغيرها وكذلك الاهتمام بالأخلاق.
وأكدت على ضرورة تنوع المصادر والمراجع في الحصص التي يحضر فيها جميع الطوائف المختلفة، قائلة: هناك أحاديث موجودة في الكافي والأخرى موجودة في البخاري وأخرى موجودة في المسلم أي أنها موجودة في المصادر السنية والشيعية معا بذلك عندما ننوع المصادر سيكون له التأثير الكبير وهذا موجود في التاريخ، فبحار الأنوار موجود فيه الأحاديث الواردة في المصادر السنية لأن الغرض هو الحديث بحد ذاته بغض النظر عن المصدر الذي ورد فيه، فعندما نقول أن هذا الحديث ورد في البخاري أو في المسلم سيكون له التأثير الكبير بالنسبة للطائفة السنية ونفسه إذا قلنا هذا الحديث قد ورد في المدارس الأخرى.
باحث كندي: التفرقة تأتي من الاختلاف في فهم الادلة الشرعية
وأكد الباحث الكندي صباح الصافي استناداً الى مقولة علماء النفس، إن الخلاف والتفرقة خصوصاً في المجال الديني يأتي من مجموعة عوامل أهمها اختلاف في فهم الأدلة الشرعية لأن الفارق الزمني بين بعض الديانات الإبراهيمية يصل إلى حوالي 3 آلاف عام.
وأضاف في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية عبر المجال الافتراضي ان الخلاف الثاني يأتي عن جهل، عندما يسود الجهل الفكري وتكون قدسية لبعض تجار الدين يبدأ هنا الجهل والباحثون يقولون إن سبب بعض الإنحرافات في بعض الديانات هو الجهل أو سيطرة الجهل على مقدرات الأمة الإسلامية.
وصرح رئيس المنظمة الدولية للدفاع عن ضحايا الارهاب ان الموضوع الخطير أو عامل التفرقة الخطير الحقيقي هو العامل السياسي. فهناك للأسف الشديد نزعة حب التملك الذي اصابت الكثير من الممالك والكثير من الحكومات.
وأشار الى انه في العصر الحديث عندما استمرت بريطانيا الحملة الثانية لتوسع مستعمراتها نحو الجنوب أو نحو الشرق كانت أهم عامل لمقاومة هذا الاحتلال أو مقاومة هذه المستعمرات هي المقاومة الدينية في تلك الشعوب ومنها قومية أيضاً.
وقال ان بريطانيا حاولت تأسيس مذاهب إسلامية وفعلاً هي انتصرت في عدة محاور منها تأسيس بعض الطوائف الإسلامية التي هي سلفية فأسست المذهب الوهابي كما إستطاعت في عام 1814 أن تبني ديناً جديداً وهي البهائي أيضاً.
وأوضح أن بريطانيا بالاضافة الى احتضانها للحركة الوهابية تحتضن ايضاً القنوات الإرهابية التي تدعم الإرهاب مالاً وفكراً وفي نفس الوقت تدعم بعض الطوائف أو بعض الشخصيات المنحرفة مثل ياسر الحبيب أو محمود الصرخي وتدعم بعض الشخصيات أيضاً التي تدعي أنهم يحاولون لتحقيق الخير للأمة الإسلامية لكن ما يقومون به ليست خيراً أبداً.
واعتبر الإنفتاح للآخر هو السبيل الآخر للتقارب بين المسلمين مذكراً بالحديث النبوي «لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى» وأيضا الحكمة الجميلة للإمام علي (ع) حيث يقول: «النّاسُ صِنْفانِ إمّا أَخٌ لَكَ في الدِّيْنِ، أو نَظِيرٌ لَكَ في الخَلْقِ».
وأكد ان هذا جزء لا يُذكر فقط في الحديث النبوي أو أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) بل يُذكر عن التقارب ووحدة المسلمين أو وحدة المؤمنين عموماً في الآيات الكريمة كما آنه توجد آية في القرآن الكريم تقول: «إنما المؤمنون إخوة».
وعن الانفتاح على الآخر أوضح الصافي ان هذا الإنفتاح لا يعني الذوبان في الآخر وهذا واجب القنوات الخيرة والفضائيات الخيرة وأيضا رجال الدين الصالحين والطبقة المثقفة والواعية وأصحاب الفطرة السليمة يمكن أن يكونوا قنوات للتواصل لردم الهوة التي خلقتها السياسات الاستعمارية السابقة.
ودعا باسم المنظمة العالمية للدفاع عن ضحايا الإرهاب المشاركين في هذا المؤتمر التكاتف لمحاربة الإرهاب وتدويل قضية الإرهاب ومحاربة الإرهاب في جميع أشكاله سواء الإرهاب الفكري أو الإرهاب العسكري الذي تقوده بعض المنظمات الإرهابية العبثية وأيضاً محاربة إرهاب الدولة الذي يقوده بعض المحتلين للشعوب وأيضاً محاربة إرهاب النظام العالمي الذي يستهدف الحكومات والشعوب بواسطة العقوبات الظالمة على الشعوب.
ومن المقرر أن تنطلق فعاليات المؤتمر الدولي الـ36 للوحدة الاسلامية بشكل حضوري يوم الأربعاء المقبل 12 أكتوبر 2022 في العاصمة الايرانية طهران وستستمر لغاية 14 أكتوبر الجاري، برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.