وشدّد الكاتب والمحامي الكويتي، عبد العزيز بدر القطان، على أن رئيسة الوزراء البريطانية "ليز تراس" أصبحت عنصرا غير مرغوب فيه داخل حزب المحافظين البريطاني، وأمامها عامان فقط حتى الانتخابات المقبلة عام 2024؛ ففي عهدها تأزم الوضع الاقتصادي لبريطانيا كثيرا، والآن هي تبحث عن إنجاز لصرف النظر عن أخطائها القاتلة إن جاز التعبير من خلال مساعيها لنقل سفارة بلادها إلى القدس.
ونوّه القطان إلى أن هذا الأمر سيكون له ارتدادات خطيرة وربما سيخلق ثورة داخلية في بريطانيا والشارع البريطاني قد ينتظر الشرارة التي من الوارد جدا أن تشعل الأوضاع الداخلية والتي ربما تتمثل هذه الشرارة في عملية نقل السفارة للقدس.
وأردف: كما هو معروف أن قرارات منظمة (أوبك+) الأخيرة المتعلقة بتخفيض إنتاج النفط في خطوة انتهجتها السعودية بالتعاون مع روسيا، أغضبت الجانب الأمريكي كثيرا، فضلا عن أن هناك حديثا يدور حول الإعداد من قبل الكونغرس الأمريكي لمبادرة لسحب أنظمة الدفاع الصاروخي والجيش الأمريكي من السعودية والإمارات ردا على هذه الخطوة.
واستطرد القطان قائلا: لاتحتاج فلسطين منا إلى بيانات تنديد واستنكارات بقدر ما تحتاج إلى خطوات ملموسة تضع حدا لهذا الجبروت الاستعماري، وأعتقد أن الغرب اليوم ليس في موقع يستطيع فيه إملاء شروطه كما في أوقات سابقة، خاصة وأن الأزمة الأوكرانية استنزفته على كافة الأصعدة.
وأشار الكاتب الكويتي إلى احتمالية استخدام الدول العربية لسلاح الاقتصاد في مواجهة بريطانيا في حال أقدمت على نقل سفارتها للقدس وقال: بالتأكيد هذا الأمر سيحدث ومن الممكن القول إنه بدأ مع قرارات (أوبك+).
في السياق ذاته، قالت الناشطة السياسية الكويتية، هدى سعود الكريباني، إن نقل سفارة بريطانيا في "إسرائيل" إلى القدس يعد انتهاكا للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على ضرورة إنهاء الاحتلال وستكون لها تداعيات كثيرة وخطيرة، وستعطي الحق لمن ليس له حق أساسا في التمادي في القمع وانتهاك حقوق الإنسان.
وأشارت الكريباني إلى أن قرار تحالف (أوبك+) بخفض الإنتاج بمعدل مليوني برميل يوميا سيكون الضاغط الأكبر الذي تواجهه أوروبا اليوم، خصوصا بعد أزمة الطاقة التي تعيشها وهذا سيكون أكبر سلاح ضد حكومة ليز تراس الهشة أساسا.
بدوره، قال رئيس رابطة شباب لأجل القدس العالمية، طارق الشايع، إن بريطانيا دولة الاحتلال الأولى في القرن الماضي، ولا زالت، وهي التي مكّنت العصابات الصهيونية في القدوم إلى فلسطين المحتلة مسبقا من الجيش البريطاني، والذي ساهم بشكل رئيسي في النكبة الفلسطينية، من إمداد بالسلاح والمواقع والمخططات لتسهيل عمليات العصابات الصهيونية في بسط سيطرتها على الأراضي الفلسطينية.
وتابع: لذلك، تأتي مساعي نقل السفارة البريطانية للقدس من دولة نشأت على الاحتلال، ولا زالت، ورعت الاحتلال الصهيوني قبل نشأته ولاتزال تقدم هذا الدعم بكل صوره.
ورأى رئيس رابطة شباب لأجل القدس العالمية، أن سلاح الاقتصاد هو الخيار المطروح اليوم ويجب الدفع بدول الخليج لاتخاذ موقف تجاهه؛ والدخول في مفاوضات لصالح القضية الفلسطينية.
وتمتنع الغالبية العظمى من دول العالم عن نقل سفاراتها إلى القدس، نظرا لعدم اعترافها بشرعية الاحتلال الإسرائيلي لشقها الشرقي الذي تم عام 1967. واحتل الكيان الصهيوني القدس الشرقية عام 1967، وأعلن لاحقا ضمها إلى "إسرائيل" وتوحيدها مع الجزء الغربي وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.