وأفاد الباحثون في مجلة Cell بتاريخ 4 أكتوبر، أن أدمغة الإناث تظهر تعبيرا أعلى عن إنزيم مرتبط بالكروموسوم X، يسمى ببتيداز 11 (USP11) الخاص بـ"اليوبيكويتين" مقارنة بالذكور، ما أدى إلى تراكم أكبر لبروتين يسمى تاو.
واليوبيكويتين عبارة عن مركب تحليلي يتواجد في الخلايا الحية ويلعب دورا مهما في تحليل البروتينات المعيبة (الفاسدة) وغير الضرورية.
ويقول مؤلف الدراسة الرئيسي ديفيد كانغ من جامعة كيس وسترن ريزرف: "تضع هذه الدراسة إطارا لتحديد العوامل الأخرى المرتبطة بالكروموسوم X، والتي يمكن أن تمنح زيادة قابليةٍ للإصابة باعتلال الطوباوية (اعتلال تاو) لدى النساء".
ويعرف اعتلال الطوباوية بأنه أحد الأمراض التنكسية العصبية التي تتميز بتراكم بروتين تاو في التشابك العصبي في الدماغ البشري.
وتعد تكتلات بروتين تاو سمة بيولوجية أساسية لأدمغة المصابين بداء ألزهايمر.
وتُصاب النساء بمرض ألزهايمر بضعف معدل إصابة الرجال. والآلية الأساسية لهذه الفجوة بين الجنسين لم تكن واضحة جيدا للعلماء. وأحد التفسيرات المحتملة هو أن النساء يُظهرن ترسبا أعلى بكثير من تاو في الدماغ.
وتبدأ عملية التخلص من فائض تاو بإضافة علامة كيميائية تسمى يوبيكويتين إلى بروتين تاو. ونظرا لأن الخلل الوظيفي في هذه العملية يمكن أن يؤدي إلى تراكم غير طبيعي لبروتين تاو، بحث كانغ، ومؤلف الدراسة المشارك جونغ إيه وو من جامعة كيس وسترن ريزرف، عن زيادة نشاط الأنظمة الإنزيمية التي إما تضيف علامة اليوبيكويتين أو تزيلها.
ووجدوا أن كلا من إناث الفئران والبشر يعبر بشكل طبيعي عن مستويات أعلى من ببتيداز 11 (USP11) في الدماغ مقارنة بالذكور، وأيضا أن مستويات USP11 ترتبط ارتباطا وثيقا باعتلال تاو في الدماغ لدى الإناث ولكن ليس لدى الذكور.
وعلاوة على ذلك، عندما استبعدوا وراثيا USP11 في نموذج فأر مصاب باعتلال تاو في الدماغ، كانت الإناث محمية بشكل تفضيلي من اعتلال تاو والضعف الإدراكي. وتمت حماية الذكور أيضا من اعتلال تاو في الدماغ، ولكن ليس بالقدر الذي يحدث عند الإناث.
وتشير النتائج إلى أن النشاط المفرط لإنزيم USP11 في الإناث يؤدي إلى زيادة قابليتهن للإصابة باعتلال تاو في مرض ألزهايمر. لكن المؤلفين يحذرون من أن نماذج الفئران الخاصة باعتلال تاو قد لا تلتقط بشكل كامل ازدواج الشكل الجنسي في اعتلال تاو الذي يظهر في البشر.
ويقول كانغ: "في ما يتعلق بالآثار المترتبة، فإن الخبر السار هو أن USP11 هو إنزيم، ويمكن تقليديا تثبيط الإنزيمات دوائيا. وأملنا هو تطوير دواء يعمل بهذه الطريقة، من أجل حماية النساء من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر".