وقال نوفاك للصحافيين، رداً على سؤال بشأن إمكان إبرام اتفاق مع إيران يتعلق بعمليات تبادل النفط والغاز قبل نهاية العام 2022: "أنا أعوّل على ذلك".
ورداً على سؤال بشأن الكميات التي تتمّ مناقشتها مع إيران، والمتعلقة بتبادل النفط والغاز، قال نوفاك: "نعتقد أنّ النفط في المرحلة الأولى سيبلغ نحو 5 ملايين طن في السنة، والغاز سيقدّر بنحو 10 مليارات متر مكعب".
يأتي هذا التصريح، بشأن التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، بعد يوم من إعلان منظمة الدول المصدرة للنفط، "أوبك +"، والتي تضمّ روسيا وإيران، عقب اجتماع في فيينا أمس الأربعاء، قرارها تخفيض إنتاج النفط مليوني برميل يومياً، في خطوة شهدت رفضاً قوياً من جانب واشنطن وبعض الدول الغربية، التي اتهمت المنظمة الدولية بالانحياز لمصلحة روسيا.
وكان نائب وزير النفط الإيراني، أحمد أسد زاده، أعلن، اليوم الخميس، أنّ إيران تتوقع إبرام عدة اتفاقيات مع روسيا في قطاعَي النفط والغاز في غضون 6 أشهر، وتأمل مزيداً من التضامن بين طهران وموسكو في مجال موارد الطاقة.
وتعليقاً على وضع سوق الطاقة واجتماع "أوبك +"، قال أسد زاده إن بلاده "تأمل أن تؤدي الظروف الحالية إلى مزيدٍ من التماسك بين إيران وروسيا بشأن تطوير المشاريع الثنائية في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات".
تعاون متزايد مع روسيا
ويشهد البلَدان ارتفاعاً في مستوى التعاون، مؤخراً، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، ولاسيما في أعقاب الحرب في أوكرانيا، وفرض الغرب عقوبات اقتصادية مشددة على موسكو.
وأعلن وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، في 24 آب/أغسطس الماضي، توقيع اتفاق قريب مع روسيا على شراء الغاز ومبادلته معها، مؤكداً أن "لدينا عقوداً مع روسيا لتطوير 7 حقول نفطية وغازية، ونحن في صدد توقيع عقد آخر لتطوير 14 حقلاً آخر".
وتابع أوجي: "نحن مستعدون لتبادل المشتقات النفطية أيضاً مع روسيا، ولدينا إمكانات برية وبحرية كبيرة لتسهيل ذلك"، لافتاً إلى أنّ "أغلبية العقود تغطي الميادين النفطية في محافظة خوزستان جنوبي غربي البلاد".
يُشار إلى أنّ شركة النفط الإيرانية وغازبروم الروسية وقّعتا، في 19 تموز/يوليو الماضي، مذكرة تفاهم في مجال الطاقة، تشمل استثمار موسكو 40 مليار دولار في الطاقة الإيرانية. بحيث ستشمل المذكرة تطوير حقل جزيرة "كيش" وحقل "بارس الشمالي"، وزيادة إنتاج حقل "بارس الجنوبي"، وتطوير 6 حقول نفطية إيرانية.
ويستثمر الروس حالياً 4 مليارات دولار في صناعة النفط الإيرانية، ومن المقرر أن تزيد هذه الاستثمارات بمعدل 10 أضعاف تقريباً.
اتفاقات في مجالات النقل والقدرات العسكرية والأمنية
وتمّت، خلال الأشهر الأخيرة، صفقة عسكرية مهمة بين البلدين، إذ باعت إيران مسيّرات لروسيا، قالت طهران إنّها تهدف إلى الدفاع عن روسيا ضد التهديدات، بينما تسلّمت إيران منظومات دفاع جوي روسية من نوع "أس - 300".
وفي 9 آب/أغسطس الماضي، أطلقت روسيا قمراً صناعياً استخبارياً إيرانياً من قاعدة فضائية في كازاخستان، في إطار التعاون في مجال الفضاء. وقال مسؤولون إيرانيون إنّ القمر الصناعي "صمّمه مهندسون إيرانيون، وشيدته شركات روسية، وإنّ الأجيال الجديدة من القمر الصناعي ستبنى بصورة مشتركة بين البلدين"، وإنه يهدف إلى تعزيز "قدرات الاستخبارات الإيرانية وإبراز قوتها".
ووقع البلدان اتفاقية تعاون شاملة في مجال النقل، في نيسان/أبريل الماضي، إذ يتعاون البلدان في إنجاز مشروع ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC) وهو شبكة يبلغ طولها 7200 كيلومترٍ من الطرق البحرية وسكك الحديد والطرق البرية، التي تبدأ من مومباي في الهند، وتمر عبر أذربيجان، وتصل إلى روسيا بعد المرور عبر إيران.
وحالياً يجري العمل على آخر 164 كيلومتراً بين أستارا ورشت في شمالي إيران.
ووفقاً لوزير النفط الإيراني أوجي، "سيتمّ تشغيل الممر في النصف الثاني من عام 2022"، وتتوقع طهران أن "يدعم المشروع موقع إيران في آسيا الوسطى، ويوفر طريقاً منافساً إلى الممر العربي المتوسطي للهند"، بحسب أوجي.
وفي العام الماضي، اتفقت طهران وموسكو على تعاون مدته 20 عاماً. وخلال زيارة أخيرة لموسكو، قدّم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مسوّدة جديدة إلى بوتين.
وتحدثت تقارير صحافية عن سفر رجال أعمال روس إلى طهران مؤخراً بغرض التعاون والاستفادة من الخبرات الإيرانية في مواجهة العقوبات الأميركية.
المصدر: الميادين نت + وكالات