فدسّت له السم في النهاية حتى استشهد اغتيالاً بسامراء في ٨ ربيع الأول سنة ٢٦٠ الهجري، ودفن إلى جانب أبيه الإمام الهادي (ع) في سامراء، وقد ذكر أغلب المؤرخين أنّ سنة وفاته كانت (260 هـ).
يتضح لنا من خلال متابعة تاريخ الإمام العسكري (ع) وموقف السلطة العباسية منه أنّ محاولة للتخلّص من الإمام قد دبّرت من قبل الخليفة العباسي المعتمد خصوصاً إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار سلسلة الإجراءات التي اتخذتها السلطة إزاء الإمام علي الهادي (ع)، فبهذه المناسبة نقدّم لكم القصيدة التالية، تحت عنوان: "هو الإمام العسكري (ع) طاهراً.
زُرْ أرضَ سامـرّاءَ بالحنينِ
وانظُـرْ إليها نَظـرَةَ الحزِينِ
فثَـمَّ ميعـادٌ إلى غُـروبٍ
أنـاخَ بالمَهـمُومِ والـدَّفينِ
فَوالِـدٌ غِـيلَ بِغَـدْرٍ طغَى
سُـمّاً خطيـراً حارِقَ البُطُـونِ
ونجلُـهُ يَبكيهِ في لَـوعةٍ
وصَـدْرُهُ يَـزْفِـرُ بالأنيـنِ
لكَ العزاءُ يا فَتـى أحمَـدٍ
يا صاحبَ الزّمانِ والتّمْكِينِ
بفقـدِكَ الحاني على اُمّـةٍ
جَفَتْ إماماً طاهرَ اليـقينِ
أَبَـانَ بالعلمِ سبيلَ الهُـدى
مفَنِّـدَأ اُطـرُوحةَ المُشِينِ
غادرَ في قسرِ العِدى رَبْعَـهُ
وبَيتَ قرآنِ الضُّحى والتينِ
فطيبةٌ دَمْـعٌ على بَـونِهِ
ومكّـةٌ والبَيتُ في شُـجُونِ
مُهاجراً سـارَ الى ربِّـهِ
مُستَشهِـداً خاضَ رُحى المَنونِ
وكانَ قاتِـلوهُ حِـزباً دَرَى
بأنَّـهُ الحامِيِ عن العَـرينِ
عـرينُ دينٍ صانَهُ أحمدٌ
بِـأهْـلِ بَيـتٍ طاهرٍ مَكِـينِ
هُـو ابنُ بنتِ المصطفى سيّدٌ
وخيرةُ الآباءِ والبَنِـينِ
هو الإمامُ العَسْكرِيْ طاهراً
ومَنْ تحدّى سَطْـوةَ الهَجِينِ
أحصَى عليهِ الظُلمُ أنفاسَـهُ
في بلَـدٍ مُعَـسْكـرٍ حَصِـينِ
ما أنصفُوهُ وهُوَ سِبطٌ غـدا
نـزيلَ بيتٍ حاسرٍ شَجِينِ
في بحـرِ جيشٍ وعُيُونٍ مَضَتْ
رَصْـداً فباءَتْ بالخَـنَـا المُهِينِ
فذاكَ نُـورُ اللهِ لا يَنْطفي
ما فـازَ كـيدُ الناكِـرِ الخَـؤُونِ
شُلّتْ أيادٍ فجَّـرتْ مَعْـلَمَـاً
حُـفَّ بأبنـاءِ الوَفَـا للـدِّينِ
فالعَسكرِّيانِ إمَاما هُدىً
ومَفْـزعا الظامي الى المَعِـينِ
هاتيكَ سـامرّاءُ صَـرْحٌ سَمَـا
ومَـرقَـدٌ للمُلتَقى يَـدعُوني
لِوَحدَةٍ بينَ بَني اُمَّــةٍ
طابَـتْ بآيِ العصرِ والزيتونِ
فَالقُبَّـةُ الشَّقراءُ وَهّـاجَةٌ
تَضُـمُّ أعلامَ التُّقـَى المَتـينِ
هناكَ بيتُ عِـترةِ المُصطفى
ودوحَـةٌ لِـنهْضةٍ تَهدينِـي
عليكَ مِنِّي يا شهيدَ الـنُّهـى
سَـلامُ مُحْـتـاجٍ إلى المُبِيـنِ
جَـلَّ مُـصابِي بكَ يا سيدي
فِداكَ نَفْسِي يا عِمادَ دِينِـي
صَبراً جميلاَ يا أبا صالحٍ
فكُـلُّنا طَرْفٌ إلى المَكنُـونِ
يا حجَّةَ اللهِ على خَـلْـقِهِ
أنتَ الـرَّجَـا في الزمنِ الضّـنِينِ
يا آلَ بيتِ أحمدٍ فَـخـرُكُمْ
شهـادةٌ مِنْ دَوحَـةِ الحُسَيـنِ