كما سيحقق الاستفادة القصوى من الثقافة وتمازجها مع الرياضة ليكونا معًا عامل تقريب بين المجتمعات، فضلًا عن أهمية تقديم صورة مُتكاملة للفنون الإسلامية بمختلف أشكالها وأصنافها، في وقت ستكون فيه الدوحة تحت المنظار العالمي، حيث سيمنح المتحف ضيوفه تجربة تفاعلية وتعليمية سهلة الوصول. وهو ما سيؤكد أن المتحف أحد المؤسسات الرائدة في الفن الإسلامي في العالم، وأول متحف عالمي المستوى في المنطقة. وسيشهد المتحف العديد من الإمكانات والمُقتنيات، تركز الراية خلال هذا التقرير على بعض منها:
وسيُقدّم المتحف بعد مشروع تحسين المرافق، وإعادة تصور وتركيب صالات عرض مجموعته الدائمة، أكثر من ألف قطعة فنية مقتناة ومحفوظة حديثًا، يعرض العديد منها في صالات العرض الدائمة بالمتحف لأول مرة، إلى جانب التحف الفنية التي اشتهر بها متحف الفن الإسلامي منذ فترة طويلة.
هذا إلى جانب صالات عرض مُخصصة للقرآن وتاريخه، والتعليم والتربية في إطار الثقافة الإسلامية، واستعراض انتشار الإسلام في كل من الشرق والغرب، بالإضافة إلى ذلك، سيكون الزوار على موعد مع مُتابعة الأحداث التاريخية التي أدت إلى إقامة الخلافة، وتوسعها شرقًا في إيران وآسيا الوسطى، وتطور ثقافة البلاط في الأندلس، واستمرار التراث الإسلامي في إسبانيا ما بعد الإسلام.
وتُبرز هذه المعارض في ترتيبها الجديد أيضًا مجموعة مُتنوعة من المواد المُستخدمة في الفن الإسلامي، بما في ذلك السجاد، والمنسوجات، والمخطوطات، والخزف، والخشب، والعاج، والمشغولات المعدنية، والحجر، والزجاج، والتي تمتد من إسبانيا وشمال إفريقيا إلى الشرق الأقصى، منذ أقدم العصور في الإسلام وحتى القرن العشرين الميلادي.
وتشمل أبرز المعروضات أجزاء من القرآن الحجازي العتيق، وستار الكعبة الشريفة، والقوس المغربي، ونسخة ثمينة من كتاب صور الكواكب الثابتة للصوفي، والجفنة العباسية باللونين الأزرق والأبيض، ولوح من الجص السلجوقي، وأيلة الدوحة، والسقف الإسباني بالطراز الفني لما بعد الإسلام.
وسيُقدم متحف الفن الإسلامي أيضًا قسمًا جديدًا عن الإسلام في جنوب شرق آسيا، مُركّزًا على العلاقة بين الثقافات المختلفة من خلال المعارض التي تتناول تجارة السلع، وتبادل الأفكار عبر العالم الإسلامي وخارجه.
يُعدّ «المسار العائلي»، الذي أُنشئ حديثًا، مكونًا رئيسيًا في أعمال التجديد التي شهدتها صالة العرض، حيث يهدف إلى إشراك الزوار الصغار في المواضيع التي تتعلق بحياتهم وتجاربهم الخاصة.
ويؤدي استخدام التقنيات الحديثة، والعروض التفاعلية، والتطبيقات متعددة الحواس، إلى زيادة إشراك الزوار والأطفال والكبار على حد سواء في جميع أنحاء المتحف. وتُسهم التجربة الواسعة التي طالها التحسين في تسهيل توافد الزوار لخدمة أكبر عدد من الجمهور، من خلال مدخل مُعاد تشكيله، ومقاهٍ، ومواقع بيع بالتجزئة في حلل جديدة.
وتوافق جميع التحسينات التي أُجريت على المبنى رؤية المصمم «آي إم باي». وسيتعاونُ المتحف مع شركة «ويلموت وشركاؤه» الفرنسية للتصميم الداخلي والهندسة المعمارية، والتي سبق واستعان بها آي إم باي، طوال عملية إعادة التركيب.