وأضاف: مشكلتهم الرئيسية هي مع إيران القوية والمستقلة وتقدم البلاد. الشعب الإيراني سجل حضوره بقوة في هذه الأحداث وسيدخل بشجاعة إلى الميدان حيثما كان ذلك ضرورياً في المستقبل.
وحضر قائد الثورة الإسلامية في بداية دخوله الساحة، عند قبور الشهداء المجهولين حيث قرأ الفاتحة، وحيا الشجعان والأبطال المدافعين عن الإسلام وإيران. ثم استعرض القائد العام للقوات المسلحة الوحدات الموجودة في الساحة.
في هذا الحفل، أدلى قائد الثورة الإسلامية بتصريحات مهمة فيما يخص الأحداث الأخيرة في البلاد حيث قال: في هذه الأحداث، تعرضت قوى الأمن الداخلي والتعبئة والشعب الإيراني للظلم. طبعاً الشعب الإيراني سجل حضوره بقوة في هذه الأحداث كما في الأحداث الأخرى وسيكون له نفس الموقف في المستقبل.
وأكد آية الله الخامنئي: في المستقبل، وحيثما يريد الأعداء إحداث اضطراب، فإن الشعب الإيراني الشجاع والمخلص سيتصدى لهم قبل أي جهة أخرى.
ووصف الشعب الإيراني، بأنه مثل مولاه أمير المؤمنين علي (ع)، مظلوم وفي نفس الوقت شعب قوي، وأضاف: في هذه الحادثة توفيت فتاة شابة وهذا ما حزّ في أنفسنا أيضاً، لكن رد الفعل على هذه الحادثة بدون تحقيق وبدون وجود أي قضية مؤكدة، حيث جعل بعض الناس الشوارع غير آمنة، وحرق المصاحف، وخلع الحجاب عن رؤوس النساء المحجبات، وإضرام النيران في المساجد والحسينيات وسيارات الناس، هذا ليس بالأمر الطبيعي.
وأكد قائد الثورة الإسلامية أن أعمال الشغب هذه مخطط لها، وقال: لولا هذه الفتاة الشابة، لكانوا قد خلقوا ذريعة أخرى لخلق حالة من انعدام الأمن والشغب في البلاد في الأول من شهر مهر ( بداية الشهر السابع الإيراني) هذا العام.
وأكد آية الله الخامنئي: أقول صراحة إن هذه الإضطرابات وانعدام الأمن من تخطيط أمريكا والكيان الصهيوني الغاصب والمزيف، وقد ساعدهم أذيالهم وبعض الإيرانيين الخونة في الخارج.
وأضاف: بعض الناس حساسون تجاه مقولة الحادث الفلاني كان من تخطيط وعمل العدو، وينبرون فوراً للدفاع عن وكالة التجسس الأمريكية والصهاينة، كما أنهم يستخدمون جميع أنواع التحليلات المضللة للإيحاء بأن هذا الأمر لم يكن من عمل الأجانب.
ونوه قائد الثورة الإسلامية بالقول: تحدث الكثير من أعمال الشغب في العالم، في أوروبا وخاصة في فرنسا وباريس، نشهد أعمال شغب بين حين وآخر، ولكن هل حدث أن أيّد الرئيس الامريكي، مجلس النواب الأمريكي المشاغبين وأدلوا ببيان؟ هل هناك سابقة بأنهم وجهوا رسائل وقالوا بإننا الى جانبكم؟ هل هناك سابقة بأن وسائل الإعلام المرتبطة بالرأسمالية الأمريكية ومرتزقتها مثل بعض الدول الإقليمية بما في ذلك السعودية دعمت المشاغبين في هذه البلدان؟ وهل هناك سابقة بأن يعلن الأمريكيون عن توفير بعض أجهزة أو برامج الإنترنت لمثيري الشغب حتى يتمكنوا من التواصل بسهولة؟.
وأضاف آية الله الخامنئي: لكن مثل هذا الدعم حدث مرات عديدة في إيران. فكيف يكون بعض الناس لا يرون اليد الأجنبية وكيف يمكن لشخص ذكي ألا يشعر أن هناك أيادي خفية وراء هذه الأحداث.
وشدد على أن تعبير الأمريكيين عن أسفهم لوفاة فتاة كذب، وعلى عكس ذلك فهم سعداء بالحصول على هذه الذريعة لتتأجج الأحداث، وقال: في البلاد، أعرب مسؤولو السلطات الثلاث عن أسفهم ووعد القضاء بمتابعة الموضوع حتى النهاية لمعرفة هل يوجد مذنب أم لا ومن المذنب؟ هذا ما يعنيه التحقيق. والآن، كيف يمكن إلقاء اللوم على منظمة ومجموعة كبيرة من خدام الشعب لاحتمال حدوث خطأ، ليس هناك منطق وراء هذا، وهو عمل لا شك بأنه من فعل وكالات التجسس والمنظرين الأجانب المعادين لإيران.
وتساءل قائد الثورة الإسلامية، عن دافع الحكومات الأجنبية لإثارة الاضطرابات وزعزعة الأمن في البلاد، وأضاف: إنهم يشعرون أن البلاد تتقدم نحو القوة المطلقة ولا يمكنهم تحمل هذا الموضوع.
وأشار آية الله الخامنئي إلى تسارع وتيرة تقدم البلاد في جميع القطاعات والجهود المبذولة لفتح بعض العقد القديمة وتفعيل قطاع الإنتاج والمؤسسات المعرفية وقدرة البلاد على تحييد الحظر وأكد قائلاً: لا يريدون حدوث هذه التطور في البلاد، ومن أجل وقف وتيرة التقدم هذه، فقد خططوا لإغلاق الجامعات وزعزعة أمن الشارع والهاء المسؤولين بقضايا جديدة في شمال غرب وجنوب شرق البلاد.
وأكد أن العدو مخطئ في حساباته حول الشمال الغربي والجنوب الشرقي للبلاد، وقال: لقد عشت بين الأهالي البلوش وهم موالون بشدة للجمهورية الإسلامية. كما أن الشعب الكردي من أكثر الشعوب الإيرانية تقدماً ويهتم بوطنه والإسلام والنظام، لذا فإن خطتهم لن تنجح.
وأشار قائد الثورة الإسلامية الى أن مخططات الأعداء وأفعالهم تظهر فطرتهم. نفس العدو الذي يقول في تصريحاته الدبلوماسية، إننا لا ننوي مهاجمة إيران وتغيير النظام، لديه مثل هذه النوايا ويسعى إلى التآمر لإثارة أعمال الشغب وزعزعة أمن البلاد وتهييج أولئك الذين قد تثار حماستهم ببعض الإثارة.
وأكد آية الله الخامنئي أن أمريكا ليست فقط ضد الجمهورية الإسلامية، بل ضد إيران القوية والمستقلة، مضيفاً: إنهم يحلمون بإيران مثل إيران البهلوية التي أطاعت أوامرهم وكانت مثل بقرة حلوب.
وقال سماحته: خلف كواليس الأحداث الأخيرة يتواجد هؤلاء المتنمرون، والصراع ليس على موت فتاة شابة أو على المحجبات وغير المحجبات. الكثير من اللاتي ليس لديهن حجاب كامل هنّ من المؤيدين الجادين للجمهورية الإسلامية ويشاركون في المناسبات المختلفة. الصراع والنقاش هو حول استقلال ومكانة وتقوية واقتدار إيران الإسلامية.
وأشار قائد الثورة الإسلامية الى بعض النقاط وأضاف: الأشخاص الذين يرتكبون الفساد والدمار في الشوارع ليسوا في خانة واحدة، بعض الشباب ينزلون إلى الشارع بسبب الإثارة لمشاهدة أحد برامج الإنترنت. يمكن توعية هؤلاء الأشخاص بأنهم مخطئون من خلال تنبيههم لبعض الأمور.
وأكد آية الله الخامنئي أن جميع من نزلوا إلى الشوارع لا يعدون بشيء في مقابل الشعب الإيراني والشباب المؤمن والمتحمس، وقال: بالطبع بعض هؤلاء الذين نزلوا إلى الشوارع هم من فلول الجماعات التي تلقت صفعة من قبل الجمهورية الإسلامية، مثل المنافقين والإنفصاليين والملكيين وعوائل السافاكيين المنفورين، ويجب على السلطة القضائية تحديد العقوبة ومحاكمتهم بما يتناسب مع مشاركتهم في التدمير والإضرار بأمن الشوارع.
النقطة الأخرى التي ذكرها قائد الثورة الإسلامية كانت مواقف بعض الخواص في بداية هذه الحادثة حيث قال: في البداية، أصدر بعض الخواص بيانات وتصريحات دون تحقيق وربما بدافع الرحمة. بعضهم القى باللوم على قوى الأمن الداخلي والبعض الآخر ألقى باللوم على النظام. والآن بعد أن رأوا ما هو الأمر وما حدث في الشوارع نتيجة كلامهم بتخطيط من العدو، فعليهم التعويض عن عملهم والإعلان بوضوح أنهم ضد ما حدث وضد مخطط العدو الأجنبي.
وأضاف: عندما يقارن العنصر السياسي الأمريكي هذه القضايا بجدار برلين، يجب أن تفهم ما هي القضية، وإن كنت لم تفهم، فافهم الآن واتخذ موقفاً واضحاً.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى مواقف بعض الشخصيات الرياضية والفنية، وقال: برأيي، هذه المواقف لا أهمية لها ولا يجب أن تتبلور حساسية تجاهها.
وأكد آية الله الخامنئي: إن الوسط الفني والرياضي صحي ولا توجد فيه عناصر قليلة مخلصة ومشرفة، وموقف قلة من الناس لا قيمة له.
وأضاف: طبعاً إن الأمر متروك للقضاء ليقرر ما إذا كان موقفهم جنائياً أم لا، ولكن بشكل عام، فإن موقف هؤلاء الناس لا قيمة له، ولن يتلوث المجتمع الفني والرياضي بهذه المواقف التي تسرّ العدو.
وفي الختام خلّد قائد الثورة الإسلامية ذكرى جميع شهداء سبيل الحق، شهداء الشرطة والقوات المسلحة، والشهداء المدافعين عن الأمن، وخاصة شهداء الآونة الأخيرة.
وفي جانب آخر من كلمته، وصف قائد الثورة الإسلامية، قدوم عدة آلاف من الشباب ذوي الحماس والدافع الأكاديمي للالتحاق بالقوات المسلحة كل عام بأنه قوة عظيمة وبشارة طيبة ويحمل رسالة تحديث وقوة للبلاد وقال: إن وجود الشباب الإيراني في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية والعسكرية للبلاد أمر واعد حقاً.
وأشار آية الله الخامنئي إلى الدعاية المضللة للمغرضين بإظهار صورة يائسة وغير مسؤولة ومنفصلة عن القيم من الشباب الإيراني وقال: إن الواقع هو عكس هذه الدعاية وحركة جيلنا الشاب حركة لامعة ومشرقة في جميع المجالات.
وفي هذا المجال، أشار الى دور الشباب في الدفاع عن الوطن وأمن الوطن، ومساعدة جبهة المقاومة والحركة المقدسة للدفاع عن مراقد أهل البيت (ع)، الخدمات الاجتماعية، التقدم العلمي، الإنتاج والابتكار، والمشاركة في المراسم الدينية والحضور المليوني في مسيرات الأربعين المهيبة والمتخلفين عنها، مكافحة المرض الوبائي والمساعدات المادية والجهاد الثقافي والإغاثة في الكوارث الطبيعية وأضاف: هؤلاء الشباب الدؤوب والنشط في وسط الميدان لا يخيب أملهم ولا ينفصلوا عن قيمهم، وبالطبع، كان الشباب المؤمن هو الرائد في كل هذه المجالات والحركات.
ووصف القائد العام للقوات المسلحة، القوات الإيرانية بأنها من ركائز القوة الوطنية وشدد على ضرورة ترسيخ عامل القوة هذا، ونوه بالقول: إن تعزيز القوات المسلحة تتسم بأهمية مضاعفة بالنسبة لإيراننا التي تواجه أعداء بلطجيين ومتنمرين مثل امريكا، وعلى المسؤولين العسكريين تعزيز قدرات البلاد باستخدام آليات وحلول جديدة ومحدثة، وتحديث وتطوير جميع البرامج والأدوات والمعدات، وتعزيز البحث العلمي، وتصميم وخططات حربية تركيبية لمواجهة حرب العدو التركيبية.
واعتبر آية الله الخامنئي المسؤولية الرئيسية للقوات المسلحة بأنها تتمثل في حماية الأمن الوطني باعتبارها البنية التحتية لجميع جوانب الحياة، بما في ذلك الأمن في الأمور الشخصية والأمن في الأمور العامة، وأضاف: بدون الأمن لا يمكن التقدم في أي مجال.
وأضاف آية الله الخامنئي: إن هناك إنعداماً للأمن في الدول الكبرى والأسوأ من ذلك كله في أمريكا، ونرى دائماً هجمات على المدارس والمتاجر والمطاعم.
ووصف قائد الثورة القوات المسلحة بأنها الضامنة لأمن البلاد، وقال: إذن إضعاف القوات المسلحة يعني إضعاف أمن البلاد، ومن يهاجم مركز الشرطة أو مقرات التعبئة أو ينال من الجيش أو حرس الثورة بلسانه فإنه يهاجم أمن البلاد.
وأضاف في هذا المجال: إن الشرطة ملزمة بالتصدي للمجرم وضمان سلامة المجتمع، لذا إن إضعافها يعني تقوية المجرمين، ومن يهاجم الشرطة، يترك الناس بلا حماية ضد المجرمين والأوباش واللصوص والمبتزين.
واعتبر آية الله الخامنئي "الأمن المتأصل" إنجازاً عظيماً للبلاد، وقال: أمننا الداخلي معتمد علينا تماماً ولا يعتمد على الآخرين، وهذا الأمن متناغم تماماً مع الأمن الذي يحاول خلقه الآخرون من الخارج حيث ينظرون إلى ذلك البلد باعتباره بقرة حلوب وبصورة مختلفة.
ووصف أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنه نابع من الاتكال على قوة الباري تعالى ونصرة ولي العصر (ع) وفكر وصمود الشعب والقوات المسلحة وأضاف: من يعتمد على أجنبي، ستتركه القوة الأجنبية لوحده في وقت الشدة، لأنه لا يريد ولا يستطيع أن يحميه.
يتبع ..