الاختلاف الرئيس وفق الدراسة، يتمثل في مستويات الشهية التي يمكن للإنسان الحدّ منها والتحكم بها من خلال فطور صحي دسم، لأن شهية الإنسان تنخفض بشكل ملحوظ بعد الحصول على وجبة غنية بكل العناصر التي يحتاجها الجسم بكمية كافية منذ الصباح، مما يخفف الشعور بالجوع ويساعد على الالتزام بنظام غذائي صحي بقية اليوم.
إفطر ملكا
وقالت خبيرة التغذية العلاجية حنين السالم إن تناول وجبة إفطار دسمة تمكن من ضبط مستوى السكر في الدم والأنسولين مما يقلل الشهية، ويحد من اشتهاء الحلويات على مدار اليوم، معتبرة أن هذه الدراسة تدعم المقولة التى تقول "إفطر ملكا وتغدى أميرا وتعشى عشاء الفقراء"، فتناول الطعام بهذا الإيقاع يكون متلائما مع وتيرة الساعة البيولوجية للجسم.
وبينت حنين السالم أن هناك نوعان من الناس، من يهملون تماما وجبة الفطور وينشغلون بالعمل وغيره، مما ينتج عنه هبوط حاد في مستوى سكر الدم، وهذا ما يجعلهم يقعون في النهم ويتناولون كميات من السعرات الحرارية التي تفوق احتياجاتهم اليومية، وهناك النوع الآخر من الناس ممن يستبدلون فطور الصباح بوجبات خفيفة مثل قهوة مع قطعة "كيك" أو شكولاتة أو غيره، وهي من أسوء الأنواع الغذائية التي نكسر عن طريقها صيامنا بعد ساعات نوم طويلة.
واعتبرت حنين سالم أن تناول وجبات غنية بالسكريات في بداية اليوم يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم ومن ثمة نزول حاد فيه بعد ساعة أو ساعتين، وهذا التذبذب في مستوى السكر في الدم، يفسر الاشتهاء المتزايد للحلويات في اليوم.
وقالت السالم إن المقصود بالوجبة الدسمة عند الفطور أي وجبة غنية بالبروتين وغنية بالألياف، وهذان المكونان يساعدان على إملاء المعدة وخفض الشعور بالجوع وتنظيم مستويات السكر في الدم، وبتوفر هذا الثلوث نكون قادرين على السيطرة على الشهية، فالألياف تعيق امتصاص السكري في الدم وبالتالي تلعب دورا كبيرا في تسهيل التحكم في شهية الأكل.
وبينت الدكتورة حنين أن توقيت الفطور مسألة جدلية، حيث يذهب البعض للتأكيد على أهمية الإفطار في أول ساعتين من الاستيقاظ، في حين يتبع آخرون نظام الصيام المتقطع، معتبرة أن المهم في هذا الإطار، هو ماذا نأكل فور الإستيقاظ، فالمكونات مهمة جدا لضبط شهية الأكل، حيث تعتبر وجبة مكونة من البيض وخبز أسمر ولبن وشوفان أو كوب خضروات وبعض الفواكه كافيه للتحكم الجيد في الشهية.