وقال رئيسي خلال كلمته في الجمعية العامة للامم المتحدة بنيويورك ان الاستكبار العالمي حاول استغلال الشعب الايراني، مؤكداً على دعم العدالة في العالم حيث تكون ونبذ الظلم المثير للفتن بين الشعوب.
ونوه الرئيس الإيراني قائلا: ندافع عن حقوق الإنسان وحقوق المستضعفين عبر العالم، وقال ان منتهكو حقوق الإنسان لن يتمتعوا بالإنسانية والأخلاق فيتصنعوا بدفاعهم عن حقوق الإنسان، مشيراً الى ان هناك نظام عالمي جديد بدأ ينشأ والنظام العالمي الحالي لم يتم دعمه.
وقال ان النظام العالمي القائم لم يعد يحظى بالدعم وثمة نظام جديد بدأ بالتشكل، وان منطقة غرب آسيا ترفض العالم القديم وهي مع التعددية المبنية على العدالة وسنقف بحزم وندافع بفخر عن حقوق شعبنا.
واكد رئيسي على رفض المعايير المزدوجة لبعض الدول، ونوه إلى أن هناك حاجة ماسة لعالم أفضل وللعدالة، نرى عالماً تسيطر فيه القوة المالية وتستعمل فيه العقوبات ضد الدول، لن تكون هناك عدالة حقيقية وإنصاف لحقوق الجميع إلى حين وضع حد للمعايير المزدوجة، الكثير من الثورات إنحرفت عن طريقها لكن الثورة الإيرانية كانت تمثل تطلعات الشعب الإيراني، لمن يدعون العدالة أليس بإمكانكم الحد من الظلم؟. ما الذي قامت به إيران غير المطالبة بحقوقها العادلة والتي هزت من ينشرون الظلم في العالم، ثمة دول تحارب الإرهاب بانتقائية.
وقال ان الشعب الإيراني عازم على تحقيق العدالة لكن الأحادية العالمية ترفض ذلك، مؤكداً ان حلفاء أميركا لم يكونوا بمنأى عن الأحداث التي دمرت منطقة آسيا الغربية، مشيراً الى ان مقتل الأطفال في العراق وسوريا ما الذي أعطى للمنطقة.
واضاف منذ 4 عقود الإمام الخميني طرد الطاغوت بثورته واليوم باتت الشعوب تمتثل بهذه الثورة، مشيراً الى ان أميركا سعت لتحقيق مصالحها على حساب مصالح الكثيرين ولا تزال مستمرة في المراوغة.
وتابع: أصدقاء أمريكا لا يتمتعون بوضع أفضل وما يحدث اليوم في أوروبا هو صورة طبق الأصل لما حدث في غرب آسيا، لم يقم أحد بقيادة الحرب على الإرهاب كما فعل القائد قاسم سليماني، مشيراً الى ان الرئيس الأمريكي السابق وقع وثيقة الجريمة الهمجية وغير المشروعة ضد قاسم سليماني.
وفي جانب اخر من تصريحاته، حمل الرئيس الإيراني صورة القائد الشهيد لفيلق القدس بالحرس الثوري "الحاج قاسم سليماني" الذي اغتالته القوات الامريكية مطلع العام 2020، قائلا : ان بطل الحرب ضد الارهاب ومدمر جماعة داعش الارهابية لم يكن سوى الشهيد سليماني، الذي قدم حياته في سبيل الدفاع عن حرية الشعوب الاقليمية، لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وقع على وثيقة الجريمة الوحشية اللاقانونية باغتيال هذا الانسان العظيم.
واستطرد : ان متابعة عادلة لهذه الجريمة التي اقر بها ترامب، ستكون خدمة للانسانية، ومحط اذلال للظلم والجور ورفعة للعدالة والانصاف.
وشدد اية الله رئيسي، على ان ايران ستتابع من خلال محكمة عادلة، اجراءاتها لتنفيذ العدالة ومقاضاة كل من امر او باشر في تنفيذ جريمة اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني، حتى التوصل الى النتيجة النهائية في هذا الخصوص.
وفي معرض الاشارة الى الاتفاق النووي، فقد نوّه رئيس الجمهورية الى ان الطرف الامريكي اقدم من جانب واحد على هدم هذا الاتفاق بعد توقيع الاطراف عليه وتصديقه في مجلس الأمن.
واضاف، ان طهران تحلت بالمرونة كثيرا بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، حيث انها وقعت هذا الاتفاق بحسن نية والتزمت بكافة التعهدات دون استثناء بينما تنصلت امريكا عن الوفاء بالتزاماتها فيه بل عمدت الى نسفه.
وشدد الرئيس الايراني، بالقول : اننا لا نسعى إلى صنع او امتلاك اسلحة نووية، فهذا النوع من السلاح لا مكان له في عقائدنا.
وعن اجراءات الحظر الجائرة وغير المسبوقة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، فقد اكد على ان ايران استطاعت ان تحوّل هذه الظروف القاسية الى فرص مواتية لتحقيق الازدهار والتقدم.
واضاف : لقد أصبحت ايران اليوم بلدا مقتدرا رغم الصعاب الناجمة عن الحظر الامريكي الظالم، وقد تمكنت من انتاج اكثر الاسلحة تطورا في مجال الدفاع عن امنها وحماية شعبها.
وحول مفاوضات الغاء الحظر، قال رئيسي : نحن عازمون على انجاح المفاوضات النووية وقد أثبتنا على وجود إرادة كبيرة وحازمة لتسوية القضايا العالقة شريطة احترام حقوقنا ومصالحنا؛ مبينا أن مطالبة ايران بالضمانات تعود إلى تجربتها السابقة مع الطرف الامريكي بعد انسحابه من الاتفاق النووي وسحقه لكافة التعهدات والضمانات المنصوصة فيه.
وعلى صعيد اخر، تطرق رئيس الجمهورية الى موضوع الامن الاقليمي، مصرحا : نحن أكدنا لدول الجوار بأن امن المنطقة ينبع من داخل المنطقة ذاتها؛ مشددا على انه لا يمكن السماح للكيان الصهيوني المحتل أن يكون شريكا في الأمن والاستقرار الاقليميين.