موضوع البرنامج:
المجتمع المناسب لظهور المهدي (ع)
أهمية الإعتقاد بالمهدي (ع)
المؤمنات والرجعة للجهاد
أسئلة الحلقة:
• اذا كانت هناك حاجة الى امام معصوم لكي ينشر العدل، فما الحاجة الى وجود مجتمع مثقف اسلامياً وعلى مستوى عال لكي يظهر الامام المهدي سلام الله عليه؟ لماذا لا يكون الامر كما كان في بداية ظهور النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وحال المجتمع فيه من الناحية الدينية؟
• مشاركة بشأن قضية الامام صاحب الامر عجل الله فرجه الشريف.
• ان فكرة ظهور الامام المهدي سلام الله عليه هي فكرة مثمرة ومنعشة وهي اشبه بنسمة هواء تهب على نافذة مجموعة من السجناء الابرياء بل هي كذلك مصدر حركة مستمرة من اجل الخلاص من السجن وتلمس طريق الحرية.
• المسلم المؤمن ايماناً حقيقياً بالفكرة المهدوية لابد ان يكون مؤمناً يعني المسلم يؤمن ايماناً حقيقياً بالفكرة المهدوية وهي فكرة اساسها ومصدرها العقيدة الاسلامية، لان النبي صلى الله عليه وآله وسلم هوالذي بشر بظهور المهدي المنتظر ارواحنا فداه.
• (فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي) فكيف للمؤمنة ان تقرأ هذه الكلمات وفيها سيف ويدل على الجهاد فهل تقرأ هذه العبارة ام تتوقف ام ماذا تفعل؟
• هل هناك آيات من القرآن يستحب قراءتها في يوم الجمعة للتعجيل بظهوره سلام الله عليه؟
خبير البرنامج:
• سماحة الشيخ علي الكوراني
• سماحة الشيخ محمد السند
*******
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كالانتفاع بالشمس إن سترها سحاب).
سقى ارض سامراء منهمر الحيا
وحيئ مغانيها هبوب النسائم
معالم قد ضمن اعلام حكمة
بنور هداها يهتدي كل عالم
ومنتدب لله لم يثنه الردى
وفي الله لم تأخذه لومة لائم
ويملأ رحب الارض بالعدل بعدما
قد امتلأت اقطارها بالمظالم
امام هدى تجلو كواكب عدله
من الجور داجي غيه المتراكم
به يدرك الاوتار من كل واتر
وينتصف المظلوم من كل ظالم
*******
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم سلام. من الله عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته. رحم الله السيد صالح النجفي الملقب بالقزويني الاديب والشاعر الفاضل المولود في النجف الاشرف سنة الف ومائتين وثمان والمتوفي في بغداد سنة الف وثلاثمائة وست، وقد دفن رحمه الله في النجف الاشرف، واعتاد هذا الشاعر الموالي على ان يجعل الندب والاستنهاض للامام الحجة عجل الله فرجه، مسك ختام في كثير من قصائده العصماء في الواقع في رثاء ائمة اهل البيت عليهم السلام. والابيات التي تلاها زميلنا الموسوي هي ختام قصيدة له في رثاء الامام علي الهادي عليه السلام، وهذه القصائد مجموعة في ديوانه الدرر الغروية في رثاء العترة المصطفوية. مستمعينا الافاضل ننتقل الآن الى سماحة الشيخ محمد السند وهو يجيب في اتصال هاتفي على بعض اسئلتكم التي ترد للبرنامج نستمع معاً.
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم سماحة الشيخ محمد السند.
الشيخ محمد السند: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المذيع: سماحة الشيخ محمد، وصلتنا من المستمع الكريم الاخ احمد عبد رسالة عبر البريد الالكتروني وفيها هذا السؤال يقول: اذا كانت هناك حاجة الى امام معصوم لكي ينشر العدل، فما الحاجة الى وجود مجتمع مثقف اسلامياً وعلى مستوى عال لكي يظهر الامام المهدي سلام الله عليه؟ لماذا لا يكون الامر كما كان في بداية ظهور النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وحال المجتمع فيه من الناحية الدينية؟
الشيخ محمد السند: في الحقيقة في بدء بعثة الرسول صلى الله عليه وآله ايضاً كانت الدعوة سرية ولم يكن قد صرح بها النبي صلى الله عليه وآله، وكانت بنحو خفي في نطاق مكة، حتى ان اتى النقباء من الانصار وبايعوا بيعة العقبة فاشتمل حينئذ عضد الرسول بالاعوان. فمن بعد ذلك بدأت الدعوة بالظهور وهذا ما يدلل على أن كل دعوة تحتاج الى شرائط معدة وامكانات لا سيما وأن كانت مهمة الرسول صلى الله عليه وآله والمسؤولية العظمى التي لا يتحمل كاهلها وصي مثل المصطفى ومعصوم مثل الرسول صلى الله عليه وآله. اذ كان هو سيد الكائنات ومع ذلك كان نطاق الدعوة للرسول صلى الله عليه وآله في البدء في ضمن المجتمع القرشي ثم في الجزيرة العربية الى ان اتسعت. الا ان المسؤولية التي تناط الى الامام المهدي خاتم الاوصياء عجل الله تعالى فرجه الشريف هو اظهار الدين كله على كافة ارجاء الكرة الارضية. فمن هذا الجانب هناك جانب تميز إذن عنده عجل الله تعالى فرجه الشريف وهي مسؤولية نشر ولاية اهل البيت والدين الحقيقي على كافة ارجاء الكرة الارضية والحال انه عبء يثقل الكاهل فمن ثم يحتاج الى آليات واعوان تزداد من حيث الكم والكيف.
المذيع: نعم سماحة الشيخ بالنسبة لسؤال الاخ هل يمكن ان يكون متأثراً بماورد في الاحاديث الشريفة من ان ظهور الامام المهدي سلام الله عليه يكون بعد ان تملأ الارض ظلماً وجورا يعني كأنه قد تكون فيه اشارة انه ما في مجتمع مثقف اسلامياً او ما في مجتمع مؤهل لهذه باعتبار ان الارض ملئت ظلماً وجوراً؟
الشيخ محمد السند: نعم، ملء الارض ظلماً وجوراً هذا يعطي مفاداً في الطابع العام، في النظام الحاكم على البلدان والدول ولا يعطي طابعاً على النسيج الاجتماعي الموجود في جوانب الكرة الارضية والا الثلاثمائة والثلاثة عشر هم على أية حال من الزبدة والخيرة ولامحال هذه الزبدة إنما تكون ثمار المجتمعات.
المذيع: نعم.
الشيخ محمد السند: يعني الاجواء والبيئات هي لاريب انها مؤثرة وليست هي من جانب طفرة او جانب اعجاز محض وانما هو على أية حال جانب نظام اسباب اجتماعية وبيئات ونسيج وهيكل مترابط مؤثر في بعضها البعض، فلربما قراءة ان الثلاثمائة والثلاثة عشر هم من النخبة والخيرة وهذا يعطي انه هناك اذن شرائح اجتماعية وبيئات اجتماعية تبقى هي في الواقع في خط الطرف الآخر، بجانب خط الطغيان والجور والفساد والفحشاء. هناك خط يزداد تلألؤاً وتألقاً ونوراً وتوهجاً في الصفاء والتقى والورع وكمال النفس وكمال الاخلاق وتهذيبها.
المذيع: لعله هذا هو المشار اليه فيما ورد من أنه لا يتحرك سلام الله عليه حركته العسكرية الا بعد أن يكتمل العقد. والعقد كما في الاحاديث الشريفة، عشرة آلاف يعني اضافة الى هذه الطبقة الاولى من الانصار الخلص هنالك ايضاً عشرة آلاف كطبقة ثانية يحتاجها الامام سلام الله عليه في تحركه.
الشيخ محمد السند: نعم هذا وايضاً يشير ما في التوقيع الشريف للشيخ المفيد "ولو ان شيعتنا على اجتماع من الطاعة والقلوب وصفات معينه مؤهلة" لزودت على أية حال لسرع بهذا المضمون في اللقاء والظهور وماشابه ذلك مما يدلل على ان الظهور يدلل على وصول المجتمع، مجتمع المؤمنين الى حالة مترقية. على اية حال من الطاعة والولاية والكمال…
المذيع: نعم اذن الامر هو في الحقيقة يرتبط بطبيعة مهمة. النبي الاكرم صلى الله عليه وآله من جهة يعني هي مهمة تبليغ بالدرجة الاساسية، في حين ان مهمة الامام المهدي سلام الله عليه مهمة تختلف في جوهرها يعني ثمار جهود النبي الاكرم صلى الله عليه وآله والائمة فيما يرتبط بتحقيق اهداف الشريعة الالهية والرسالات السماوية حتى السابقة يعني جميع حركات الانبياء تظهر في زمن الامام المهدي سلام الله عليه الامر الذي يتطلب وجود مثل هذا المجتمع…
الشيخ محمد السند: نعم ولا سيما اقامتها على كافة ارجاء الكرة الارضية.
المذيع: نعم جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ محمد السند.
مستمعينا الافاضل، من الاخت الكريمة صديقه حمزه من البحرين وصلت بالبريد الالكتروني للاذاعة مشاركة بشأن قضية الامام صاحب الامر عجل الله فرجه الشريف وكنا قد وعدنا بقراءة مقاطع منها فيما يرتبط بواجبات المؤمنين في عصر غيبته سلام الله عليه. تقول هذه الاخت الكريمة ما ملخصه (واجب على كل فرد منا التذكير دائماً بتضحيات الائمة عليهم السلام وذلك عن طريق قراءة سيرتهم الشريفة وبالتذكر دائماً بها في السراء والضراء خصوصاً حين الضراء حيث تصيبنا مصيبة ما نتذكر الائمة وتضحياتهم ومصائبهم فتهون علينا المصائب وبذلك تكون قد وفينا أول واجب وهو الذي تترقق به قلوبنا فنعيش هموم بعضنا البعض ونترفق بالضعيف من امتنا. وعلينا ثانياً ان نراقب انفسنا واعمالنا فنحاسب انفسنا ونشكر الله على ما عملناه من خير ونؤنبها ونعاقبها على ما فعلت من شر ونعزم على عدم العودة مرة ثانية الى القبائح أو أي قبيح فعلناه. فهذا الاسلوب يسعد أئمتنا خصوصاً امام زماننا ويرضيه عنا ونكون حينئذ في ساحة المنظورين بعين الله واولياء الله. وعلينا ثالثاً ان نعيش هموم امتنا ولا نتخاذل في قول الحق ونصرة المظلومين والدفاع عن حقوقهم ولو بالاستنكار. وعلينا رابعاً ان نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر فهذا من الواجبات الضرورية لمنع تفشي الفساد وهي مسؤولية تقع بالدرجة الاولى على عاتق كبار العلماء ثم على الافراد. وعلينا خامساً ان نتعلم احكام الدين ونتسلح بالعلم والثقافة وذلك لأنه في زمان الغيبة يكثر الاعداء حولنا فأنه لا يهزمهم الا العلم والبصيرة وذلك حين يفتقد السلاح المادي. والعلم هو اقوى سلاح من الممكن ان نهزم به اعداءنا وبالعلم يمكننا ان نصنع الاسلحة ونطورها وبالعلم ايضاً نصنع لامتنا مجداً وتاريخاً عريقاً كم خرّجت أمتنا من العلماء الذين اصبح اسمهم الآن يشع في الآفاق ويفتخربهم كل منتم اليهم، علماء في الطلب والفلسفة والتاريخ والقانون وغيره. وبالعلم يمكننا الدفاع عن عقيدتنا وديننا ويمكننا دفع الظلم عنا وعن ائمتنا لا سيما عن امام العصر (عجل الله فرجه). هذه اهم النقاط التي وردت في رسالة هذه الاخت الكريمة صديقة حمزه من البحرين. نشكرها على هذه الملاحظات القيمة. هنالك واجبات اخرى تتمحور حول اداء حق الامام سلام الله عليه والسعي للتأهل لنصرته عليه السلام عند ظهوره. مستمعينا الافاضل مع سماحة الشيخ علي الكوراني وهو يتفضل مشكوراً بالاجابة عن اسئلتكم نستمع معاً.
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين. اسئلة من الاخت ميعاد خليل الحسناوي من محافظة الديوانية في العراق تقول: ان فكرة ظهور الامام المهدي سلام الله عليه هي فكرة مثمرة ومنعشة وهي اشبه بنسمة هواء تهب على نافذة مجموعة من السجناء الابرياء بل هي كذلك مصدر حركة مستمرة من اجل الخلاص من السجن وتلمس طريق الحرية.
الجواب: نعم هذه فكرة جيدة لان السجن، سجن الظلم، سجن كبير وهو سجن موجود في الارض، وهذا الظلم لا ينتهي الا بظهور الامام المهدي سلام الله عليه. صحيح ان الدنيا سجن المؤمن مهما كان المؤمن في الدنيا يعيش في نعم، لكن بالنسبة لا نطلاقته في الحياة الآخرة التي هي اكثر حيوية واوسع مدى الدنيا سجن المؤمن لكن هذا السجن الذي هو الدنيا ايضاً فيه سجون. من اهم السجون سجن الظلم الذي جعل الطغاة فيه عباد الله. الظلم ملأ الارض، الامام المهدي سلام الله عليه يكسر هذا السجن ويخرج الناس المسجونين من سجنهم. وبعض المرات، الانسان هو الذي يصنع السجن ايضاً هذه الاغلال والسجون التي جعلنا انفسنا فيها يطلقنا منها، يطلق البشرية منها الامام المهدي سلام الله عليه.
ايضاً مما كتبت الاخت تقول: المسلم المؤمن ايماناً حقيقياً بالفكرة المهدوية لابد ان يكون مؤمناًيعني المسلم يؤمن ايماناً حقيقياً بالفكرة المهدوية وهي فكرة اساسها ومصدرها العقيدة الاسلامية، لان النبي صلى الله عليه وآله وسلم هوالذي بشر بظهور المهدي المنتظر ارواحنا فداه.
الجواب: نعم الاعتقاد بالامام المهدي روحي له الفداء، عقيدة اسلامية اجمع عليها المسلمون على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، لان رسول الله صلى الله عليه وآله اكدها بأحاديث عديدة وبشر بالامام المهدي ارواحنا فداه. ايضاً كتبت الاخت ميعاد تقول حالة الانتظار هي نوع من انواع العبادة، تقرب الانسان من ربه بل هي افضل العبادات كما جاء في بعض الروايات، انتظار الفرج هو افضل العبادات او هو من افضل العمال. فالمهدي المنتظر هو فكرة خلاص الانسان من هيمنة القوى الظالمة بكل ما تملكه من وسائل مبتكرة لخداع الانسان وتضليله ليكون الطريق سالكاً امام الانسانية للوصول الى كمالاتها وتحقيق اهدافها. واكبر مثل قريب لرسوخ فكرة المهدي في اذهان الناس هو تريد ان تقول حالة الترقب العالمي للامام المهدي سلام الله عليه. وشوق الناس هذا يدلنا على وجوده وعلى ان توقعه وانتظاره امر مغروس في عمق الفطرة الانسانية.
تقول في دعاء العهد هذه العبارة التي يسأل عنها عادة كثيراً (فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي) فكيف للمؤمنة ان تقرأ هذه الكلمات وفيها سيف ويدل على الجهاد فهل تقرأ هذه العبارة ام تتوقف ام ماذا تفعل؟
الجواب: نصرة كل انسان بحسبه والمؤمنة عندما تكون مستعدة للتضخية بما يأمرها به الامام سلام الله عليه لا مانع ان تقرأ هذه العبارات لرجاء المطلوبية وتنطبق على الرجل والمرأة على حسب الاصول الشرعية كما انه في دعاء الافتتاح عندما يقرأ الرجاء يقولون وزوجنا من الحور العين المؤمنة تقول واجعلنا من الحور العين. وهناك مؤمنات ارقى من الحور العين في الآخرة.
ايضاً تسأل هل هناك آيات من القرآن يستحب قراءتها في يوم الجمعة للتعجيل بظهوره سلام الله عليه؟
الجواب: استحباب قراءة القرآن عامة ويوم الجمعة ورد استحباب قراءة قرآن معينة وأنا أنصح أنه اذا يلتزم الانسان يومياً بقراءة الحمد والمعوذتين، هذا أمر جيد. ومن اجل تقوية العقيدة بأهل البيت عليهم السلام سورة القدر اذا كررت خاصة يوم الجمعة هذا امر جيد.
المذيع: مستمعينا الافاضل نختم هذا اللقاء بهذه المساهمة القصيرة والجميلة ايضاً من الاخ سعيد بن يعقوب الصياد وصلتنا عبر البريد الالكتروني وفيها يقول (ان معرفة امام الزمان عجل الله فرجه الشريف ما بعدها معرفة وانها لطامة كبرى أن لا يعرف الانسان امام زمانه، ولكن كيف يعرف امام زمانه من امات حب الدنيا قلبه هذا هو المعيار، حب الدنيا يغيرما امر الله تبارك وتعالى به ويوقع في الغفلة عن الاخرة) وقانا الله واياكم من شر هذه الميتة ورزقنا الله واياكم ايضاً. مستمعينا الافاضل، القلوب والافئدة الصالحة لأن تحل فيها معرفة امام العصر التي تشكل مفتاح معرفة الله تبارك وتعالى. اللهم آمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******