واعتبرت الجماعة التي انخرطت في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بقيادة المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاد في قرار سحب قوات بلاده من الأراضي الأفغانية.
وكانت طالبان التي أطاح بحكمها تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة في 2001، قد اشترطت سحب القوات الأجنبية من أفغانستان وقالت لاحقا إن واشنطن وافقت على مسودة اتفاق تتضمن هذا الشرط.
وتحدث الناطق باسم جماعة طالبان ذبيح الله مجاهد عبر تطبيق واتس اب بعد يوم من تأكيد واشنطن أن المحادثات مع عناصر الجماعة تمضي "في المسار الصحيح"، ما عزز التكهنات بشأن إمكانية تحقيق اختراق في النزاع المستمر منذ 17 عاما.
وتخيّم بحسب تقارير إعلامية حماسة الرئيس الأميركي لبدء سحب قوات بلاده من أفغانستان على المحادثات بين واشنطن وطالبان التي بلغت ذروتها بعقد اجتماعات استمرت لستة أيام متواصلة في قطر الأسبوع الماضي.
وقال مجاهد إنه "تم التوصل إلى اتفاق على إطار عمل مبدئي. نأمل في حال تم تطبيقه واتخذ الجانب الأميركي خطوات صادقة والتزم به بصدق أن يؤدي إلى إنهاء الأميركيين احتلالهم لأفغانستان"، مضيفا "يبدو أن ترامب جدي".
وتحدث خليل زاد هذا الأسبوع عن "مسودة إطار" لاتفاق إلا أنه حذر من أنه لا تزال هناك عراقيل رئيسية.
وأشاد الخبراء بهذا التطور الذي يشكل حدثا بارزا في النزاع المستمر منذ 17 عاما، لكنه أثار القلق في أوساط الأفغان والمراقبين الذين يخشون انسحاب القوات الأجنبية قبل التوصل إلى سلام دائم بين المتمردين والحكومة الأفغانية.
وحظر حكم طالبان تعليم الفتيات وتم منع النساء من العمل إلا في بعض القطاعات القليلة مثل الطب. وقال مجاهد إن الحركة الآن "لا تعارض تعليم النساء".
وتابع "سنحاول ضمان بيئة آمنة لتعليم وعمل النساء"، مضيفا "كل ما هو متاح للنساء ضمن الشريعة الإسلامية سيسمح به".
وأضاف مجاهد أن الجولة المقبلة من المحادثات مع الولايات المتحدة ستعقد في الدوحة اعتبارا من 25 فبراير/شباط، فيما أكدت واشنطن بدورها أن المحادثات ستستمر، لكن بدون أن تؤكد تاريخها.
ورفضت طالبان منذ البداية التفاوض المباشر مع الحكومة الأفغانية التي تصفها بأنها "حكومة المحتل". وتمسكت بمطلبها الذي قبل به الأميركيون لكنهم يواصلون الضغط لإجراء مباحثات مباشرة بين الطرفين.