وتمتاز الشعيرات بدقتها، فهي أقل سماكة من شعر الإنسان بألف مرة، فضلاً عن كونها مضيئة ليستطيع الأطباء رصدها من خارج جسم المريض، للوصول إلى مرحلة العلاج بسرعة غير مسبوقة.
ويمتد علاج السرطان لفترات طويلة بسبب تطور بقايا الخلايا السرطانية الحية إلى خلايا خبيثة غير قابلة للعلاج، ما يتطلب خطة علاج تتضمن جرعات دوائية متعددة، فضلاً عن العلاج الإشعاعي لمنع الخلايا السرطانية من الانتعاش مجدداً بعد موتها.
وطور باحثون من جميع أنحاء العالم أدوية مختلفة لعلاج جميع أنواع السرطان، ويستهدف بعضها العمليات الكيميائية الحيوية الموجودة في كل نوع مختلف من أنواع الخلايا.
ولكن مشكلة الخلايا السرطانية تكمن في أنها تتكيف بسهولة، وبقدرتها على تطوير آليات دفاعية لتجنب آثار العلاج.
وقال قائد الفريق البحثي، ديفيد إن جي: «نريد أن نمنع تكيف الخلايا السرطانية، من خلال تغيير بنية الخلية وقدرتها على أداء العمليات الحيوية واستهلاك الأوكسجين، ما يعيق إنتاج الخلايا السرطانية للطاقة الكيميائية اللازمة لنموها».
واختبر الباحثون قدرة الشعيرات الدوائية على منع استهلاك الأوكسجين في مختلف أنواع الخلايا السرطانية، ونجحت الشعيرات في منع تحويله إلى طاقة.
واستطاعت الشعيرات منع انتشار السرطان في الأنواع الصعبة العلاج والمعروفة بانتشارها الواسع في أنسجة الجسم. واستغرقت الشعيرات نحو 4 ساعات لتقتل الخلايا السرطانية بالكامل، وهو وقت سريع جداً مقارنة بباقي أنواع العلاج.
ونشر الباحثون نتائج دراستهم في مجلة "أميريكان كيميكال سوسايتي" العلمية، ويأملون بتطوير طريقة لعلاج أنواع السرطانات القاتلة، في الأعوام القليلة القادمة.